لماذا تقوّي روسيا أردوغان في تركيا
تحت العنوان أعلاه، كتب غيفورغ ميرزايان، في "فزغلياد"، حول أسباب دعم روسيا لأردوغان شخصيا.
وجاء في المقال: يطالب عدد من الخبراء الروس موسكو بفرض مزيد من العقوبات الجوابية القاسية ضد الاتحاد الأوروبي. ولكنهم يتجاهلون ظرفا مهما، هو أن هذه العقوبات مطبّقة عمليا، على الرغم من أنها تبدو غير مرئية للوهلة الأولى. يجري تنفيذها في إطار عمليات أخرى، ولها تأثير طويل المدى. وهذه العقوبات غير المرئية، على وجه الخصوص، هي بالضبط العلاقات الجديدة بين روسيا وتركيا.
في الغرب، يُعتقد على نطاق واسع بأن هذه العلاقات ليست أكثر من مضاعفة ارتهان روسيا لأنقرة.
ربما يكون هذا صحيحا جزئيا. فموسكو تعزز موقف أنقرة. ومع ذلك، فإن ذلك يشكل تهديدا أكبر بكثير لأوروبا منه لروسيا.
وفي الصدد، قال رئيس قسم الشرق الأدنى وما بعد الاتحاد السوفيتي بمعهد المعلومات العلمية في العلوم الاجتماعية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، فلاديمير أفاتكوف: "بفضل روسيا، تتحول تركيا إلى مركز، ليس فقط للغاز. فقد أصبحت تركيا مركزا تمر من خلاله طرق التجارة، سواء على طول خط شمال- جنوب، أو غرب- شرق. وهذا يعزز مكانة تركيا على الساحة الدولية. إذا تم تنفيذ استراتيجية مركز الغاز بنجاح، فإن تركيا هي التي ستدير هذه التدفقات. أي أن الوضع فيما يتعلق بتركيا وأوروبا سينقلب رأسا على عقب، ما يمنح تركيا تفويضا مطلقا".
أخيرا، تساعد موسكو أردوغان في مقاومة ما هو في الأساس استراتيجية أوروبا الواقعية الوحيدة لإخضاع تركيا. أي أن محاولات عزل أردوغان من خلال مراكز الاقتراع (ومرة من خلال انقلاب العام 2016) لم تنجح).
"في مطلع العام المقبل ستجرى انتخابات برلمانية في تركيا، وتأمل موسكو في فوز الرئيس التركي الحالي. لذلك، تهدف المبادرات الروسية الحالية، من بين أمور أخرى، إلى دعم أردوغان شخصيا"، كما قال يشار نيازباييف، الصحفي المقيم في تركيا، ومؤلف قناة الأجندة التركية على تيليغرام.