لغز ايراني

تحت العنوان أعلاه، كتب سفير روسيا السابق لدى طهران، ألكسندر مارياسوف، في "إزفيستيا"، حول مآل الاحتجاجات في الجمهورية الإسلامية، ودور إسرائيل الخطير.

وجاء في المقال: المظاهرات في إيران مستمرة للشهر الثالث على التوالي. وهي الأطول في تاريخ المظاهرات المناهضة للحكومة في ظل النظام الحالي.

من المرجح أن تتمكن السلطات الإيرانية من تحقيق الاستقرار بطريقة ما في البلاد. ومع ذلك، فإن الشحنة التي تراكمت في المجتمع ستبقى كامنة فيه. وإذا لم تحدث تغيرات في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في البلاد، فإن أزمة سياسية داخلية جديدة - أكثر حدة - ستكون حتمية.

يشار إلى أن القوى المعادية المتمثلة في الولايات المتحدة وإسرائيل وعدد من دول أوروبا الغربية لم تتردد في استغلال الوضع الصعب في إيران. فقد زادت من الضغط على طهران في قضايا حقوق الإنسان.

في الوقت نفسه، تحجم الدول الغربية عن التدخل المباشر في شؤون إيران الداخلية، خشية من أن يخدم ذلك قيادتها الدينية والسياسية، ويعزز موقف السلطات تحت شعار صد "العدوان الخارجي". بالمناسبة، تتهم طهران فعلاً الولايات المتحدة وإسرائيل بتنظيم مظاهرات مناهضة للحكومة في أطراف البلاد.

رادع آخر للغرب هو الرغبة المستمرة لدى إدارة جو بايدن في إعادة خطة العمل الشاملة المشتركة، للحيلولة دون تقدم إيران نحو تصنيع سلاح نووي. يمكن توقع مفاجآت أيضًا من إسرائيل، التي تقف بشدة ضد استعادة خطة العمل الشاملة المشتركة، وترى أن الرفع اللاحق للعقوبات سيسمح لطهران بتعزيز الدعم المالي والعسكري والسياسي للقوات الموالية لها في لبنان وسوريا والعراق واليمن. على هذه الخلفية، لا يمكن استبعاد أن تلجأ إسرائيل مرة أخرى إلى أعمال إرهابية ضد العلماء والمنشآت العسكرية والنووية الإيرانية، على غرار ما فعلته في الماضي القريب.