تركيا لديها خطط بعيدة المدى في فضاء الاتحاد السوفياتي السابق
تحت العنوان أعلاه، كتب غيفورغ ميرزايان، في "فزغلياد"، حول مطامع تركيا في فضاء الاتحاد السوفيتي السابق، بل وداخل روسيا نفسها، ما يشكل خطرا لا يجوز تجاهله.
وجاء في المقال: يخططون لاعتماد أبجدية واحدة، في الدول الناطقة بالتركية، بما في ذلك جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابقة. لقد طرحت تركيا مبادرة بهذا الشأن.
بدأت أنقرة في تحويل فضاء ما بعد الاتحاد السوفيتي إلى مجال لنفوذها فور انهيار الاتحاد السوفيتي، أي قبل فترة طويلة من وصول الرئيس رجب طيب أردوغان إلى السلطة.
أما بالنسبة لروسيا، فإن نفوذها الممكن في فضاء ما بعد الاتحاد السوفيتي يمكن أن يكون هائلاً.
فروسيا (وليس تركيا) هي التي تطعم تلك الدول: الأموال التي يحولها العمال الضيوف من أوزبكستان وقيرغيزستان إلى أوطانهم تعادل ميزانيات هذه الدول؛ وروسيا (وليس تركيا) هي التي تحمي هذه الدول من التهديدات الخارجية والداخلية في إطار منظمة معاهدة الأمن الجماعي والاتفاقيات الثنائية.
ولكن هذا التأثير الاقتصادي والقوي يفتقر إلى التوسع الثقافي (يكفي مقارنة عمل المؤسسات الثقافية الروسية والتركية)، فضلاً عن الخصائص السياسية للعلاقات الثنائية بين روسيا وهذه البلدان. وهي علاقات يمكن فيها للدول التي تعتمد على روسيا أن تسمح لنفسها باستعراض عدم ولائها لروسيا في أحلك الظروف.
بالنسبة لموسكو، أمر شديد الأهمية أن تمنع تحول فضاء ما بعد الاتحاد السوفيتي إلى فناء تركي.
وفي الصدد، قال رئيس النادي التحليلي الأوراسي نيكيتا ميندكوفيتش: "بالطبع، لا يمكن لروسيا أن لا تبالي بسعي دولة من الناتو إلى تحويل الدول المجاورة لنا إلى مستعمرات لها. هذا يتعارض مع مصالح روسيا، لا سيما أن ما يسمى بالمنظمات الثقافية التركية، في عدد من الحالات، تنخرط في أنشطة تخريبية صريحة حتى داخل روسيا، وليس فقط خارج حدودها. إذا اكتسبت تركيا موطئ قدم في آسيا الوسطى، وإذا سيطرت على هذه المنطقة، فسوف تكثف توسعها الثقافي وسط الشعوب التركية في روسيا- وليس فقط في شبه جزيرة القرم وشمال القوقاز، إنما وفي سيبيريا ومنطقة الفولغا- تعمل تركيا على ذلك منذ فترة طويلة، ولا تتخلى عن طموحاتها بالسيادة الكاملة على جميع الشعوب الناطقة بالتركية، لتحويل صيغة "شعب واحد، لغة واحدة، قائد واحد" إلى "شعب واحد، دولة واحدة، قائد واحد".