وقعت قصة الإيثار التي قرأها فواز في معركة...
وقعت قصة الإيثار التي قرأها فواز في معركة...، اَلْإِيثَارُ فِي اَلْإِسْلَامُ هو تفضيل الغير عن النفس، وتقديم مصلحتهِ علَى المصلحة الذاتية، وهو أَعلى درجات السخاء وأكْمَلُ أنْواعِ الجود وَمنزلة عظيمة من مَنازلِ العطاء. والإيثَار لغةً: مصدر آثر يُـؤْثِر إيثَارًا، بمعنى التَّقديم والاختيار والاختصاص، فآثره إيثارًا اختاره وفضله، ويقال: آثره على نفسه، والشيء بالشيء خصه به. والإيثَار اصطلاحًا: (أن يقدِّم غيره على نفسه في النَّفع له، والدَّفع عنه، وهو النِّهاية في الأخوة).
وقال ابن مسكويه: (الإيثار: هو فضيلة للنَّفس بها يكفُّ الإنسان عن بعض حاجاته التي تخصُّه حتى يبذله لمن يستحقُّه).
الفرق بين الإيثار وغيرها من الصفات المقاربة
الفرق بين الإيثار والسخاء والجود
ذكر ابن قيم الجوزية فروقًا بين كلٍّ مِن الإيثار والسَّخاء والجود، مع أنَّها كلَّها أفعال بذلٍ وعطاء، فقال: (وهذا المنزل – أي الإيثَار-: هو منزل الجود والسَّخاء والإحْسَان، وسمِّي بمنزل الإيثَار؛ لأنَّه أعلى مراتبه، فإنَّ المراتب ثلاثة:
إحداها: أن لا ينقصه البذل ولا يصعب عليه، فهو منزلة السَّخاء.
الثَّانية: أن يعطي الأكثر ويبقي له شيئًا، أو يبقي مثل ما أعطى فهو الجود.
الثَّالثة: أن يؤثر غيره بالشَّيء مع حاجته إليه، وهي مرتبة الإيثار).
فوائد الإيثار
الفرد
- القضاء على البخل والأنانية.
- التدريب على البذل والعطاء.
- القبولُ عند الناس والقول الحسن.
المجتمع
- انتشار حسن التعاون والتكافل.
- توثيق الأخوة والمحبة بين الناس.
- تجنب العداوة والحقد في المجتمع.
قصص قصيرة عن الإيثار
الإيثار هو من الأخلاق التي دعا لها الدين الإسلامي وحث عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يشير إلى تفضيل مصلحة الغير على النفس للطمع في المكاسب الدينية وترك المكاسب الدنيوية فإن كان في الفعل الذي تقوم به أي مكسب ديني يجعله ذلك غير مستوفي الشرط الوحيد للإيثار.
هناك العديد من القصص الإسلامية التي توضح قيمة الإيثار وتبين ما مدى التعامل بالإيثار في حياتهم، وسوف نقوم بشيء من التفصيل عرض هذه القصص عبر السطور القادمة:
1- قصة جوار الحبيب
واحدة من أولى قصص قصيرة عن الإيثار هي قصة إيثار السيدة عائشة لعمر بن الخطاب رضي الله عنهما، عندما طعن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أصبح لا يفكر إلا في مكان دفنه بجانب الرسول -صلى الله عليه وسلم- وكان لا يتمنى إلا ذلك.
كان سيدنا عمر بن الخطاب يحتضر وطلب من ابنه عبد الله أن يذهب إلى السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وقال له: “عمر يقرأ عليكِ السلام ولا تقل أمير المؤمنين، فإني لست اليوم للمؤمنين أميرًا وقل: يستأذن عمر بن الخطاب أن يدفن بجوار صاحبيه” فقالت السيدة عائشة: “كنت أريده لنفسي ولأؤثرنه اليوم على نفسي“.
عندما عاد عبد الله بن عمر قالوا لسيدنا عمر بن الخطاب أن ابنه قد وصل من عند السيدة عائشة رضي الله عنه فسأله عمر بن الخطاب رضي الله عنه ماذا قالت فأجابه عبد الله ابنه بموافقة السيدة عائشة رضي الله عنها.
لذا فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “الحمد لله ما كان شيء أحب إليّ من ذلك، فإذا أنا مت فاحملوني، ثم سلم وقل: يستأذن عمر بن الخطاب فإن أذنت فأدخلوني، وإن ردتني فردوني إلى مقابر المسلمين”.
2- قصة إيثار الشهوات
استكمالًا للتعرف على قصص قصيرة عن الإيثار، نذكر واحدة من أفضلها عن ابن عمر رضي الله عنه أنه كان يشتد عليه المرض ويشتهي في تناول السمك، وأحضر غلام له السمكة من المدينة مثلما يتمنى، كان ثمنها درهم ونصف ولم يجدها الغلام بسهولة فبقي عدة أيام حتى أحضرها.
عندما أقبل ليتناولها جاء سائل على الباب فقال للغلام الذي أحضرها أعطيه السمكة، أخذ الغلام يتساءل أن ابن عمر -رضي الله عنه- كان يشتهي السمكة وصبر عدة أيام حتى أحضرها له والآن يعطيها للسائل، أيضًا من دون تذوقها! واقترح الغلام أن يعطي السائل درهم ونصف.
كان ثمنها ليشتري مثلها لكن ابن عمر رضي الله عنه رفض وصمم أن يعطي الغلام السمكة للسائل، فسأل الغلام السائل هل أدفع لك درهم وتترك السمكة؟ فوافق السائل وأخذ الدرهم وترك السمكة، فقال الغلام لابن عمر رضي الله عنه أنه قام بإعطاء السائل درهم وأخذ منه السمكة.
فأكد عليه ابن عمر رضي الله عنه مرة أخرى أن يعطيها له ولا يأخذ منه الدرهم وأخبر الغلام أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “أيما امرئ اشتهى شهوة فرد شهوته، وآثر بها على نفسه غفر الله له”.
3- رسول الله سيد المؤثرين
مازلنا في صدد عرض قصص قصيرة عن الإيثار، ونتعرف على مواقف سيد الخلق صلى الله عليه وسلم حيث وصل حاله أنه كان لا يتناول الطعام الكافي لإشباعه هو وأهل بيته بسبب إيثاره صلى الله عليه وسلم، حيث قال ابن حجر:
(والذي يظهر أنَّه صلىّ الله عليه وسلم كان يؤثر بما عنده، فقد ثبت في الصَّحيحين أنَّه كان إذا جاءه ما فتح الله عليه مِن خيبر وغيرها مِن تمر وغيره يدَّخر قوت أهله سنة، ثمَّ يجعل ما بقي عنده عُدَّة في سبيل الله تعالى، ثمَّ كان مع ذلك إذا طرأ عليه طارئ أو نزل به ضيف يشير على أهله بإيثارهم، فربَّما أدَّى ذلك إلى نفاد ما عندهم أو معظمه).
حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإيثار: (طَعامُ الِاثْنَيْنِ كافِي الثَّلاثَةِ، وطَعامُ الثَّلاثَةِ كافِي الأرْبَعَةِ).
فالنبي -صلى الله عليه وسلم- كان أفضل الناس إيثارًا، ففي إحدى المرات كان النبي مع أصحابه في رحلة سفر وجاء له أحد الرجال يقف أمامه بينما هو على الرحالة، وظل يلتفت يمينًا ويسارًا، فقال لهم النبي:
“مَن كانَ معهُ فَضْلُ ظَهْرٍ، فَلْيَعُدْ به علَى مَن لا ظَهْرَ له، وَمَن كانَ له فَضْلٌ مِن زَادٍ، فَلْيَعُدْ به علَى مَن لا زَادَ له. قالَ: فَذَكَرَ مِن أَصْنَافِ المَالِ ما ذَكَرَ حتَّى رَأَيْنَا أنَّهُ لا حَقَّ لأَحَدٍ مِنَّا في فَضْلٍ”.
4- إيثار الرسول لأصحابه على نفسه
بصدد التعرف على قصص قصيرة عن الإيثار نذكر أن الصحابة رضي الله عنهم جميعًا تعلموا الإيثار من الرسول صلى الله عليه وسلم والتواجد برفقته، وفي ذات يوم حيث جاءته امرأة أهدته بردة كان يحتاج إليها وسعد بها، بعد قليل جائه رجل يطلبها منه لتكون كفنه فأهداها له.
-
السؤال: وقعت قصة الإيثار التي قرأها فواز في معركة...
-
الإجابة: معركة اليرموك