من المبكر إنهاء الصراع في أوكرانيا
كتب يفغيني أوميرينكوف، في "كومسومولسكايا برافدا" حول ما إذا كان يمكن الثقة برغبة الولايات المتحدة في تسوية الصراع في أوكرانيا.
وجاء في المقال: نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، في وقت واحد، "تسريبين لمعلومات مهمة" نقلاً عن "مصادر" كالعادة. تم تسريب ما يلي للصحافة، أو بالأحرى ما أرادته جهات عليا: أولا، يجري مستشار الأمن القومي للرئيس بايدن، جيك سوليفان، محادثات خاصة على مدى الأشهر الأخيرة مع مساعد الرئيس بوتين للشؤون الدولية، يوري أوشاكوف، وسكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف؛ وثانيا، دعا سوليفان الرئيس زيلينسكي إلى إرسال إشارة مفتوحة تظهر استعداده لحل النزاع مع روسيا.
تبدو أمريكا غير مقنعة، إلى حد ما، في حماستها لحفظ السلام، فهي لم تتخل عن مهمة هزيمة روسيا. توشك Lend-Lease على مباشرة العمل مع أوكرانيا، ما يعني المال ثم المال لسنوات قادمات طوال، للمجمع الصناعي العسكري الأمريكي. وبينما يتفاوض سوليفان سرا مع نظرائه، يعلن العديد من السياسيين الأمريكيين صراحة أن الهدف الرئيس للولايات المتحدة في الصراع هو إلحاق أقصى قدر من الضرر بروسيا. ما تخسره أوكرانيا لا يؤخذ بعين الاعتبار منذ فترة طويلة.
وهناك تناقض آخر. فكما لو أن الأمريكيين يرغبون في إنهاء الصراع المحتدم في أوروبا، لكنهم لا يستطيعون. فلا يقدم زعيم أوكرانيا المعتد بنفسه والمستقل والعنيد أي تنازلات، بل يراهن بأقصى ما يستطيع في اللعبة. حسنا، فكيف، إذن، يمكن لواشنطن أن تؤثر فيه؟
ومع ذلك، يبدو أن "التسريبات" الحالية حول عمل سوليفان السري يمكن تفسيرها على النحو التالي: ما زال من المبكر إنهاء الصراع في أوكرانيا، فلم تتحقق جميع المصالح الأمريكية فيه بعد، ولن يسمح زيلينسكي بذلك. لكن أمام أمريكا مهمة فائقة الصعوبة: حماية نفسها من تصعيد محتمل للصراع نحو استخدام السلاح النووي، مع الاستمرار في مساعدة أوكرانيا بكل طريقة ممكنة في الحرب التقليدية.