أردوغان يناور في العلاقات مع بوتين: ثغرة في جدار العقوبات
تحت العنوان أعلاه، كتبت تاتيانا أنطونوفا، في "موسكوفسكي كومسوموليتس"، حول لعبة أردوغان الموهوبة بين روسيا والغرب، ومصلحته في استمرار المعارك في أوكرانيا.
وجاء في المقال: أعلن أردوغان، الخميس في قمة في أستانا، قبل اجتماعه مع فلاديمير بوتين، أن "هدف تركيا هو تحقيق هدنة في أوكرانيا بأسرع وقت". اثارت هذه العبارة كثيرا من الأسئلة لدى المحللين. لماذا غيّر الزعيم التركي فجأة لهجته ولم يتحدث عن السلام بشكل عام، بل عن هدنة فقط؟
وضع الخبراء موقف أردوغان الحالي من الأزمة الأوكرانية في الصيغة التالية: "إذا كنتم لا تفهمون أين السر، فهو على الأرجح في المال". يرى الباحث السياسي سيرغي ماركوف أن استمرار الصراع في أوكرانيا يحقق مكاسب ضخمة لرئيس تركيا، اقتصادية ومعنوية. هذا يعني أن مصلحته الشخصية في الوقف السريع للعمليات العسكرية تميل إلى الصفر. لذلك يفضل الزعيم التركي عدم ذكر السلام بعد الآن، والاكتفاء بالحديث عن "هدنة".
وقال ماركوف: "أمام أردوغان انتخابات قادمة، في منتصف يونيو 2023، يُنتظر أن تكون صعبة للغاية. إذا فاز شخص من المعارضة في الانتخابات الرئاسية، ستكون الأمور شديدة السوء على أردوغان شخصيا. بالإضافة إلى ذلك، فإن الاقتصاد التركي في حالة يرثى لها. لقد انخفض سعر صرف العملة الوطنية مقابل الروبل عدة مرات. وهم في أشد الحاجة إلى المال".
تركيا تحتاج إلى أموال من روسيا بالذات. فوفقا لماركوف، وضع أردوغان تركيبة موهوبة حقا. فمن ناحية، أصبحت بلاده بمثابة "ثغرة في جدار العقوبات" تستخدمها روسيا بنجاح؛ ومن ناحية أخرى، فإن الزعيم التركي يتصرف بحذر شديد لكي لا يتعرض لعقوبات من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. يمكن أن تعمل مثل هذه اللعبة المتعددة الخطوات طالما الأعمال القتالية في أوكرانيا مستمرة. من هذا المنطلق، يستنتج الخبراء أن لتركيا مصلحة في استمرار الأزمة الأوكرانية مع استمرار أردوغان في دور المصالح الأبدي بالقدر نفسه.