على من يبكي العراق: تقلبات الأزمة القائمة
تحت العنوان أعلاه، نشرت "أوراسيا ديلي" نص لقاء مع خبير في مسائل الأمن الدولي، يرجح فيه فقدان إيران نفوذها في العراق.
وجاء في اللقاء مع الباحث الرائد في مركز الأمن الدولي بمعهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، دكتور العلوم التاريخية ستانيسلاف إيفانوف:
العراق، من وجهة نظر البنية العرقية والطائفية، كان تاريخياً دولة هشة للغاية منذ تأسيسها. يرتبط تاريخ البلاد الحديث ارتباطا وثيقا بعدم الاستقرار والصراعات الداخلية والعواقب السلبية لتدخل القوى الإقليمية والعالمية. والآن، هناك أزمة حكومية مستمرة منذ أشهر، ومسيرات ومظاهرات وسط بغداد، وسيطرة المحتجين على مبنى البرلمان، وأعمال شغب...
برأيكم، هل يمكن القول إن إيران، التي تمارس سياستها في العراق من خلال مجتمع شيعي كبير، هي اللاعب الإقليمي الرئيسي في هذا البلد اليوم؟
أود أن أوضح التالي: قام آيات الله الإيرانيون بتقسيم المجتمع الشيعي العراقي ويحاولون خلق "طابور خامس" خاص بهم داخله، أي بأيدي العرب الشيعة المطيعين في السلطة، لتحويل العراق إلى دمية لهم، ولكن ذلك يلقى رفضا لا يقتصر على العرب السنة والأكراد والتركمان والأقليات الأخرى في البلاد، إنما يشمل العرب الشيعة الوطنيين بقيادة زعيمهم مقتدى الصدر. من المستبعد أن تتمكن طهران من تحقيق تطلعاتها التوسعية في العراق. يجب أن يؤخذ في الاعتبار أن المجتمع السني في البلاد (العرب والتركمان) يلقى دعما من قبل معظم الدول العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية وتركيا. ومن الواضح أن آيات الله الإيرانيين لن يكونوا قادرين على الهيمنة هنا، كما هو الحال في سوريا المجاورة. على الأرجح، سيتعين عليهم الاكتفاء باحتلال مكانة خاصة في التأثير على الدوائر الموالية لإيران في السلطة في بغداد.
على الأرجح، سيفهم آيات الله الإيرانيون أن المزيد من تفاقم الوضع في العراق يحمل مخاطر فقدانهم النفوذ في هذا البلد، وسيتراجعون مؤقتا. سوف يتم التوصل مرة أخرى إلى توافق بين السياسيين في بغداد قبل الانتخابات النيابية المقبلة. لا مصلحة لأحد داخل البلاد وخارجها بتفكك العراق إلى أجزاء أو إطلاق العنان لحرب أهلية.