بكين بين موسكو وواشنطن
كتب فلاديمير سكوسيريف، في "نيزافيسيمايا غازيتا"، حول اختلاف نظرة الصين وروسيا إلى الأحداث في أوكرانيا.
وجاء في المقال: سيزور الرئيس الصيني شي جين بينغ روسيا، هذا الربيع. وتشير وزارة الخارجية الروسية إلى أن الزيارة ستعزز العلاقات الثنائية، وتُذكّر أيضًا بأن الدولتين تعارضان الهيمنة الأمريكية في العالم.
لكن بكين، كما واشنطن، تسعى إلى تطبيع العلاقات الصينية الأمريكية. ليس من قبيل المصادفة أن يصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى الصين خلال أيام. حيث سيكون الموضوع الرئيس للمحادثات الوضع حول أوكرانيا.
وبحسب كبير الباحثين في معهد كوينسي بالولايات المتحدة الأمريكية، مايكل سوين، "في سياق أوسع، يتزايد انعدام الثقة بين واشنطن وبكين. فالصين ترى أن أمريكا تريد إضعافها واحتواءها. وتعتقد الولايات المتحدة بأن الصين تسعى للهيمنة في آسيا. كما أن خلافاتهما بشأن تايوان يصعب حلها بشكل خاص".
وفي الصدد، قال الأستاذ المساعد في المدرسة العليا للاقتصاد، ميخائيل كاربوف، لـ "نيزافيسيمايا غازيتا": "سيأتي شي جين بينغ بالطبع. الصين مهتمة بالعلاقات مع روسيا. وهي لا تريد أن تفقد هذه الاتصالات. لكني لا أعتقد بأن تتزامن الزيارة مع ذكرى انطلاق العملية العسكرية الخاصة. موقف الصين من هذه القضية معقد. هناك العديد من التعليقات الاستفزازية في الغرب، لا سيما ممن يُسمّون بالمنشقين الصينيين، الذين يبالغون عمدًا في تضخيم تقارب مواقف بكين وموسكو".
وقال المدير العلمي لمعهد الصين وآسيا المعاصرة التابع لأكاديمية العلوم الروسية، ألكسندر لوكين، لـ "نيزافيسيمايا غازيتا": " من المستبعد أن يعترض الصينيون على التصريحات القائلة بأن موسكو وبكين تحاربان الهيمنة الأمريكية. فالنضال ضد الهيمنة لا يعني الحرب أو الصراع. فقد حارب الاتحاد السوفيتي الهيمنة الأمريكية وفي الوقت نفسه توصل إلى اتفاقيات مع الولايات المتحدة. أما بالنسبة لأوكرانيا، فإن موقف الصين معروف. فهي تفضل اتفاق سلام يأخذ في الاعتبار المخاوف الأمنية المشروعة لجميع الأطراف. بما في ذلك روسيا. ولن تغير الصين نهجها مهما يكن ما قد يقوله بلينكن".