حلقتان ضعيفتان بين حلفاء روسيا
تحت العنوان أعلاه، كتب دميتري بافيرين، في "فزغلياد"، عن محاولة إشعال ثورات في البلدان التي تدعم موقف روسيا في أوكرانيا.
وجاء في المقال: تختبر الولايات المتحدة قوة البنية الدولية التي تتيح لروسيا الصمود في الصراع مع الغرب. يجري استخدام دسائس جديدة إلى جانب الطرق التي باتت مألوفة لنشر الثورات الملونة. في الوقت الحالي، يتعرض حليفان مهمان لروسيا لهجوم متزامن، هما إيران وجمهورية صربسكا(جهورية صرب البوسنة). فهل ستتمكنان من الصمود؟
إن خسارة إيران، حليف موسكو الإقليمي المهم، ستضعف مواقف روسيا الجيوسياسية.
أولاً، طهران مع أنقرة، إلى جانب روسيا، تقوم بضبط الوضع في سوريا وتدفق البضائع القادمة منها، بما في ذلك النفط؛ ثانيا، تغطي إيران روسيا في منطقة ما وراء القوقاز، للحيلولة دون انزلاق المنطقة إلى حرب أخرى، وتعوق التوسع التركي؛ ثالثا، تسترشد روسيا الآن بالتجربة الإيرانية المستمرة منذ أربعين عاما من العيش تحت العقوبات؛ وأخيرا: إيران نفسها مهددة بأن تصبح جبهة ثانية، بالنسبة للغرب، وبالمعنى العسكري المباشر. وفي أقل تقدير، تناقش وسائل الإعلام الإيرانية الحاجة إلى توجيه ضربات بطائراتها الانتحارية المسيرة إلى قواعد منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، في ألبانيا.
ولكن ألبانيا عضو كامل العضوية في الناتو. والهجوم عليها يعني هجوما على حلف شمال الأطلسي. في الواقع، هذا وحده كافٍ ليصب الأمريكيون الزيت في نار الصراع الأهلي الإيراني.
وثمة مكان آخر يمكن أن "تندلع" فيه النار فجأة، هو جمهورية صربسكا. بالنسبة لروسيا، هذا حليف أكثر ثباتا من صربيا نفسها، وأكثر شجاعة، لدرجة أن زعيم صرب البوسنة، ميلوراد دوديك، وعد بالاعتراف بنتائج الاستفتاءات في منطقة دونباس وزابوروجيه وخيرسون، أي، بالحدود الجديدة لروسيا.
لكن الشيء الرئيس ليس هذا، إنما حقيقة أن دوديك هو العقبة قبل الأخيرة التي يمنع ابتلاع حلف شمال الأطلسي للبلقان. ونفترض أن العتبة الأخيرة تشكلها صربيا. ولكن في حال الدمج الأطلسي للبوسنة، فمن المستبعد أن تصمد صربيا.
وفقا للجنة الانتخابات المركزية، فاز دوديك في الانتخابات بنسبة 48.36٪ من الأصوات وأصبح رئيسا للمرة الثالثة. لكن منافسته إيلينا تريفيتش أعلنت فوزها أيضا.
ولا شيء جديدا هنا. فها هو مقر تريفيتش يعلن أن نتائج الانتخابات مزورة ويدعو صرب البوسنة إلى النزول إلى الشوارع.