أسعار العملات

دولار / شيكل 3.29
دينار / شيكل 4.64
جنيه مصري / شيكل 0.21
ريال سعودي / شيكل 0.88
يورو / شيكل 3.92
حالة الطقس

القدس / فلسطين

الثلاثاء 24.75 C

الألعاب الإلكترونية.. صناعة الفرص الجديدة

الألعاب الإلكترونية.. صناعة الفرص الجديدة

الألعاب الإلكترونية.. صناعة الفرص الجديدة

طباعة تكبير الخط تصغير الخط

في عالم اليوم، قطاع ألعاب الفيديو كبير للغاية، في الواقع، إنه أكبر من صناعتَي الأفلام والموسيقى مجتمعتَين.. رغم أنه لا يحظى باهتمامهما، لكنه يشق طريقه بتحقيق النمو المستمر.

هناك ما يقدّر بنحو 2.9 مليار شخص استخدموا ألعاب الفيديو في العام الماضي.. أي تقريبا واحد من كل ثلاثة أشخاص على الكوكب كانت له تجربة متعلقة بعالم الألعاب الإلكترونية في الأشهر الماضية.

الحقيقة أن ألعاب الفيديو كانت موجودة منذ عقود، لكن شعبيتها زادت في السنوات الأخيرة بصورة كبيرة، مع توقعات باستمرار نمو هذه الشعبية وخلقها فرصًا استثمارية أكبر في السنوات القادمة.

طبعا، مجموعة عوامل ساعدت بقوة في تربع صناعة الألعاب الإلكترونية على عرش قيادة عالم الترفيه.

الوباء بفترات إغلاقه كان له فضل كبير في توفير الوقت، وزيادة اهتمام شرائح جديدة من الجمهور باكتشاف عالم الألعاب الباهر والتعلق به.

التوسع في التركيبة العمرية لجمهور ألعاب الفيديو فاجأ الجميع، فهناك اتجاه واضح لتوسع السوق -باتجاهين مختلفين في آنٍ- فيما يتعلق بالتركيبة العمرية للاعبين.

في عالم اليوم، يتم الدخول لعالم الألعاب في سن مبكرة جدا من قبل الأطفال، وفي الجانب الآخر كذلك يزداد اهتمام الشرائح السنيّة الأكبر بدخول عالم الألعاب.. وفي الوقت نفسه تقترب نسبة اللاعبين، إناثًا وذكورًا، من المساواة أكثر وأكثر.

هذا التغير الديموغرافي للمستخدمين، أسهم بصورة كبيرة في انضمام مئات الملايين لجمهور اللاعبين الإلكترونيين حول العالم.

الهواتف الذكية تقود مجددًا، مع 1.1 مليار نسخة من لُعب يتم تثبيتها أسبوعيًّا على الهواتف الذكية، تهيمن ألعاب الهواتف المحمولة على 60٪ من حجم سوق صناعة ألعاب الفيديو، بحيث تقدّر حصتها بـ136 مليار دولار أمريكي من إجمالي حجم السوق المقدر بـ222 مليار دولار.

أسهم بشكل استثنائي في انتشار ألعاب الفيديو ازدياد قدرة أجهزة الهواتف الذكية على تشغيل الألعاب بجودة عالية.. وترافق تطور الهواتف مع وصول تشكيلة واسعة من الألعاب التنافسية والفردية في الوقت المناسب إلى السوق.. ألعاب خاطفة بحبْكة فكرتها، وصورها، وتأثيرها في اهتمام الملايين حول العالم في زمن قياسي.

بعكس تطبيقات الأعمال، والتطبيقات المستخدمة في تنفيذ المهام، وحتى تطبيقات شبكات التواصل الاجتماعي.. فإن قرار تثبيت وتجربة الألعاب لا يتطلب -في كثير من الأحيان خاصة على الهواتف الذكية- أي نوع من الالتزامات الصعبة أو التحليلات المعمقة، خاصة أن معظم الألعاب تتيح إمكانية التجربة المجانية، حتى عند رغبة الشراء "سواء للميزات داخل اللعبة أو الترقية للإصدار الكامل"، فالمنصات أصبحت ناضجة بصورة كافية لتُقدم حلولَ الدفع السهلة.

أيضا، قدّم إطلاق الأجيال الجديدة من أجهزة الألعاب، وما رافقها من حملات تسويقية، دفعة قوية جدا للصناعة.

صناعة ألعاب الفيديو عالم كبير، فيه كثير من الأنواع والخدمات والمنتجات المكمّلة، خاصة أن هذه الصناعة تمتد لخارج الفضاء الرقمي إلى عالم الفعاليات والمنافسات والرياضات الإلكترونية.

وفي هذه الصناعة، لكل نوع من الألعاب ومنصاته خصوصية، وجمهور ومتطلبات، يجب مراعاتها بدقة فائقة للنجاح فيها.

صناعة الألعاب الإلكترونية رغم احتوائها على فرص كبيرة، فهي مثل كل المنتجات الرقمية الترفيهية، تحتاج إلى عناية خاصة واعتماد كبير على الإبداع والابتكار، وجمهورها ذوّاق ومتطلّب.. لكن مع كل هذا، تبقى مجالا يستحق الاهتمام إذا كنتَ تبحث عن إطلاق مشروعك الاستثماري القادم.. خاصة أن الممارسات أثبتت أن النجاح في مشاريع الألعاب الإلكترونية قابل للتحقيق من خلال اتباع منهجيات عمل منظمة ومدروسة، منهجيات وخطط قادرة على مزج مكونات اللعبة الفنية، والتقنية، بالإضافة للجوانب التسويقية، ضمن خلطة سحرية تؤمّن الوصول إلى الجمهور بالشكل والوقت المناسبَين.

لقد شهدنا في الأشهر الماضية قصص نجاح مميزة لمؤسسات من المنطقة، أبرزها "جواكر"، التي تم الاستحواذ عليها من قبل المجموعة السويدية "ستيل فرونت"، المتخصصة في قطاع الألعاب الإلكترونية، بصفقة قُدرت بـ753 مليون درهم إماراتي.. كذلك قصة استحواذ شركة Waysun.Inc الأمريكية، المتخصصة في صناعة الألعاب الإلكترونية على حصة أغلبية في شركة Boss Bunny لتصبح ذراع الشركة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وللشركتان وجود في دولة الإمارات العربية المتحدة، وقد قدَّمتا نماذج مميزة في الابتكار وإدارة عملية التطوير، والنمو، والتشغيل، وأصبحتا نماذج لفرص الصناعة في منطقتنا.

يبقى مزيج التغييرات الأكثر إثارة للاهتمام في صناعة ألعاب الفيديو هو توسع التركيبة السكانية للاعبين، والتطور التكنولوجي الذي سمح بوصول الألعاب إلى الهواتف الذكية، ونضج البنية التحتية للصناعة من أدوات وتقنيات عمل... هذا المزيج أسهم في زيادة جمهور ألعاب الفيديو، وزيادة الوقت الذي يخصصه هذا الجمهور للألعاب، كل هذا بالتالي خلق طلبا كبيرا على المزيد والمزيد من ألعاب الفيديو، وبالتالي شكّل سوقا واعدة، ومستمرة في النمو، وتبشّر بمستقل مشرق.. سوق يعتمد النجاح فيه بصورة أساسية على الكوادر البشرية المبدعة.

 

اقرأ أيضا