أسعار العملات

دولار / شيكل 3.29
دينار / شيكل 4.64
جنيه مصري / شيكل 0.21
ريال سعودي / شيكل 0.88
يورو / شيكل 3.92
حالة الطقس

القدس / فلسطين

السبت 20.24 C

هل يجوز التصدق بدل صيام القضاء

هل يجوز التصدق بدل صيام القضاء

هل يجوز التصدق بدل صيام القضاء

طباعة تكبير الخط تصغير الخط

هل يجوز التصدق بدل صيام القضاء،  أحد أهمّ الأسئلة الشرعية الفقهية التي يبحث عنها المسلمون، والواجب على كلّ مسلم أن يكون على دراية بحكمها الشرعي، وذلك حتى يبتعد بنفسه عن الشبهات، وأن يكون عارفًا بالأحكام الضرورية لصحّة عبادته.

هل يجوز التصدق بدل صيام القضاء

ما هو صيام القضاء

تمهيدًا للخوض في هل يجوز التصدق بدل صيام القضاء فإنّ من المهم التعريف بصوم القضاء، فالصيام في اللغة هو الإمساك والامتناع، وهو في الشرع إمساكٌ مخصوص في زمن مخصوص من شيء مخصوص بشرائط مخصوصة، والقضاء في اللغة هو الأداء والحكم أمّا في الاصطلاح الشرعي فهو أن يقوم المسلم بأداء ما فاته من الفرائض عن وقتها في وقتٍ غير وقتها، وقضاء الصيام أن يصوم المسلم الأيّام التي أفطرها في رمضان في غير رمضان وهو واجبٌ على كلّ مسلمٍ مكلف.

هل يجوز التصدق بدل صيام القضاء

لا يجوز التصدق بدل صيام القضاء للمسلم في طبيعة الحال بقول أهل العلم، ولكن يصبح هذا الأمر مباحًا في شروط وظروف معينة، فلو كان المسلم مريضًا من مرضٍ لا يمكن أن يُشفى منه أو لا يعرف متى يشفى منه ويجعله الصيام معه منهكًا أو أن يضره الصيام مع المرض، فيجوز للمسلم في هذه الحال أن يتصدّق بدل القضاء، وذكر أهل أنّ ما يدفعه هو فدية الصيام وهي إطعام مسكين عن كلّ يوم نصف صاعٍ من قوت البلد، وقد قال ابن تيمية رحمه الله: “عليها أن تطعم مسكينا عن كل يوم نصف صاع من قوت البلد من تمر أو أرز أو غيرهما، ومقداره بالوزن كيلو ونصف على سبيل التقريب. كما أفتى بذلك جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومنهم ابن عباس رضي الله عنه وعنهم فإن كانت فقيرة لا تستطيع الإطعام فلا شيء عليها وهذه الكفارة يجوز دفعها لواحد أو أكثر في أول الشهر أو وسطه أو آخره” والله أعلم.

هل يجوز التصدق بدل صيام القضاء بدون عذر

ذكر أهل العلم بالإجماع أنه لا يجوز للمسلم أن يتصدق بدل صيام القضاء ولا غيره بغير عذر، والعذر الوحيد المبيح لذلك هو المرض الذي يعجز المسلم معه من الصيام، ويكون المرض لا علاج له أو لا يُعرف إن كان سيشفى أم لا، أمّا الإنسان المسلم السليم المعافى فلا شيء يحلّ محلّ القضاء لا صدقة ولا فدية ولا كفارة، والقضاء عليه واجب والله أعلم.

متى يجوز التصدق بدل صيام القضاء

بيّن أهل العلم أنّه يجوز التصدق بدل صيام القضاء في حالة تعذّر الصيام على المسلم مطلقًا، بسبب مرضٍ لا دواء له أو نحوه، وقد قال تعالى في محكم تنزيله: {أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}. وقد ورد عن النووي ما نقله عن الشافعي قال: “الشَّيْخُ الْكَبِيرُ الَّذِي يُجْهِدُهُ الصَّوْمُ أَيْ يَلْحَقُهُ بِهِ مَشَقَّةٌ شَدِيدَةٌ، وَالْمَرِيضُ الَّذِي لا يُرْجَى بُرْؤُهُ لا صَوْمَ عَلَيْهِمَا بِلا خِلافٍ، ونَقْلُ ابْنِ الْمُنْذِرِ الإِجْمَاعَ فِيهِ، وَيَلْزَمُهُمَا الْفِدْيَةُ أَصَحُّ الْقَوْلَيْنِ”.

هل يجوز تأخير قضاء رمضان

يجوز للمسلم أن يقضي صيام ما فاته من شهر رمضان ما بين رمضانين، في أيّ وقتٍ قبل أن يأتي رمضان التالي، فيباح له أن يقضي في هذه الفترة متى شاء، والأولى والأفضل أن يعجّل من القضاء، ولو أخّر القضاء إلى شعبان فلا حرج عليه وجاز، لكن عليه أن يقضي قبل دخول رمضان، لأنّه لو لم يقضي ودخل رمضان التالي فقد أثم وتجب عليه الكفّارة والتوبة والقضاء، لذلك على المسلم أن يحرص على التعجيل في القضاء قبل أن يدخل رمضان والله أعلم.

حكم الفورية في القضاء

ذكر أهل العلم أنّه يجوز قضاء رمضان على التراخي في أيّ وقتٍ من السنة بشرط أن لا يأتي رمضان آخر، وهذا ما اتفق عليه أهل العلم، والأفضل أن يعجّل المسلم في القضاء، وقد ورد عن أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: “كانَ يَكونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِن رَمَضَانَ، فَما أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَهُ إلَّا في شَعْبَانَ؛ الشُّغْلُ مِن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، أَوْ برَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ”. ولا يجب على المسلم أن يقضي ما عليه من صيام الفرض قبل أن يصوم صوم التطوع، لو كان معه متسع من الوقت والله أعلم.

حكم التتابع في القضاء

لا يجب التتابع في القضاء في قضاء صوم رمضان باتفاق المذاهب الفقهية الأربعة، وعليه أكثر أهل العلم، وقد ذكر الشيخ ابن باز (Abd al-Aziz Ibn Baz) رحمه الله في هذه المسألة قال: “قضاء رمضان واجب ولكن لا يجب فيه التتابع، إن قضت متتابعة هو أفضل، وإن فرقت فلا بأس، القضاء واجب والتتابع غير واجب، فإذا قضت رمضان مفرقاً فلا بأس، سواء كان إفطارها في رمضان لمرض أو لحيض أو نفاس، القضاء لا يجب فيه التتابع ولكن يستحب، فإذا فرقت القضاء فلا بأس أو فرقه الرجل، فرق القضاء لأنه مريض فأفطر في رمضان ثم صام بعد ذلك لا حرج في التفريق”.

متى تجب الفدية في القضاء

تجب الفدية في قضاء الصيام في الإسلام في عدّة حالاتٍ بيّنها أهل العلم، وتلك الحالات سيتمّ توضيحها فيما يأتي:

  • إنّ فدية تجب مع قضاء الصيام لمن تأخر في قضاء صيام شهر رمضان حتى دخل رمضان التالي.
  • وتجب على المسلم الذي يجامع زوجته في نهار رمضان ويفسد صومه بذلك.
  • وتجب الفدية على المرأة الحامل التي تفطر خوفًا على الطفل في بطنها فقط وليس خوفًا على نفسها.
  • تجب الفدية مع قضاء الصيام على المرضع التي خافت على رضيعها فأفطرت.

كيف تقضي الحامل ما فاتها من صيام

قبل اختتام مقال هل يجوز التصدق بدل صيام القضاء، فإنّ من المهم بيان كيفية قضاء الحامل ما فاتها من الصيام كما بيّن أهل العلم، حيث أنّ الحامل حكمها حكم المريض في رمضان، وكذلك المرأة المرضع، فلو أفطرت في رمضان عليها قضاء ما أفطرته، ولها أن تؤخر قضاء شهر رمضان بعذر، وبذلك عليها القضاء فقط ولا كفارة مع القضاء، أما لو أخّرت القضاء تكاسلًا فيجب عليها القضاء والكفارة والتوبة إلى الله، فالواجب على المرأة أن تسارع للقضاء وهذا أفضل لها والله أعلم.

اقرأ أيضا