أسعار العملات

دولار / شيكل 3.29
دينار / شيكل 4.64
جنيه مصري / شيكل 0.21
ريال سعودي / شيكل 0.88
يورو / شيكل 3.92
حالة الطقس

القدس / فلسطين

الجمعة 20.24 C

الصين والمجتمعات المسلمة

الصين والمجتمعات المسلمة

الصين والمجتمعات المسلمة

طباعة تكبير الخط تصغير الخط

وجود منصة للتفاهم والحوار بين أتباع الديانات في عالمنا المعاصر أمرٌ في غاية الأهمية. وحين تكون المجتمعات المسلمة على موعد مع مجلس منظم ومجتهد، يعلي من شأن التسامح، ويبحث في القيم المشتركة، فإن دولة الإمارات هي العنوان الرئيسي لهذا المجلس المسمى "المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة".

ولعل زيارة وفد رفيع المستوى من قيادات المجلس المذكور إلى جمهورية الصين الشعبية هي الدافع الأساسي لحديثي هنا عن أشياء تغيب كثيرًا عن مخيلة القراء، سيما وأن خطاب التعايش مع الآخر والوقوف عند الحقائق المهمة، هو ما يعزز فرص نجاح مثل هكذا زيارات.

وتضمنت زيارة وفد مجلس المجتمعات المسلمة إلى إقليم تشينجيانج الصيني اطلاعا مباشرا على العمل الصيني الخاص بمكافحة الإرهاب ومواجهة التطرف بكل أشكاله، لأن هذه المنطقة، شمالي غرب الصين، في جَعبتها قصص واقعية تدحض حملات التضليل الخارجي، التي يتم العمل عليها في غرف سوداء.

والمجتمعات المسلمة، التي تعيش في الشرق والغرب بحاجة إلى التواصل مع العالم الإسلامي بطريقة مثلى ومفيدة، لأن وجود جماعة الإخوان المتطرفة على مدى سنوات في دول أوروبية، وحتى أمريكا، جعل العمل الإسلامي المجتمعي بعيدا كل البعد عن الهدف الذي ينشده المسلم المعتدل.

وقد عمل الدكتور علي راشد النعيمي، رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، ورفاقه، على مأسسة المجلس بطريقة تدعو للفخر والتعاون، فالرجل المعروف ببعده الأكاديمي واطلاعه الواسع يحظى بمكانة مرموقة في الأوساط الإسلامية، ولديه رصيد ممتاز من العلاقات المهمة التي يوظفها صباح مساء لخدمة الإسلام والمسلمين.

وحين تتلاقى الجهود على أرضية البنود المنظمة والقادرة على جسر الهوة السحيقة بين الإشاعة والحقيقة، يبرز دور النخب الفعالة والجادة في التعاطي مع متغيرات كثيرة، بغية الإسهام في جعل الإنسان المسلم بالذات صاحب توجهات صحية فكريا وصحيحة عمليا، من حيث الاندماج وتقديم الأفضل للمجتمع الذي يعيش فيه.

ولأن التطرف آفة كبيرة، تحتاج إلى معالجة جذرية، فإن مجلس المجتمعات المسلمة أثبت قدرته على التمييز في نشر خطاب إسلامي توعوي سليم، وترك المجلس أثرا عظيما في نفوس كل مَن شارك أو حاضر أو حتى تابع ندوات ومؤتمرات ومنتديات احتضنتها عاصمة دولة الإمارات لهذا الغرض خلال السنوات الماضية.

وتجربة دولة الإمارات في التنمية كقوة اقتصادية وسياسية مؤثرة في الساحة الإقليمية والدولية هي تجربة فريدة من نوعها، لتوافر عناصر معادلة النجاح، وأهمها سماحة المجتمع الإماراتي وتقبله الآخر، ولهذا فإن هذا المجلس المهم يعبر عن نهج تسامحي وتعايشي راقٍ.

ومن الأهمية بمكان معرفة المنهجية المعتدلة التي يقوم عليها مجلس المجتمعات المسلمة، بحيث يخدم تطلعات الشعوب والسلام معا، والزيارات والأخبار القادمة مهمة للغاية، كونها تملك من مفاتيح النجاح المجتمعي المنشود ما يسهل إيجاد حلول من داخل المناطق المسلمة لا من خارجها.

 

اقرأ أيضا