الاتحاد الأوروبي يضغط على الجزائر
تحت العنوان أعلاه، كتب راويل مصطفين، في "نيزافيسيميا غازيتا"، عن محاولة نواب في البرلمان الأوروبي معاقبة الجزائر على علاقتها بروسيا.
وجاء في المقال: لا يتوقف الغرب عن محاولة دق إسفين بين موسكو والدول العربية، فهو يستهدف الدول المرشحة إلى تطوير تعاونها مع روسيا، أي تلك الدول التي تربطها بروسيا علاقات شراكة استراتيجية طويلة الأمد.
وهكذا، فقد دعا 17 عضوا من أعضاء البرلمان الأوروبي رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إلى إعادة النظر في العلاقة مع الجزائر، بل وضعها عند حدها. وعبروا في رسالتهم عن القلق العميق إزاء العلاقات السياسية والاقتصادية الوثيقة لهذه الدولة مع روسيا.
يشعر الأوروبيون بالقلق من أن الجزائر أصبحت منذ فترة طويلة ثالث أكبر مشتر للأسلحة الروسية في العالم؛ وثانيا، من أنها لم تنضم إلى العقوبات الغربية ضد موسكو؛ ولم تصوت لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي أدان العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.
إن قلق الغرب من عمق شراكة الجزائر الاستراتيجية وحجم تجارتها مع روسيا، الذي بلغ 3 مليارات دولار العام الماضي، بما في ذلك 1.7 مليار دولار للمجمع الصناعي العسكري، أمر مفهوم.
الأمر المقلق حقا(بالنسبة للغرب) هو الحديث عن احتمال توقيع عقد ضخم بين روسيا والجزائر قريبا. فقد أفادت بوابة "أفريكا إنتليجنس" الفرنسية للأخبار بأنه يجري الإعداد لعقد للعشرية القادمة، بقيمة 17 مليار دولار، بين روسيا والجزائر، وقد أمكن تخصيص هذا المبلغ الضخم بفضل الفائض العام في الميزانية الجزائرية بسبب ارتفاع أسعار الغاز.
من الواضح أن مثل هذه "القطعة الدسمة" تثير شهية منافسي روسيا الغربيين للاستئثار بها، إن لم يكن بالكامل، فعلى الأقل جزئيا. لذلك يجب أن نتوقع كل أنواع المشاكل، من استفزازات وضغط على كل من روسيا والجزائريين، إلى محاولات إغرائهم بالرشاوى. لقد سبق أن حدث مثل هذا الأمر في الماضي، عندما رفض الجزائريون معدات روسية في اللحظة الأخيرة أو أعادوا "منتجات" كانوا قد استلموها.