أعلن النبي محمد صلى الله عليه وسلم في العام التاسع من الهجرة بأنه يريد الحج
أعلن النبي محمد صلى الله عليه وسلم في العام التاسع من الهجرة بأنه يريد الحج، يكتسي الحج أهمية كبيرة لدى المسلمين، ومن هذا المنطلق يتحرّى كثيرون عن مناسك هذه الفريضة وواجباتها، وكذا التسلسل الزمني للفرائض والسنن، لتحقيق الغاية المرجوّة من الركن الخامس من أركان الإسلام.
ويقول أستاذ الشريعة في جامعة بيروت العربية، الشيخ وفيق حجازي لـ "العربي الجديد": "يعدّ الحجّ الركن الخامس في الإسلام، وقد ذكر في القرآن الكريم "ولله على الناس حجّ البيت من استطاع إليه سبيلاً"، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "بني الإسلام على خمس: شهادة لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقامة الصلاة، إيتاء الزكاة، صوم رمضان، وحج بيت الله"، ومن هنا تأتي أهمية هذه الفريضة.
والحجّ لغة من قصد الشيء المعظم، وفي الاصطلاح الشرعي يعرف بأنه من قصد بيت الله الحرام في مكة المكرمة، ولذا فلا يصح إطلاق كلمة الحج على أي فريضة يقوم بها المسلم غير تلك المنصوص عليها في القرآن والكتب الدينية، بحسب الشيخ وفيق حجازي.
يشرح حجازي، كيفية أداء هذه الفريضة، والواجبات التي لا بد للمسلم من القيام بها خلال هذه الفترة من العام.
ما هي أنواع الحجّ؟
الحجّ ثلاثة أنواع (إفراد، وقران، ومتمتع) وفي الإفراد ينوي الحاج النية بالحج فقط، وفي القران ينوي الحاجّ الحج والعمرة في وقت واحد، وحج التمتع، هو أن يقدّم العمرة على الحج ثم يتحلل من إحرامه بينهما ويتمتع بحياته العادية حتى يوم الثامن من ذي الحجة.
ما هي أركان الحجّ؟
للحج أركان أربعة وهي:
- الإحرام
- الوقوف في عرفة
- طواف الإفاضة
- والسعي بين الصفا والمروة
ويعدّ الترتيب في فعل هذه الأركان شرطاً لا بد منه لصحتها، فيشترط تقديم الإحرام عليها جميعاً، وتقديم وقوف عرفة على طواف الإفاضة، ثم طواف الإفاضة، والسعي بين الصفا والمروة.
ما هي واجبات الحج؟
- الإحرام من الميقات المعتبر شرعاً -هي الأماكن التي حددها النبي محمد لمن أراد أن يحرم للحج والعمرة. يتجرد من الثياب ثم يرتدي ملابس الإحرام البيضاء، ثم يبدأ في التلبية بقول "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك لبيك".
- التوجه إلى مِنى في اليوم الثامن من ذي الحجة.
- الوقوف في عرفة في اليوم التاسع.
- التوجه إلى مزدلفة بعد غروب شمس اليوم التاسع.
- في اليوم العاشر يكون رمي جمرة العقبة، ونحر الأضحية، وحلق الشعر أو التقصير، والطواف.
- يلي ذلك الرجوع إلى مِنى، والمبيت فيها ليالي التشريق (أيام عيد الأضحى)، وتُرمى الجمرات الثلاث، الصغرى، والوسطى، والعقبة.
ما هي السُنن المفروضة في الحج؟
- طواف القدوم
- التّوجه إلى منى في اليوم الثامن من ذي الحجة.
ما هو عدد أيام الحجّ؟
بحسب الفقهاء، فإن عدد أيام الحجّ ستة، وهي التي تتم فيها مناسك الحج كاملة، تبدأ من اليوم الثامن من شهر ذي الحجة، المعروف بيوم التروية، ويفرغ الحجاج من أداء مناسكهم يتحللون من الإحرام مع نهاية اليوم الأخير من أيام التشريق وهو يوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة.
حجة الوداع ووفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم
- فرض الله تعالى الحج في العام التاسع للهجـرة بعـد فتـح مكة المكرمة، وحج النبي محمد صلى الله عليه وسلم في العام العاشر، فما أبرز أحداث تلك الحجة، ومتى كانت وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم؟
- حجة الوداع: أعلن النبي محمد صلى الله عليه وسلم في العام العاشر من الهجرة أنه يريد الحج.
- فسارع المسلمون لتلبية أمره صلى الله عليه وسلم، وقدم المدينة المنورة مسلمون كثيرون يريدون الحج معه صلى الله عليه وسلم حتى بلغ عددهم أكثر من مئة ألف، فشاء الله أن يري نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم ثمار دعوته التي استمرت (٢۳ عاماً).
- عانى في سبيلها ألواناً من المتاعب، حاملاً على عاتقه عب، دعوة البشرية جمعاء.
- حتى أقام الدولة الإسلامية على قواعد قوية، تسودها الألفة والمحبة، والإخاء والتناصح.
- مضى النبي محمد صلى الله عليه وسلم بتلك الجموع يعلمهم مناسك الحج، وهو يقول: «لتأخذوا مناسككم فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه».
- وفي يوم عرفة (التاسع من شهر ذي الحجة) ألقي صلى الله عليه وسلم خطبته البليغة على جموع من المسلمين، وبين فيها أحكام الإسلام ومبادئه، ونزل عليه قوله تعالى: ( أليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا ». وكان ذلك بياناً بتمام رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وإكمال الله دينه.
- عاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، وأمر بتجهيز جيش كبير لنشر الإسلام في بلاد الشام.
- وجعل قيادته لأسامة بن زيد رضى الله عنه الذي كان شاباً لم يتجاوز عمره عشرين عاماً.
- ولكن لم يقدر له صلى الله عليه وسلم أن يرى تحرك هذا الجيش من المدينة المنورة، ووافاه الأجل وانتقل إلى الرفيق الأعلى.
وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم (۱۱هـ)
- النبي محمد صلى الله عليه وسلم كسائر البشر، له أجل مُسمى يموت فيه.
- وقد ألم المرض بالرسول صلى الله عليه وسلم فاشتكي بعد عودته من حجة الوداع بنحو ثلاثة أشهر.
- وبدأت شكواه في بيت أم المؤمنين زوجته ميمونة رضي الله عنها، وقد طلب من زوجاته أن يمرض في بيت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها.
- وأخذ المرض يشتد عليه يوماً بعد يوم، ولما عجز عن إمامة الناس في الصلاة أمر أبا بكر الصديق له بأن يصلي بالناس.
- واستغرق مرضه عشرة أيام، وفي ضحى يوم الاثنين (۱۲) من شهر ربيع الأول من السنة (١١هـ) انتقل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى.
- وكان آخر ما نطق به الوصية بالصلاة، بعد أن أكمل الله عزوجل به الدين، وأتم به النعمة على المؤمنين.
- وبذلك فقد المسلمون سيد ولد آدم، وأعظم الدعاة، وأعظم المربين، الذي بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، ونشر التوحيد، وأزال مظاهر الشرك والوثنية، وترك فيهم أمرين، إذا اتبعوهما لن يضلوا بعده أبداً: كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.