الصين تنهض ضد "عدم التسامح"
كتبت ناتاليا بورتياكوفا، في "إزفيستيا"، حول احتجاجات غير مسبوقة في الصين على القيود التي تفرضها السلطات.
وجاء في المقال: في الصين، حدث ما كان يبدو أقرب إلى المستحيل خلال العقد الماضي. فقد جرت سلسلة من الاحتجاجات الشعبية. عبّر سكان الجمهورية الإسلامية عن استيائهم من القيود الشديدة المتعلقة بفيروس كورونا. فخلال الأيام القليلة الماضية، اجتاحت موجة من العصيان المدني العديد من كبريات مدن الصين، وأحيانا تحت شعارات سياسية.
يرى العديد من الخبراء الغربيين في آسيا، الذين رأوا في موجة الاحتجاجات "تحديا للسلطات المركزية على أعلى مستوى"، أن الأحداث الحالية يمكن أن تدفع الرئيس شي إلى التخلي عن تحمل مزيد من الأضرار الاقتصادية، وهي التي تسببت في اضطرابات اجتماعية أسرع بكثير مما كان منتظرا. ومع ذلك، فإن الخبراء الذين قابلتهم "إزفستيا" ينظرون بعين الشك إلى مثل هذه الآفاق.
وفقا للاقتصادي ديفيد ماهون المقيم في بكين، الحكومة الصينية، على مدى ثلاث سنوات، بالغت في تقدير خطر كوفيد لضمان الامتثال العام لتدابير المراقبة والتطعيم. لكن في الوقت نفسه، كان الدافع الرئيس للحكومة الصينية ولا يزال إنقاذ الأرواح.
وقال: "ربما تجاوزت معدلات التطعيم في المدن الكبيرة 90٪، ولكن بين الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاما والذين يعيشون في المناطق الريفية، بقي 52 مليونا دون تطعيم. وإذا ألغت السلطات سياسة "عدم التسامح مطلقا" ضد كوفيد غدا، فإن عدد من سيموتون سيكون غير مقبول".
كما أظهرت أحداث السنوات الأخيرة، كان هدف احتواء انتشار الفيروس أولوية للسلطات الصينية على الاعتبارات الاقتصادية. بالتأكيد يبقى هذا هو الشيء الرئيس حتى الآن، عندما تكتسب الإصابة زخما: فقد تزايدت حالات الإصابة في جميع أنحاء الصين منذ بداية أكتوبر، وبحلول 28 نوفمبر، تم تسجيل أكثر من 40 ألف إصابة جديدة في البلاد.
لذلك، من المستبعد أن تفعل الاحتجاجات، حتى لو كانت غير مسبوقة، ما عجزت عنه الاعتبارات الاقتصادية وهو ثني السلطات الصينية عن القيود لوقف العدوى.