النقلة الروسية في الصراع مع أوكرانيا فاجأت الولايات المتحدة
تحت العنوان أعلاه، كتب دميتري بافيرين، في "فزغلياد"، حول خيارات الرد الأمريكي على إعلان روسيا التعبئة.
وجاء في المقال: كانت ردة فعل أمريكا على الأحداث في روسيا ودونباس وزابوروجيه وخيرسون متحفظة بشكل مدهش. بل يمكن القول إنها مملة، بالنظر إلى أن الحديث يدور عن حدث تاريخي، وإن يكن جزئيا، لكنه الأول منذ عقود عديدة، وهو التعبئة في الجيش الروسي.
سوف تقرر واشنطن طبيعة الرد في وقت لاحق، في غضون أسبوع تقريبا. أمام الولايات المتحدة ثلاثة مسارات لتختار بين التالي:
الأول، الحفاظ على الرهانات، وتصعيد الصراع، وتحركات مهمة في المواجهة مع موسكو؛ أو، خطوات أقل أهمية، ولكن في عدة اتجاهات في وقت واحد: بضع عقوبات حساسة، وإرسال جنود إضافيين إلى قواعد الناتو العسكرية في أوروبا الشرقية، والبدء في مسألة طرد موسكو من مجلس الأمن الدولي، وإمدادات إضافية من الأسلحة للقوات المسلحة الأوكرانية.
ومع ذلك، فإن هذا المسار يعني أن روسيا سترفع الرهان بدورها.
والمسار الثاني، تثبيت الوضع، أي استراحة لبناء القوة (بما في ذلك القوة الفكرية)، وفترة مشاورات ومناقشات حول الحاجة إلى حوار مع موسكو. يبدو أن هذه النافذة لا تزال مفتوحة، وقد جرى التلميح إليها، على سبيل المثال، من خلال تبادل الأسرى.
يعترض "الصقور" على مثل هذا المسار، مشيرين إلى أن موسكو تستغل أيضا فترات الراحة لتعزيز قواتها، ومن الضروري "الضغط" الآن. لكن الأمر مخيف، لأن الولايات المتحدة لم تتحكم في التصعيد منذ البداية، وهي لا تسيطر عليه الآن، وعندما يتم تجاوز خط معين، سيخرج الأمر عن سيطرة الجميع.
الخيار الثالث هو تفريغ الشحنة. أي اللجوء إلى الحوار وتطوير (على الأقل مبدئيا) قواعد جديدة للتعايش معا. هذا يعني تدقيق الحدود التي لا ينبغي تجاوزها.
عادة ما يختار رجال السلام، كما يرى بايدن نفسه، المسار الثالث. لكن من المستبعد أن يختاره بايدن، بسبب فعل العطالة في المواجهة وخصوصية المهمة الأساسية: الولايات المتحدة لا تحتاج إلى السلام في أوكرانيا، بل إلى إضعاف روسيا.
فوز الجمهوريين في انتخابات الكونغرس في نوفمبر سيحقق بعض الانفراج (لكن الفرصة ضئيلة للغاية) إذا بات هناك عدد كبير من أعضاء الكونغرس يشغلهم التضخم والإنفاق الضخم على أوكرانيا أكثر مما يشغلهم الضرر الذي يلحق بروسيا.