لن يسلم نتنياهو القبة الحديدية لنظام كييف بأي ثمن

تحت العنوان أعلاه، نشرت "أوراسيا ديلي" مقال رأي لـ سيرغي ميركين، حول تلاعب نتنياهو بالأوكرانيين، ومصلحة تل أبيب في عدم استفزاز موسكو.

وجاء في المقال: عندما أصبح بنيامين نتنياهو رئيسًا لوزراء إسرائيل للمرة السادسة، في نوفمبر 2022، بدا كأن مسألة تزويد أوكرانيا بالسلاح أغلقت إلى الأبد. ولكننا نرى، الآن، كيف تحل العبارة الغامضة "سأفكر في الأمر" محل "لا" القطعية.

ترى وسائل الإعلام الإسرائيلية أن التغيير في موقف رئيس الوزراء حدث بعد اجتماعه، في أواخر يناير، مع وزير الخارجية الأمريكية أنطوني بلينكن. فلدى واشنطن ما تضغط به على إسرائيل.

ومع ذلك، فإن روسيا قوة يحسب لها حساب، في الشرق الأوسط بالدرجة الأولى، ولديها قواعد عسكرية في سوريا. وإسرائيل تدرك ذلك جيدا. بل نتنياهو نفسه، قال في المقابلة نفسها التي وعد فيها بالتفكير في منح كييف القبة الحديدية، إنه لا يريد مواجهة مع روسيا وحوادث بين طائرات البلدين العسكرية في الأجواء السورية. الحقيقة هي أن سلاح الجو الإسرائيلي يهاجم بنشاط أهدافًا في سوريا، يعدها إيرانية. والقوات الجوية والدفاعات الجوية الروسية لا تمس الطائرات الإسرائيلية.

وبحسب وسائل الإعلام الغربية والإسرائيلية، هناك اتفاق شرف بين روسيا وإسرائيل، وبموجبه لا تدخل قوات الدولتين في صدام مباشر مع بعضها البعض، كما تمنع روسيا السوريين من الرد بالقوة على إسرائيل. وهكذا، فإذا لم تكتف إسرائيل بتأييد أوكرانيا واتخذت موقفاً مناهضاً لروسيا (بإعطاء أسلحة لأوكرانيا)، فهذا يعني أن اتفاق الشرف لن يعمل بعد ذلك. بل، ولن يبقى ما يمنع موسكو من تزويد إيران بأسلحة حديثة، وخاصة أنظمة الدفاع الجوي والطائرات الحديثة، ما سيعقد بالتأكيد وضع إسرائيل في حال المواجهة المباشرة مع إيران.

هل يعطي نتنياهو السلاح لأوكرانيا؟ أستطيع أن أفترض أن إسرائيل ستؤخر هذه العملية قدر الإمكان. فأولاً، سيقول السياسيون الإسرائيليون إنهم سوف يساعدون؛ ثم، ربما، يقدمون وعوداً غامضة؛ ثم ستكون هناك مشاكل تقنية... هناك فرصة ضئيلة لأن ينتهي المطاف بالقبة الحديدية في أوكرانيا.