Foreign Policy: النزاع في أوكرانيا تسبب بانقسام أقوى دول أوروبا
كتبت الصحفية كارولين دي غريوتر في مقالة لمجلة Foreign Policy، أن النزاع في أوكرانيا حدد انقسامات استراتيجية عميقة بين فرنسا وألمانيا، مما أدى إلى تفريقهما بشكل لم يسبق له مثيل.
وأضافت: "تنهال بارس على برلين بالانتقادات. لماذا بدأ الجانب الألماني في اتخاذ تدابير مستقلة؟ لماذا ذهب شولتس وحده إلى الصين؟ لماذا طلبت ألمانيا مقاتلات أمريكية من طراز إف-35 الأمريكية هذا العام، وليس طائرات رافال الفرنسية؟ يبدو واضحا أن تقديم ألمانيا فجأة لمبادرات أحادية الجانب دون تنسيق مع فرنسا، يخل بالتوازن الدقيق بين باريس وبرلين ".
ووفقا للمقالة، ساد في أوروبا خلال السنوات القليلة الماضية "تقسيم للعمل" يناسب كلا البلدين. وخلال ذلك، تجاهلت ألمانيا الشؤون الجيوسياسية وركزت على الاقتصاد، بينما كرست فرنسا، كقوة نووية بجيش جاد ومقعد دائم في مجلس الأمن الدولي، كل طاقاتها على السياسة الخارجية. لكن مع مرور السنين، أصبحت هذه العلاقات "غير متوازنة" أكثر فأكثر. وأدى اندلاع النزاع في أوكرانيا إلى تفاقم "الخلاف الأساسي" بين برلين وباريس"مما تسبب بالتوتر بين الجانبين".
وترى المقالة أن "ألمانيا تعاني حاليا من صداعين كبيرين: نموها الاقتصادي مهدد بسبب العقوبات المفروضة على روسيا، وهناك انخفاض حاد في إمدادات الطاقة. لأول مرة منذ سنوات عديدة، يستورد أقوى اقتصاد في الاتحاد الأوروبي، أكثر مما يصدر".
وأما الصداع الثاني، فهو وفقا للمقالة، بات إدراك ألمانيا بأن الناتو بالذات وليس فرنسا، بات الآن الطرف الضامن لأمن أوروبا.
وقالت المقالة: "فجأة، أدركت ألمانيا أن أوروبا بحاجة ماسة إلى سياسة أمنية ودفاعية لا تستطيع فيها الاعتماد على فرنسا. لهذا السبب باتت أولوية شولتس الجديدة هي تحسين علاقة برلين بواشنطن ".
وأشارت المؤلفة إلى مقال كتبه الخبير الاقتصادي الفرنسي جاك أتالي، يفيد بوجود "اختلافات في المصالح الاستراتيجية طويلة المدى" بين برلين وباريس. نتيجة لذلك، حسب اعتقاده، "تصبح الحرب بين فرنسا وألمانيا ممكنة مرة أخرى".