مؤشرات النمط السردي
مؤشرات النمط السردي، يُعرف النمط السردي بأنه نوع من أنماط النصوص الأدبية بنوعيها الخيالية والواقعية، وهو طريقة أو أسلوب الكاتب الذي يتبعه في عرض الأحداث وتسلسلها في النص الأدبي الذي ينقله للقارئ، فهو يحاول إيصال فكرة النص للمتلقي ونقله للتفاصيل بعدة طرق مختلفة، من خلال تأليف قصة وسرد أحداثها وتسلسلها بأسلوب معين ومشوِق.
شروط النص السردي
ولا بُد من توافر مجموعة من الشروط في النص ليُسمى نصًا سرديًا، وفيما يلي أهمها:
- لتتمكن من كتابة أو تصوير نص سردي يجب أن تكون الأحداث متسلسلة ومرتبة ترتيبًا زمنيًا تعاقبيًا، هذا يعني أن لا تكون الأحداث معزولةً عن بعضها البعض بل متلاحقة ومتتالية.
- حدوث تغيرات وتحوّلات في الأحداث التي تقوم بها الشخصيات في النص السردي.
- وحدة الموضوع والحدث خلال السرد.
- يجب أن يشتمل النص السردي على مغزى صريح أو مغزى ضمني؛ يعني هذا اشتماله على عبرة أخلاقية أو سياسية أو اجتماعية ليتمكن من تحقيق الغاية من وجوده.
أنواع الأنماط السردية
هناك ثلاثة أنماط سردية يمكن للسارد الاعتماد عليها عند نقل الوقائع والأحداث، مع الأخذ بعين الاعتبار زمن القصة أو الحدث، إذ يُعد الزمن عنصرًا أساسيًّا في التمييز بين أنماط السرد المختلفة، إليك إياها:
- السرد المتسلسل: يتبع السارد في هذا النمط الترتيب المتدرج لكيفية وقوع الحدث مع مراعاة زمن وقوعه، فيقوم السارد بسرد الحدث الأول في الزمن الأول، من ثم ينتقل إلى الحدث الثاني في الزمن الثاني وهكذا، لذا يمكن للسارد استعمال النمط السردي عند الحديث عن الأحداث اليومية، أو الأحداث التاريخية، وعند البدء بالسرد يجب على السارد أن يمر بالبداية، من ثم الحدث الأساسي والأهم، وبعد ذلك العقدة، يليه الحل، ويختتم السرد بالنهاية.
- السرد المتقطع: لا يحترم السرد المتقطع التسلسل المنطقي لوقوع الحدث؛ فقد يبدأ السارد في تقديم حدث حصل في النهاية على حدث حصل في البداية، ويعتمد السارد في هذا النمط على تقنيات كثيرة؛ منها الحذف، والاسترجاع، والتلخيص، والوصف.
- السرد التناوبي: يقوم السارد بسرد مجموعة من القصص مع بعضها البعض، إذ يبدأ بقصة ما من ثم ينتقل إلى قصة أخرى، ويعاود الرجوع إلى القصة الأولى من ثم إلى الثانية وهكذا، ويُشترط في السرد التناوبي وجود قواسم مشتركة بين الشخصيات والأحداث، ويُستخدم هذا النمط من السرد في المسلسلات التليفزيونية غالبًا.
مؤشرات النمط السردي
هناك مؤشرات عامة ينصب تركيز النص السردي عليها، والتي تساعدك على تميزه عن غيره من نصوص اللغة العربية، إليك بعض المؤشرات التي يمكنك من خلالها الاستدلال على النمط السردي بسهولة:
- تتم صياغة المقدمة من خلاله إنشاء الشخصيات، وتحديد مكان القصة ووقتها.
- تكون عقدة النص السردي عادةً في الشخصيات الرئيسية في النص وغالبًا ما تدور الأحداث وتتركز حول هذه الشخوص، التي تكون مشابهة لكثير من الشخصيات التي تراها في الحياة الواقعية.
- تحمل نهاية النص السردي الحلول لجميع المشاكل التي حدثت مع شخصيات النص، سواء أكانت هذه الحلول تسير نحو الأفضل أو الأسوء.
- يكتب النص السردي عادة بصيغة المتكلم والتي يعبر عنها بألفاظ (أنا، نحن)، أو بصيغة الغائب مثل (هو، هي، أو هم).
- كما ويكتب النص السردي بصيغة الماضي في الغالب.
- يستخدم النص السردي الصفات والظروف بشكل دقيق، ويهتم باستخدامها كثيرًا.
وللسرد أنواع مختلفة منها، السرد الشخصي، والسرد الخارجي، والسرد البسيط، والسرد المركب، أما مؤشرات النمط السردي التي تميزه عن غيره من الأنماط فتأتي تبعاً للآتي:
-
تحديد الزمان والمكان
من أهم المؤشرات التي يجب أن تكون حاضرة في السرد هي الزمان والمكان، فإن لم يكن الزمان مذكوراً بشكل مباشر فالقارئ يستطيع تحديده من خلال تسلسل الأحداث وتتبعها، أما المكان فلا بد أن يكون مذكوراً بشكل مباشر ويمكن ذكر أكثر من مكان خلال سرد الأحداث، وهذا ما يشجع القارئ ويدفعه لتخيل الحدث بدقة تامة.
-
استخدام الأسلوب التقريري أو الخبري
يطغى الأسلوب الإخباري على الأسلوب الإنشائي في النمط السردي، وذلك يساهم في تحقيق بعض من أهدافه ويُعطي وضوحاً أكثر للنص، فيقوم الكاتب بإخبار القارئ عن الوقائع التي حدثت، وهذا لا يعني أن الكاتب لا يستخدم الأسلوب الإنشائي ولكن مقارنةً مع الأسلوب التقرير أو الخبري فاستخدامه قليل جداً ونادر بعض الشيء.
-
الانتقال من الماضي إلى الحاضر
يُكثر الكاتب من استخدام الأفعال الماضية في النمط السردي، فهو يسرد الأحداث ابتداءً من الماضي ويتسلسل بالأحداث إلى أن يصل إلى نهاية النص وهو المقصود به الحاضر، وهذا ما يجعل القارئ يشعر وكأن الحدث يجري أمامه الآن ويتخيله بدقة تفاصيله ووضوحه ودقة تسلسل الأحداث من خلال الربط بين الماضي والحاضر.
-
الوصف
إن خاصية الوصف تعتبر جزءاً مهماً في النمط السردي وهذا هو الشيء المشترك بينه وبين النمط الوصفي، فيتطرق الكاتب إلى الوصف عند سرد النص وهو بذلك يُبعد عن القارئ شعور بأن النص جامد وغير حركي، فلا بد من توافر عنصر الوصف ليدعم النص ويُثريه ويساعد في إيصال النص للقارئ وفي ترسيخ فكرة أن النص واقعي أكثر ما هو خيالي.
-
الحوار
الحوار من أساليب التعبير والوصف المهمة فهو يعزز الوصف أكثر ويعكس التفاصيل الخاصة والمتعلقة بشخصيات النص، ويعكس أيضاً أسلوب الشخصية من خلال التعبير عن شعورها أثناء الحوار القائم في النص، ولا يكون الحوار ناتجًا بشكل مباشر على لسان الشخصية نفسها، فأحياناً يقوم الكاتب بإيصال الحوار أو شعور الشخصية على لسانه هو.
فالحوار نوعان هما كالآتي: الأول مباشر على لسان الشخصية، والآخر غير مباشر ناتج عن الكاتب نفسه،هناك أنواع لأنماط النصوص الأدبية وهي: النمط الإخباري، والنمط الوصفي، والنمط الحواري، والسردي والبرهاني، والنمط التفسيري والنمط الإرشادي، ولكل نمط من هذه الأنماط خصائص ومؤشرات تميزه عن غيره والتي تناسب الكاتب والفئة التي ستتلقى النص الأدبي.