أوروبا متعطشة أكثر للغاز الروسي ولكن بشرط واحد
تحت العنوان أعلاه، كتب سيرغي مانوكوف، في "إكسبرت رو"، حول عدم قدرة أوروبا على الاستغناء عن الغاز الروسي رغم شدة عدائها لموسكو.
وجاء في المقال: يمر العام 2022 في أوروبا تحت شعار مكافحة الاعتماد على ناقلات الطاقة الروسية. توقف الاتحاد الأوروبي عن شراء الفحم من روسيا؛ وفي 5 ديسمبر، يدخل الحظر الأوروبي على النفط الروسي الذي يجري تسليمه عن طريق البحر حيز التنفيذ. ومع ذلك فالاتحاد الأوروبي غير قادر بعد على قطع العلاقات مع الغاز الطبيعي الروسي. وفي حين أن العلاقة الغرامية مع غاز الأنابيب على وشك الانتهاء، فإن العلاقات مع الغاز الطبيعي المسال من روسيا تكتسب زخما في بروكسل. يكفي القول إن أوروبا، خلال 10 أشهر من هذا العام، اشترت الغاز الطبيعي المسال من روسيا بنسبة 42٪ أكثر مما اشترته في الفترة نفسها من العام الماضي.
سمحت الزيادة الحادة في الطلب الفرنسي والبلجيكي على الغاز الطبيعي المسال الروسي بأن تصبح روسيا ثاني أكبر مورد لشمال غرب أوروبا هذا العام. تتخلف موسكو كثيرا عن الولايات المتحدة، لكنها تتقدم بشكل كبير على قطر، ثالث مورد للعالم القديم.
لم يبق، الآن، في جميع أنحاء أوروبا، سوى المملكة المتحدة ودول البلطيق لا تشتري الغاز الطبيعي المسال الروسي، في حين أن جميع الدول الأوروبية تقريبا تخلت عن النفط الروسي.
وليس من المستغرب أن أوروبا، رغم عدائها الشديد لروسيا، لم تفكر حتى في فرض حظر كامل على الغاز من روسيا.
بالطبع، لا يناسب هذا الوضع السياسيين الأوروبيين، الذين يفرضون مزيدا من العقوبات الجديدة على روسيا بإصرار جدير بالاهتمام (فالآن، كما يقولون، يجري إعداد الحزمة التاسعة من العقوبات ضد روسيا)، لكن لا خيار آخر لديهم. فالأولوية الآن لتمضية الشتاء القادم.