الموضوع :
يصور الشاعر (أبو القاسم الشابي) تعسف المستعمر بالوطنيين متغنيا بعشقه للوطن .
التقسيم
حسب الوحدات و المعيار يمكن أن نقسم القصيدة بالإعتماد على معيار الموضوع من البيت الاول 1 إلى البيت الثامن 8 : مواقف الشاعر الوطنية ..الشابي المثقف
من البيت التاسع 9 إلى البيت 15 : مشاعر الشاعر الوطنية .. الشابي الإنسان
الشرح :
تزامنت هذه القصيدة مع بروز الوعي الوطني في المجتمع الفرنسي من خلال بعض الشخصيات الوطنية و الرموز النقابية التي إستهدفها المستعمر
المقطع 1 الأول : راوح الشابي بين الخبر المنفي “لست أبكي” و الخبر المؤكد “إنما عبرتي” للاخبار عن حالته النفسية المتأزمة و تصوير معاناته .. يرفض الشاعر أن ينهج نهج “الشعراء القدماء” في الإستهلال بالمقدمة الطلالية مستبدلا الحبيبة بالوطن يرفض الشابي كذلك أن يكون مثل “الشاعر التقليدي” جاعلا من الوطن حبيبا مباشرا في معاناته النفسية يعد الشابي رمزا من رموز التجديد في الشعر العربي المعاصر
يعتبر نقلة و تحول في حركة الضمائر من ضمير المتكلم المفرد أنا إلى ضمير المتكلم الجمع نحن
أنا .. لست , عبرتي .. نحن عرانا , نجد
إستحض الشابي من خلال ضمير المتكلم الجمع ((نحن)) صورة الشعب التونسي للتنبيه
إلى أن الإستعمار مصيبة جماعية لا تخص الشاعر “أبو القاسم الشابي” فحسب و هي
مصيبة تحتتم وعيا جماعيا يحفز لفعل جماعي في التصدي للمستعمر و مقاومته أسند
الشابي إلى المستعمر مجموعة من الأفعال ((ألبسوا)) ، ((أخدموا)) و((توخوا))
التي تشترك في تصوير سياسته القمعية تجاه الرموز الوطنية و السياسية و النقابية
يستهدف المستعمر الوطنيين بسجنهم أو نفيهم أو إغتيالهم في بعض الأحيان مثال اغتيال الزعيم النقابي فرحاة حشاد
تمثل الرموز الوطنية خطرا يهدد المستعمر في بقائه و إستمرار ومواصلة الاستيطان الإستعماري لأنهم
يشكلون فئة إجتماعية مثقفة تغرس الحس الوطني في أفراد الشعب و تثري فيهم
الشعور بالإنتماء إلى الوطن و تحرضهم على مواجهة المستعمر و الثورة عليه
المقطع 2 الثاني : كثف (أبو القاسم الشابي) من معاجم الغزل و سجلاته و صوره
المعجم الغزلي : – جميلة, الهوى, حبك العميق, الواحي, دماء العشاق, كما
وظف الشاعر “معجما غزليا” للتعبير عن “مشاعره الوطنية” و لتصوير قوة إرتباطه
الوجداني بالوطن فصرح بعشقه للوطن و ولائه له و إستعداده للتضحية و الموت في
سبيل تحرير الوطن من الاستعمار الغاشم .. كما طوع الشابي معاجم الغزل في خدمة
المعاني الوطنية فإنزاح بــ “الصور الغزلية” بعيدا عن المعاني التقليدية المألوفة
ليكسبها مضامين وطنية جديدة في “مظهر من مظاهر التجديد في الشعر ” يبدو الشاعر متفائلا
لمستقبل أفضل و حتمية الإنتصار على المستعمر : دور الشابي في هذه القصيدة يتجلى
في زرع الأمر و التبشير والانتصار والحصول على الإستقلال و الحياة الحرة الكريمة