لماذا طرح إيلون ماسك مبادرة سلام حول أوكرانيا
كتب غيفورغ ميرزايان، في "إكسبرت رو"، حول الدوافع المحتملة الكامنة وراء مبادرة ماسك، متسائلا: هل هو دبلوماسي عظيم أم بوق كبير؟
وجاء في المقال: هذا الأسبوع انصب الاهتمام على إيلون ماسك بسبب ما طرحه: اقترح الملياردير الأمريكي ما يراه خيارا فاعلا لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية.
وبحسب السيد ماسك، في "المناطق المحتلة" (باستثناء شبه جزيرة القرم) ينبغي إجراء استفتاء جديد تحت إشراف الأمم المتحدة.
بالإضافة إلى المناطق، يقترح ماسك حلا سلميا لأحد مخاوف روسيا الرئيسية فيما يتعلق بأوكرانيا، وهو عدم السماح بتحول أوكرانيا إلى موقع متقدم للغرب عند حدود روسيا. ومن أجل ذلك، يقترح جعل أوكرانيا "محايدة".
قد يسمي البعض إيلون ماسك دبلوماسيا عظيما؛ ويسميه آخرون بوقا عظيما. اقتراح ماسك ليس بأي حال من الأحوال فكرته الشخصية. فهو في الواقع يعبّر عن وجهة نظر معظم المؤسسات الأكاديمية الأمريكية.
وإلى ذلك، يوضح بعض الخبراء ردة فعل كييف القاسية (التي تقارب الوقاحة) بأن كلمات ماسك لم تكن مجرد رسالة جماعية من الخبراء الأمريكيين إلى السلطات الغربية، ولكنها أيضا رسالة جماعية من الخبراء الأمريكيين وجزء من النخب الغربية، لكييف. وهي النخب التي تدرك أن الصراع في أوكرانيا يمكن أن يتحول بالفعل إلى صراع نووي والتي لا تريد أن تموت بسبب لعبة الشطرنج الجيوسياسية الطويلة مع بوتين.
ولهذا السبب طُلب من ماسك طرح هذه الفكرة في الفضاء العام. وهذا هو السبب في أن ماسك يمكن أن يسمى بالمحرّض العظيم. ومع ذلك، فهو هنا لا يستفز أوكرانيا فقط، بل وروسيا معها.
يحتوي اقتراح ماسك على سابقة غير مقبولة بالنسبة لروسيا. وهي أن إجراء استفتاء جديد لا يعني فقط أن الاستفتاء الأول لم يكن شرعيا، بل سيصبح أيضا، من وجهة النظر القانونية، استفتاء في جزء من روسيا. وروسيا لا تجري مثل هذه الاستفتاءات على أراضيها. وهذا غير دستوري.