التعليم الإلكتروني في فلسطين
ونرى أن تدريس مادة الحاسب الآلي تطور من مرحلة نظرية إلى مرحلة عملية وتطبيقية؛ ما يعني أنها ستخلق جيلاً قادراً على الإبداع في مجال الحاسب الآلي يواكب ما يحدث من تطور هائل في عصر التكنولوجيا الحديثة.
وهذا التطور في معرفة ما هو الحاسب الآلي وكيف يعمل وما إلى ذلك، جعل التفكير بالتعليم الإلكتروني مطلباً أساسياً لرفد العملية التعليمية بمزيد من وسائل التقنية الحديثة؛ حتى أصبح مصطلح التعليم الإلكتروني متداولًا بين الطلاب والمعلمين وإدارات المدارس وأولياء الأمور كركيزة من ركائز التعليم الحديث.
نبذة تاريخية:
تعمل وزارة االتربية والتعليم الفلسطينية على تطوير توظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (التعليم والتعلم الإلكتروني)، وذلك ضمن خطتها لتحقيق هدفها نحو تحسين نوعية التعليم، حيث إن هنالك عدة دراسات علمية وتربوية أثبتت بأن توظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بطريقة فاعلة يمكن أن يساهم بشكل فعّال في تطوير العملية التعليمية وتعزيز التواصل بين أطراف العملية التعليمية.
وقد خطت الوزارة عدة خطوات في هذا المجال وذلك في إطار تطبيق مشاريع مختلفة تركز على المكونات الأساسية لتوظيف تكنولوجيا المعلومات والإتصالات في التعليم والتي تتمثل في: البنية التحتية،المحتوى الإلكتروني، بناء القدرات، وتعزيز شبكة الاتصالات داخل المدارس للوصول إلى قدرة نفاذ عالية للمعلومات.
وقد مر التعلم الإلكتروني في مراحل مختلفة؛ فمنذ قيام السلطة الفلسطينية كانت هنالك محاولات فردية ومتفرقة لتوظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم؛ وفي سنة 2004 ومع انطلاقة مبادرة التعليم الإلكتروني، والتي هدفت إلى تحسين نوعية التعليم من خلال استخدام التكنولوجيا، تم وضع استراتيجية للتعليم الإلكتروني ومنذ ذلك الحين قامت الوزارة بتنفيذ عدة مشاريع ساهمت في تعزيز توظيف تكنولوجيا المعلومات والإتصالات في التعليم ومن هذه المشاريع:-
1- مشروع شبكة المدارس النموذجية: والذي تم إطلاقه في عام 2007، برنامج انتل للتعليم والذي أطلق في فلسطين منذ شهر تشرين أول من عام 2008، مشروع تحسين تعليم العلوم بطريقة تكاملية ( Seed) والذي تم إطلاقه في عام 2012، مشروع نت كتابي PSD، وقد تم إطلاقه في شهر آذار 2011 ، ومن أكبر وأهم المشاريع في توطيف تكنولوجيا المعلومات والإتصالات في التعليم التي لا تزال الوزارة قائمة على تنفيذها.
2- مشروع تعزيز التعلم الإلكتروني في المدارس الفلسطينية والذي يمول من قبل الحكومة البلجيكية المشروع، ويتم تنفيذه بالتعاون مع الحكومة الفلسطينية، وقد تمت انطلاقة المشروع في سنة 2010.
يقوم المشروع على دعم وتطوير التعلم والتعليم الإلكتروني في المدارس الأساسية. ويهدف إلى خلق بيئة تفاعلية نشطة بين الطلاب والمعلمين والمجتمع داخل وخارج الغرف الصفية لإكساب الطلبة مهارات التفكير الناقد والابداعي والقدرة على حل المشكلات.
- مدى تطبيقه في فلسطين أين ومتى؟
تسعى الوزارة إلى توفير الإمكانيات المختلفة في جميع المدارس؛ فمن خلال المشاريع المختلفة، قامت بتوفير أجهزة حواسيب وألواح ذكية، وأجهزة عرض، وغيرها من الأدوات التي تساعد على توظيف التكنولوجيا الحديثة في التعليم.
كما قامت الوزارة خلال السنوات السابقة مع مؤسسة الاتصالات للتنمية المجتمعية بتوفير خطوط انترنت لأكثر من 1000 مدرسة حكومية تابعة لمديريات التربية والتعليم الستة عشر في الضفة الغربية.
وقد قامت الوزارة من خلال مشروع تعزيز التعلم الإلكتروني بالعمل على تطوير بوابة تعليمية تحوي مصادر تعليمية تساعد المعلمين والمعلمات خلال قيامهم بمهام التدريس ويمكن لكل معلم ومعلمة الإشتراك في هذه البوابة.
وأنشأت الوزارة بالتعاون مع القطاع الخاص بوابة مدرسية للتواصل مع أولياء الأمور وتمكينهم من الإطلاع على سيرة أبنائهم التعليمية في المدرسة؛ وتعمل الوزارة حاليًا على تدريب المعلمين والمعلمات على الاستخدام الفعال للتعلم الإلكتروني؛ وقد تم تدريب حوالي 1000 معلم لغاية الآن.
- المدارس المطبقة للتعليم الإلكتروني في فلسطين؟
تعمل الوزارة حاليًا على نشر ثقافة التعلم الإلكتروني في جميع المدارس من خلال توسيع تجربة مشروع تعزيز التعليم الإلكتروني والتي تم تطبيقها في حوالي 280 مدرسة في مختلف المديريات في الضفة الغربية؛ وتشمل أيضًا عددًا من المدارس الخاصة، وحوالي 30 مدرسة من مدارس وكالة الغوث الدولية، وذلك على عدة مراحل وسيتم تنفيذها خلال السنة الدراسية القادمة في جميع المدارس.
- الفائدة المتحققة للطلاب والمعلمين والمناهج من تطبيق التعليم الإلكتروني في فلسطين؟
هنالك عدة فوائد للتعلم الإلكتروني؛ فهو يخلق جوًا تفاعليًا بين الطلاب والمعلمين والمجتمع داخل وخارج الغرف الصفية؛ حيث يعتبر التعليم الإلكتروني لبنة أساسية في عملية نقل محور التعليم إلى الطالب، وذلك بإكسابه مهارات القرن الواحد والعشرين؛ ما يخدم المجتمع بخلق جيل قادر على تحمل المسؤوليات.
- مميزات وعيوب التعليم الإلكتروني؟
من أهم مميزات التعليم الإلكتروني أنه يتيح للطلبة فرصة التعلم الذاتي وتعزيز القدرة على حل المشكلات والتفكير الناقد والتواصل بشكل أسهل مع فئة أكبر من فئات المجتمع؛ ولكن هذا قد يكون له جانب سلبي إذا لم يستخدم بطريقة تربوية علمية؛ فقد يتطلب التعلم الإلكتروني جهدًا إضافيًا من المعلم/ة؛ ما قد يشغل الأستاذ عن رسالته الأساسية في التعليم وهذا يتطلب من الوزارة وضع خطط تحفيزية لتشجيع المعلمين والمعلمات على استخدام فعال التعلم الإلكتروني بفعالية.
وكذلك بالنسبة للطلاب؛ فقد يؤدي الاستخدام السيئ للتعليم الإلكتروني إلى عزلة اجتماعية للطالب إذا كان يعتمد فقط على التواصل الإفتراضي؛ وقد ينجم عن الاستخدام السيئ للأدوات التكنولوجية مشكلات صحية؛ فمثلا: الجلوس الطويل أمام شاشات الحواسيب قد يؤدي إلى مشاكل في العين والظهر.
- معيقات تطبيق نظام التعليم الإلكتروني في فلسطين؟
يحتاج تطبيق التعليم إلى موازنات خاصة، وخبراء متخصصون للتدريب وتطوير المحتوى؛ ولا بد من وضع خطط تحفيزية للإستخدام الفعال لتوظيف تكنولوجيا المعلومات والإتصالات داخل المدرسة. كما يجب توفير خدمة الإنترنت بسرعات جيدة داخل المدارس، وتوفير حماية أمن المعلومات على الشبكة، والتأكد من الاستخدام الآمن للإنترنت.
- النظرة المستقبلية للتعليم الإلكتروني في فلسطين؟
تعمل وزارة التربية والتعليم على تدريب كافة المعلمين والمعلمات على التعليم الإلكتروني ووضع خطط تحفيزية بحيث يكون التعليم الإلكتروني في كافة مدارس فلسطين؛ كذلك وتعمل الوزارة على تطوير البوابة الإلكترونية؛ بحيث تحوي مصادر تعليمية ذات علاقة بالمنهاج الفلسطيني وتعزز التواصل بين مجتمع المعلمين والمدارس وكذلك بين الأهل والطلاب. والأهم من ذلك، تحسين خطوط الإنترنت في المدارس؛ وكذلك البيئة الإلكترونية داخل المدارس كافة، وذلك يشمل مختبرات الحاسوب وتحسين الشبكة الداخلية والبيئة الصفية؛ ما يضمن استخدامًا فعالًا للتعليم الإلكتروني.
من تطلعات الوزارة هو السعي إلى تطوير كتب إلكترونية تفاعلية تساعد المتعلم على التعلم بطريقة تفاعلية، وتخفف وزن الحقيبة المدرسية.
- الجهات الداعمة لمشروع التعليم الإلكتروني في فلسطين وتكلفته؟
مشروع تعزيز التعلم الإلكتروني، الذي يطبق حاليًا في الوزارة؛ وهو مدعوم حاليًا من قبل الوكالة البلجيكية للتنمية، بتكلفة حوالي أربعة ملايين يورو.
ومن خلال التجارب السابقة يلاحظ أن المشاريع ركزت وساهمت في ثلاثة مجالات هي: البنية التحتية، والتدريب، والمحتوى الإلكتروني.
ومن خلال هذه المشاريع، تم ما يلي:
1. توفير الإنترنت وبشكل مؤقت لبعض المدارس (حوالي 50%).
2. توفير أجهزه حاسوب حديثة وتحسين مختبرات الحاسوب بعض المدارس.
3. تدريب الأساتذة والمشرفين على توظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم.
4. تطوير محتوى تعليمي.
5. تطوير كتب إلكترونية.
6. بناء بوابات تعليمية مختلفة لتوفير بيئة للتواصل بين مختلف الفئات وكذلك لتوفير محتوى تعليمي.
ما تم إنجازه من خلال هذه المشاريع هو نماذج مختلفة لا بد من إستثمارها وتوسيعها لتشمل باقي المدارس لتعم الفائدة وتتحقق أهداف الوزارة في خطتها القادمة.