دلهي تُصدّع جبهة الغرب ضد روسيا
تحت العنوان أعلاه، كتب فلاديمير سكوسيريف، في "نيزافيسيمايا غازيتا"، حول عجز واشنطن عن منع الهند من شراء النفط الروسي.
وجاء في المقال: سيجري الجيشان الأمريكي والهندي مناورات، في الخريف، بالقرب من الحدود الهندية الصينية المتنازع عليها. يريد البنتاغون استخدام هذه المناورات، بالإضافة إلى الرباعية (الولايات المتحدة واليابان وأستراليا والهند) لدفع دلهي إلى إضعاف علاقاتها مع موسكو. وهنا، تخدم واشنطن اتفاقية الاتصالات الأمنية التي سبق أن أبرمتها مع دلهي.
ولكن في الوقت الحالي، كما ذكرت صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست، فإن "خطيئة الهند الكبرى" هي أنها تستورد النفط الروسي، بما يغطي خمس إجمالي وارداتها. في يوليو، تجاوزت الهند حتى الصين من حيث استجرار النفط الروسي.
ليس البنتاغون وحده، إنما ومعه وزارة الخارجية الأمريكية والإدارات المالية تريد التأثير في موقف دلهي. فقد قال وزير الخارجية أنتوني بلينكن: "بودنا لو تصبح الهند شريكا للولايات المتحدة، باختيارها". فيما كان نائب وزير الخزانة الأمريكي أديوال أدييمو أقل دبلوماسية. فخلال زيارته للهند، سعى إلى ضمان انضمام دلهي إلى خطط تحديد سقف سعر للنفط الروسي في السوق العالمية. لكن دلهي ردت بأنها لن تصبح طرفا في الاتفاقية ما لم يتم التوصل إلى توافق في الآراء مع جميع المشترين.
وفي مقابلة "نيزافيسيمايا غازيتا" معه، أشار خبير السياسة الخارجية الهندية، فيناي شوكلا، إلى أن "الهند تعترف فقط بالعقوبات التي يفرضها مجلس الأمن الدولي، ولا تعد العقوبات الأخرى قانونية. هذا جيد لروسيا، لأن الغرب غير راض. إن إمداد الهند بالنفط الروسي، أكثر من مجرد تجارة، إنه سياسة..".
بالطبع، يمارس الغرب ضغوطه على الهند. ولكن، بحسب شوكلا، "حتى الآن دون جدوى. فلا يقتصر الأمر على كون موسكو شريكا استراتيجيا. إنما نعتقد بأن الغرب كان بإمكانه الحيلولة دون العمليات العسكرية في أوكرانيا، لكنه لم يفعل ذلك، لأنه يريد هزيمة روسيا".