معلومات حساسة: خسائر القوات الأوكرانية تؤدي إلى نقص السكان
تحت العنوان أعلاه، كتب يفغيني فيودوروف، في "فوينيه أوبزرينيه"، حول الفجوة الديمغرافية التي تنتظر أوكرانيا بسبب إصرارها على مواجهة روسيا.
وجاء في المقال: حتى آخر أوكراني
السؤال الرئيس هو متى ستصل الخسائر في القوى الحية الأوكرانية إلى الحدود الحرجة، التي لا يمكن بعدها الحديث عن أي مقاومة؟ في ظل غياب المعلومات الرسمية، المخفية لأسباب واضحة، تختلف الآراء حول عدد القتلى والجرحى اختلافا كبيرا. ففي أحد القطبين، نجد أريستوفيتش و"خسائره غير الموجودة"، ولنقل بشكل أكثر دقة، هي موجودة، ولكن ليست أكثر من 10 آلاف، وفق ما قال في منتصف الصيف؛ وفي القطب الآخر أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، التي تحدثت في نهاية نوفمبر عن حوالي 100 ألف قتيل من جنود وضباط الجيش الأوكراني.
إن ثمن عناد نظام كييف المهووس باهظ بالنسبة لأوكرانيا، التي تقع الآن على شفا كارثة ديمغرافية. فهناك يجري تخفيض بطيء ولكن أكيد لعدد سكان البلاد. كان عدد سكان أوكرانيا، في بداية العام 2022، أقل بقليل من 37 مليون نسمة. وبعدها، غادر أكثر من 16 مليون نسمة، معظمهم من النساء والأطفال، البلاد إلى أوروبا. ويعيش عدة ملايين آخرين في الأراضي التي أصبحت جزءًا من روسيا.
وهكذا، فإن من يعيش في باقي أوكرانيا بالكاد يبلغ 17-18 مليون نسمة، مئات الآلاف منهم موجودون الآن على الجبهة الشرقية.
فهل كثير أم قليل، لمثل هذا العدد من السكان، خسارة مائة ألف مقاتل أو أكثر؟ السؤال، بالطبع، بلاغي، بالنظر إلى أن معظم من يُقتل هم من الرجال الأصحاء والشباب، وأن عشرات الآلاف من المقاتلين سيعودون من الحرب حتمًا معوّقين. هناك مشاكل أساسية ستواجه نظام كييف. وكلما أطال زيلينسكي أمد المقاومة، قل احتمال عودة اللاجئين إلى وطنهم بكامل عددهم.
لقد اندمج الكثير منهم، عمليا، وبنجاح في الواقع الأوروبي، ووجدوا وظائف هناك، وبدأوا دراستهم.
إن النقص التدريجي في الرجال في سن الإنجاب، قياسا بعدد السكان الصغير نسبيًا، في أوكرانيا المتبقية سيخلق فجوة ديموغرافية في البلاد. فحتى فبراير 2022، بلغ الانخفاض الطبيعي في عدد السكان نصف مليون سنويًا.