الولايات المتحدة ترى أن الرياض "انتقلت إلى صف روسيا"
كتب سيرغي مانوكوف، في "إكسبرت رو"، حول إصرار السعودية على التزامها بقرار "أوبك+" رغم ضغوط واشنطن.
وجاء في المقال:تقرر الولايات المتحدة الآن كيفية معاقبة (البدو المتمردين) في الرياض، الذين تجرأوا على عصيان البيت الأبيض وقرروا خفض إنتاج النفط. حقيقة أن قمة أوبك+ بصدد اتخاذ قرار لخفض إنتاج النفط، وهو أمر غير موات للغاية للرئيس بايدن والديمقراطيين عشية انتخابات الكونغرس النصفية، التي يفصلنا عنها أقل من شهر، كانت معروفة مسبقا. بطبيعة الحال، حاول المسؤولون الأمريكيون، كالعادة، الضغط على السعوديين لـ "إقناعهم" بالتخلي عن هذا القرار. ولكن نظرا لأنهم يتعاملون مع عرب ذوي كرامة، قرر البيت الأبيض مساعدة محمد بن سلمان، لحفظ ماء الوجه، فطلب عدم إلغاء خفض الإنتاج، إنما تأجيل تنفيذ القرار شهرا على الأقل، حتى لا يؤثر في نتائج الانتخابات. ومع ذلك، جاء جواب الرياض بالرفض، وفقا لصحيفة وول ستريت جورنال.
وفي الوقت نفسه، وإقناعا للسعوديين بتأجيل قرار خفض الإنتاج، أوضح الأمريكيون أنهم يعدون الرفض خيارا واضحا من الرياض للانتقال من التحالف مع أمريكا، الحليف القديم للمملكة العربية السعودية، إلى روسيا، التي هي الآن في حالة حرب غير معلنة مع الغرب الجماعي، الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية.
بعد اعتماد قرار أوبك+ لخفض إنتاج النفط، أعلن البيت الأبيض عزمه محاربة نفوذ "أوبك" في سوق النفط العالمية. الخيارات أمام واشنطن ليست كبيرة. على الأرجح، ستقبل الولايات المتحدة بحل اقتصادي-عسكري. الحقيقة هي أن الرياض تشتري الكثير من الأسلحة والمعدات العسكرية من أمريكا منذ سنوات عديدة. وسيكون التقييد أو الحظر الكامل، بالطبع، عقوبة غير سارة إلى حد ما بالنسبة للمملكة العربية السعودية، على الرغم من أن الأسلحة بعيدة كل البعد عن كونها فتاكة.
من الواضح بعد قمة أكتوبر، أن لا مجال للحديث عن تحسن العلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، على الأقل في المستقبل القريب.