الولايات المتحدة مستعدة لتعزيز وجودها العسكري في اليونان
تحت العنوان أعلاه، كتب إيغور سوبوتين، في "نيزافيسيمايا غازيتا"، حول السعي إلى قطع الطريق أمام مغامرات أردوغان الخطيرة.
وجاء في المقال: تكثف واشنطن وأثينا التعاون على خلفية تصاعد تهديدات أنقرة. ناقشت مساعدة نائب رئيس البنتاغون ساشا بيكر مع نائب وزير الدفاع اليوناني نيكوس هاردالياس القضايا المتعلقة بتوسيع الوجود العسكري الأمريكي في البلاد. وقد تزامن ذلك مع تفاقم الخلافات بين الجارين في شرق البحر الأبيض المتوسط العضوين في حلف شمال الأطلسي.
في الأشهر الأخيرة، اشتد الخلاف الدبلوماسي بين أنقرة وأثينا، حيث قام عضوا الناتو بتبادل التهديدات علانية، في ذروة من ذرى تصعيد النزاع الإقليمي القديم. لكن، كما يقول الخبراء، لا تزال فوائد الدخول في صراع عسكري تثير الشكوك. فالدخل من السياحة، في مناطق المنتجعات على ساحل بحر إيجة، يبلغ حوالي 15٪ من ناتج تركيا المحلي الإجمالي. وبالنسبة لليونان، يصل هذا الرقم إلى 18٪. بالإضافة إلى ذلك، تعتمد كلتا الدولتين اعتمادا كبيرا في اقتصادهما على الشحن البحري. فقبل بداية الوباء، كان 87٪ من التجارة التركية يجري عبر الطرق البحرية.
في هذا الوضع، يُلاحظ أن جميع السياسيين الرئيسيين في تركيا، تقريبا، بما في ذلك مَن منهم في معسكر المعارضة، يتمسكون بآراء "متشددة" حيال هذه المسألة. ومع ذلك، فإن عددا لافتا من الناخبين الأتراك مقتنعون بأن التوترات مع اليونان وتهديدات أردوغان ليست سوى خدعة على خلفية الانتخابات العامة المقررة في العام 2023.
ولكن ما يقلق الباحثين أن القيادة التركية تحاول استخدام الصراع في شرق المتوسط لمواجهة النفوذ الأمريكي. يدعم هذا الرأي عدد من الكتاب الصحفيين المؤيدين للحكومة والذين يؤكدون أن عدو تركيا هو الولايات المتحدة، وليس اليونان. في هذه الحالة، قد تشكل مساعدة واشنطن لأثينا خطوة نحو التصعيد. من غير المستبعد أن يرى أردوغان في خطر قطع العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة "ثمنا كبيرا يبعث على الأسف، ولكن لا بد من دفعه باسم الأمن القومي لتركيا"، حسب ما جاء في المجلة الغربية War on the Rocks.