مهرجان الحصن
مهرجان الحصن، يتابع مهرجان الحصن في أبوظبي فعالياته الفنية والاجتماعية وتجاربه الإبداعية، وهو ينطلق من أصالة التاريخ ليستشرف آفاق المستقبل، مستلهماً إنجازات الحاضر في مختلف مجالات الحياة ومنصات الفرح والجمال والإبداع. وأول ما يطالع المشاهد أن المهرجان «تعبير حي عن ثقافة أبوظبي»، وقد زينت هذه العبارة مداخل قصر الحصن الذي افتتح أول أمس، وتنظمه دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي في مباني منطقة الحصن التاريخية، وستستمر فعالياته حتى 22 يناير الجاري.
التراث الثقافي
ويهدف المهرجان الذي يقام كل عام إلى ربط التاريخ بالمستقبل عبر إنجازات الحاضر، ويسلط الضوء على تراث الإمارات الثقافي والحرف التقليدية، إلى جانب عرض الأعمال الفنية المعاصرة. وكشفت عائشة خانصاحب، رئيسة وحدة البرامج في قصر الحصن، عن الفعاليات التي يتضمنها برنامج المهرجان، ومنها معرض ذكريات القصر، ومعرض ألحان الحرف، وجلسات التصوير التراثية، وفعاليات نحن وأجدادنا، والمقهى السري، وتعليم صناعة المجوهرات، وفنون صناعة الموزاييك وغيرها من الفعاليات المتميزة.
وإلى جانب شجرة الغاف الموجودة منذ القديم في بهو الحصن، التقت «الاتحاد» نورة عبدالعزيز النعيمي مع عائلتها وأصدقائها وهم يزورون هذا المعلم التاريخي الكبير. وحول الجديد الذي يقدمه المهرجان لهذا الموسم قالت: كل سنة يتجدد أكثر، حيث يقدم برامج إضافية عما قدمه من قبل، فقصر الحصن فيه تاريخنا وماضينا، فهو فخر لنا ولبلادنا وشعبنا ولدولة الإمارات، نحن نصطحب معنا أولادنا لنشرح لهم ونعرفهم بتاريخ القصر وأهميته.
وفي لقاء لـ«الاتحاد» أيضاً مع مصممة الديكور زينب البلوكي، حدثتنا عن مشروع «وصل» الفني مشيرة إلى أنه هو المكان الذي يجتمع فيه الناس، ومن ينظر له من الخارج قد يشعر وكأن المكان محاط بأسوار عالية، وهي إشارة رمزية إلى الحواجز التي سببتها جائحة «كوفيد 19»، حيث أقامت حواجز اجتماعية بين الناس، وفرضت عزلة وقائية استمرت لأكثر من عامين، وما زلنا نشعر بأثرها على طريقة عيشنا ولقاءاتنا حتى اليوم.
وتحدثت الفنانة البلوكي عن عملها في المجسم التشكيلي الذي أنجزته قائلة: يجسد هذا التركيب الفني تجربة إنسانية تحولية في تعبير رمزي عن آثار سريان الوباء وتداعياته الاجتماعية، وخاصة تأثيره السلبي على التواصل بين الناس، خلال تلك الفترة. وأضافت أن من ينظر للمجسم من الخارج يجد جدراناً تشير للحواجز التي فرضتها «كورونا» على حياة الناس في مختلف أنحاء العالم. ومن الداخل نرى المرايا تعكس العالم الخارجي، مما يدل على أن الحياة تظل مستمرة، على رغم تلك الحدود التي فرضتها ظروف الجائحة بين الناس.
بين الماضي والحاضر
وحول المواد الأولية التي استخدمت في هذا المجسم الفني، أوضحت الفنانة البلوكي أن الحبال القديمة تدل على الماضي والتراث، ومن الداخل تدل المرايا على الحداثة، أي أن المجسم يربط بين الماضي والحاضر، حيث تفرش الأرض بالرمال وفي الوسط تظهر الأريكة التي تشغل عليها «التلة»، وهي حياكة يدوية قديمة اشتهرت بشغلها المرأة الإماراتية، لافتة إلى أن هذا العمل تم بالتعاون بينها وبيت الحرفيين في أبوظبي.