من هو بطل كأس العالم 2006
من هو بطل كأس العالم 2006، بطولة كأس العالم لكرة القدم 2006 هي البطولة الثامنة عشر لبطولة كأس العالم لكرة القدم التي ينظمها الاتحاد الدولي لكرة القدم بصورة دورية كل أربع سنوات، استضافت ألمانيا البطولة للمرة الثانية في تاريخها بعد استضافة ألمانيا الغربية بطولة 1974، أقيمت هذه البطولة في 9 يونيو 2006 واستمرت إلى 9 يوليو 2006 بمشاركة 32 منتخباً وطنياً بينهم دولتين عربيتين هما تونس والسعودية وكان هناك دول وصلت لأول مرة إلى نهائيات البطولة وهي: أنغولا، ساحل العاج، غانا، توغو، ترينيداد وتوباغو، أوكرانيا، الجمهورية التشيكية وصربيا والجبل الأسود، أقيمت المباريات على ملاعب 12 مدينة ألمانية.
استطاعت 4 منتخبات أوروبية منذ بطولة 1982 الوصول للمربع الذهبي، في 9 يوليو 2006 وبعد نهائي مثير في أحداثه ونتيجته، توج منتخب إيطاليا بطلا لمونديال 2006 للمرة الرابعة في تاريخها الكروي بعد تغلبه على نظيره الفرنسي بركلات الترجيح 5–3 اثر انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1–1 على ملعب برلين الأولمبي والتي شهدت نهاية مؤسفة للنجم زين الدين زيدان حيث دفع برأسه في صدر المدافع الإيطالي ماركو ماتيراتسي قبل انتهاء المباراة بأربعة دقائق ليخرج الحكم البطاقة الحمراء في وجه زيدان، كما استطاع منتخب ألمانيا حصد المركز الثالث بعد فوزه على البرتغال 3–1، بفوز إيطاليا بالبطولة جعلها تتأهل مباشرة لكأس القارات 2009
اعتبرت كأس العالم 2006 كواحدة من الأحداث الأكثر مشاهدة في تاريخ التلفزيون، حيث حظيت على مدار البطولة بما يقدر بـ 26,29 مليار مشاهدة غير متكررة، واجتذبت المباراة النهائية بنحو 715.1 شخص حول العالم، لتحتل بذلك المرتبة الرابعة في البطولات الأكثر مشاهدة بعد 1994 و 2002 و 1990.
نيل الاستضافة
فازت ألمانيا بشرف تنظيم كاس العالم 2006 في تصويت أجري في يوليو 2000 بزيورخ، سويسرا، المنافسة كانت بعد انسحاب البرازيل بين أربعة بلدان وهي ألمانيا، جنوب أفريقيا، إنجلترا والمغرب. أقميت ثلاث جولات وفي كل جولة يتم إقصاء البلد الذي حصل على أدنى نسبة من الترشيحات. أقيمت الجولة الثالثة والأخيرة في 7 يوليو وفازت ألمانيا بهذه الاستضافة بعد منافسة شديدة من جنوب أفريقيا، لتعود البطولة مجدداً إلى القارة الأوروبية بعد أن أقيمت خارجها عام 2002.
التصفيات
198 منتخباً يحاول التأهل إلى نهائيات كأس العالم ألمانيا البلد المستضيف، و 31 مقعد مونديالي آخر مقسمين على قارات العالم، وكانت هذه هي البطولة الأولى التي لم يُمنح الفائز بالبطولة السابقة مقعداً في هذه البطولة. حيث توزعت المقاعد على الشكل التالي: 13 مقعداً أوروبياً تتنافس عليه الدول الأوروبية، 5 مقاعد للدول الأفريقية، 4 لمنتخبات أمريكا الجنوبية، 4 لمنتخبات آسيا وثلاث مقاعد لمنتخبات دول الكونكاكاف (دول أمريكا الشمالية، الوسطى والكاريبي)، والمقعدين المتبقيين قررت أن تعطي لمباراتين فاصلتين بين دولتين من الاتحاد الآسيوي والكونكاكاف، والمقعد الآخر يتنافس عليه دولتين من أمريكا الجنوبية وأوقيانوسيا.
تأهل ثمان منتخبات لأول مرة لكأس العالم وهم: أنغولا، ساحل العاج، التشيك، توغو، غانا، ترينداد وتوباغو، أوكرانيا وصربيا والجبل الأسود. مع تمثيل أوكرانيا والتشيك لأول مرة كدولتين مستقلتين، ولكن سبق أن لعبوا في كأس العالم، حيث مثلت أوكرانيا مع الاتحاد السوفييتي، والتشيك مع تشيكوسلوفاكيا، بينما دخلت صربيا والجبل الأسود المنافسات من قبل تحت اسم يوغوسلافيا عام 1998 كما كانت تشكل الفريق الأساسي لمنتخب يوغوسلافيا منذ 1930 وحتى 1990. وكانت هذه البطولة هي الأولى منذ بطولة 1982 التي يتمثل فيها الاتحادات القارية الستة.
من هو بطل كأس العالم 2006
إيطاليا تفوز بكأس العالم 2006 في ألمانيا بعد فوزها على فرنسا في الركلات الترجيحية. النجم الفرنسي الكبير زين الدين زيدان يُنهي مشواره الرياضي بكابوس عكر عليه صفو مسيرته الاحترافية إثر طرده من الملعب في الشوط الإضافي الأول
في مباراة مثيرة وساخنة نجح المنتخب الإيطالي في إحراز لقب بطولة العالم لكرة القدم للمرة الرابعة في تاريخه إثر تغلبه على نظيره الفرنسي بستة أهداف لأربعة في الركلات الترجيحية. كان الشوطان الأول والثاني انتهيا بالتعادل الإيجابي بهدف لكل منهما، الأمر الذي استدعى الاحتكام إلى شوطين إضافيين يستمر كل منهما 15 دقيقة.
وفي الوقت الإضافي لم يستطع أي من الفريقين حسم النتيجة لصالحه من خلال اللعب ليحتكم الفريقان إلى الركلات الترجيحية، وكأن بطولة العالم الرائعة التي استضافتها ألمانيا من الـ 9 من يونيو حتى الـ 9 من يوليو 2006 لم ترغب في إيجاد نهاية لها. لكن الإيطاليين كانوا الأقوى معنوياً وربما الأوفر حظاً في الركلات الترجيحية. إذ نجح كل من بيرلو وماتيراتسي ودي روسي وديلبييرو وغروسو في التسجيل من ضربة الجزاء، بينما فشل تريزيغيه في التسجيل للفرنسيين لتنتهي المباراة بفوز الفريق الأزوري بستة أهداف لأربعة في الركلات الترجيحية مٌُحرزاً بذلك لقب بطولة العالم للمرة الرابعة بعد 1930 و1934 و1982.
زين الدين زيدان يُحرز هدف التقدم لفرنسا
جاءت المباراة حقيقة على عكس التوقعات، إذ كان الكثيرون يتوقعون أن تشهد المباراة معركة حقيقية للدفاع عن المرمى وأن يُركز الفريقان على تعزيز الدفاع بالدرجة الأولى والاكتفاء بالهجمات المرتدة. لكن الصورة كانت غير ذلك تماماً، إذ بادر كلا الفريقين منذ صافرة البداية بالهجوم سعياً منهما لإحراز هدف مبكر والسيطرة على مجريات اللعب. وقدّم الجانبان أداء سريعاً مع توفر العديد من الفرص الجيدة للتسجيل للطرفين.
وبعد مرور 5 دقائق على البداية حصل المدافع الإيطالي زامبروتا على البطاقة الصفراء الأولى في المباراة بعد أن ارتكب خطأ ضد الفرنسي مالودا. وبعد ثواني قليلة عرقل المدافع الإيطالي الثاني ماتيراتسي اللاعب الفرنسي نفسه مالودا في منطقة الجزاء ليحتسب الحكم ضربة جزاء لفرنسا. وكانت هذه فُرصة جيدة لزين الدين زيدان لوضع بصماته على فوز محتمل بلقب كأس العالم في نهاية مشواره الرياضي. وبالفعل انبرى النجم الفرنسي الكبير لضربة الجزاء محرزاً هدف التقدم لفريقه من تسديدة فنية ارتطمت بالعارضة الإيطالية قبل أن تتخطى خط المرمى.
ماتيراتسي يُدرك التعادل لإيطاليا
تسبب هدف التقدم لفرنسا بصدمة للإيطاليين الذين نجحوا في التخلص منها سريعاً عبر تكثيف هجومهم على الدفاع الفرنسي. وفي الدقيقة الـ 19 نجح ماتيراتسي في تصحيح الخطأ الذي ارتكبه حين تسبب بضربة الجزاء لفرنسا، إذ استطاع المدافع الإيطالي المتألق في إدراك التعادل لفريقه من كرة رأسية سددها بقوة في المرمى الفرنسي بعد أن تلقى الكرة من ركلة ركنية نفذها نجم خط الوسط الإيطالي بيرلو. وكان البعض يعتقد أن الفريقين سيتراجعان الآن إلى الوراء لتعزيز خطي الدفاع.
لكن ذلك لم يحدث، إذ واصل الفريقان الهجوم والأداء القوي إلى الأمام، لا سيما الفريق الإيطالي الذي كان الأقرب إلى تحقيق التقدم. غير أن لوكا توني فشل في الدقيقة الـ 35 في إيداع الكرة في المرمى الفرنسي. وبعد لحظات قليلة تلقى المهاجم الإيطالي لوكا توني الكرة من ركلة ركنية نفذها بيرلو ليُسددها رأسية قوية تكفلت العارضة الفرنسية في التصدي لها. وهكذا انتهى الشوط الأول بالتعادل الإيجابي بهدف لكل من الفريقين.
سيطرة واضحة للفريق الفرنسي على الشوط الثاني
وبعد الاستراحة عاد الفرنسيون إلى أرض الملعب بمعنويات عالية وثقة عالية بالنفس، بخاصة المهاجم الخطير هنري الذي نجح مرات عديدة في اختراق الدفاع الإيطالي وشكّل خطورة كبيرة على خط الدفاع الإيطالي بقيادة المدافع البارز كنافارو الذي يعتبره الخبراء أفضل مدافع في العالم. لكن الحارس الإيطالي بوفون الذي يُعتبر هو الآخر أفضل حارس مرمى في العالم تألق مرات عديدة في الحفاظ على شباكه نظيفة. يُشار إلى أن شباكه لم تُهز خلال بطولة العالم 2006 من خلال اللعب إلا مرة واحدة فقط، وذلك بطريق الخطأ حين سجّل كريستيانو زكاردو هدفاً بطريق الخطأ في مرماه في المباراة التي جمعت الفريق الأزوري مع نظيره الأميركي. وهكذا نجح بوفون في الحفاظ على شباكه نظيفة، على الرغم من الهجوم العنيف الذي شنه الفرنسيون على مرماه. وكانت سيطرة الفرنسيين على خط الوسط واضحة، إذ نجح لاعب خط الوسط ماكيليله في تحييد نجم فريق روما الإيطالي فرانشيسكو توتي بالكامل.
وهذا ما دفع المدرب الإيطالي مارسيلو ليبي إلى إجراء بعض التبديلات. إذ أشرك ليبي المهاجمين ديلبييرو وإكوينتا ليُكمل الفريق الإيطالي المباراة بثلاثة مهاجمين. لكن ذلك لم يؤت بثماره، وفي الربع الأخير من الشوط الثاني حدث ما كان المشجعون يخشونه قبل بداية المباراة وهو أن تتخذ المباراة طابعاً دفاعياً وأن يُركز كلا الفريقين على الهجمات المرتدة فقط. وهكذا انتهى الشوط الثاني أيضاً بالتعادل ليحتكم الفريقان إلى شوطين إضافيين انتهيا دون أن ينجح أي من الفريقين في هز شباك الآخر وحسم المباراة من خلال اللعب. لذا كان على الفريقين الاحتكام إلى الركلات الترجيحية التي ابتسمت للفريق الإيطالي.
نهاية كئيبة لزين الدين زيدان
ليس هناك أدنى شك في أن زين الدين زيدان واحدٌ من أبرز وأفضل لاعبي كرة القدم في العالم خلال العقدين الماضيين. لكن مشواره الرياضي الحافل بالانتصارات والنجاح والتألق لم يكُن خالياً من بعض الأحداث الدرامية التي لا تُقلل من قُدرات وكفاءات ومهارات النجم الفرنسي الجزائري الأصل، لكنها تبقى في ذاكرة عشاقه الذين يرغبون في بقائه شُعلة مضيئة في عالم كرة القدم وقُدوة حسنة للأجيال القادمة. لكنه هو أيضاً إنسان يُمكن أن يفقد أعصابه ويُقدم على تصرّف لا يليق بمكانته وشخصيته.
وهذا ما حدث له في مباراة اليوم قبل 10 دقائق من نهاية مسيرته الاحترافية، إذ نطح النجم الكبير المدافع الإيطالي ماتيراتسي برأسه ليُلقيه أرضاً، الأمر الذي دفع حكم المباراة إلى إشهار البطاقة الحمراء في وجهه وطرده من المباراة. ربما استفزه المدافع الإيطالي وأسمعه كلمات غير لائقة، لكن على الرغم من ذلك كان عليه أن يمسك أعصابه في مثل هذه الحالة وأن لا ينجرّ إلى عمل لا يتناسب مع الروح الرياضية التي ينبغي أن يتحلى اللاعب بها. لكنه وللأسف لم يفعل ذلك واعتدى على ماتيراتسي بنطحة رأسية قوية على صدره ليُلقيه على الأرض, وهكذا شهد زين الدين زيدان نهاية حزينة وكئيبة وكما ذكرت قبل قليل، غير لائقة له ولمشواره الرياضي الحافل.