هل سحب الدم يفطر
هل سحب الدم يفطر، الصيام هو الإمساك عن الطعام وسائر المفطرات من طلوع الفجر حتى غروب الشمس، مع عقد النية والعزم، وكثيراً ما يتعرض الصائم لأمور تثير اللبس لديه حول صحة صيامه، ولابد من المسلم الحرص على صيامه كاملاً وصحيحاً، ليحصل على أجره وثوابه
هل سحب الدم يفطر
ما المقصود بسحب الدم؟
أن سحب الدم هو تلك العملية التي يقوم بها الطبيب عند الحاجة إلى عينة من دم المريض بداعي الفحص المخبري أو للتبرع به، وتتم هذه العملية عن طريق الوريد الأيسر، باستخدام إبرة مخصصة لأداء هذه الوظيفة، وكما أنه بالإمكان أن يكون سحب الدم بوخز الأصابع، كما هو الحال لدى مرضى السكري، والحري بالذكر بساطة عملية سحب الدم لدرجة كبيرة جداً، حيث أنه يمكن للمريض القيام بها من تلقاء نفسه، وهذا ما يفعله مرضى السكري.
إن سحب عينة من الدم لإجراء تحليل طبي ليس من شأنها أن تفطر الصائم وتفسر صيامه، وذلك لعدم وجود مسبب للفطر، حيث أن عملية سحب الدم لا يتم من خلالها إدخال أي شيء عبر الفم، والدم الذي يخرج في هذه الحالة لا يفطر الصائم، هذا بإجماع فقهاء المذاهب الأربعة، الشافعية، الحنابلة، الحنفية، والمالكية، كما أنهم استندوا أن سحب الدم لا يفطر الصائم قياساً على صحة صيام من افتصد، ويعرف الفصد، هو قطع الشريان لإخراج الدم الفاسد منه، وسحب الدم هو إجراء طبي بسيط، في غالب الأوقات لا ينتج عنه أي تأثير جانبي، وحري بالذكر أنه عند سحب كمية معينة من الدم وشعور المريض بالتعب والضعف كتأثير جانبي لهذا الإجراء، لا بد له أن يفطر كون جسده في هذه الحالة غير قادر على الصيام، بالتالي نستنتج، أن سحب الدم لا يفطر الصائم إذا كانت الكمية المسحوبة قليلة، ولا تأثير لها على صحة الجسم ما دام لم يشعر المريض بأي مضاعفات، وما يفطر الصائم ويبطل الصيام هو إدخال الدم إلى جسم الإنسان.
كمية الدم التي تفطر الصائم
سحب الدم في شهر رمضان بصورة بسيرة وبكمية بسيطة، لإجراء تحليل طبي مثلاً، ليس لها ذلك التأثير على صحة الصيام، فهي لا تفطر، أما عند سحب كمية كبيرة من الدم يترتب عليها حاجة الجسم لتعويض الدم المسحوب فهي تفطر الصائم حفاظاً على صحته، فالدين دين يسر فسـحب الـدم بكمية كبيرة يفطر كما الحال في التبرع والحجامة.
هل سحب الدم للتبرع به يفطر الصائم
إن المعيار المتخذ هو كمية الدم المسحوبة من الجسم، إذا كانت الكمية المسحوبة من الدم صغيرة وجب إتمام الصيام، كونها لا تفطر، أما اذا كانت كمية الدم المسحوبة كبيرة، ومن شأنها إضعاف الجسم ورافقها ظهور علامات التعب وشق عليه الصيام فيجب على الصائم أن يفطر، بغض النظر عن سبب سحب الدم سواء كان للتبرع أو للتحليل، ومنه ذهب الفقهاء، أنه لا يجب على الصائم التبرع بكمية كبيرة من الدم إلا في حالة الضرورة، أما أنصار المذاهب الحنفية والشافعية والمالكية أيدت رأي أن التبرع بالدم لا يفسد الصوم، ما دام لم يلحق الجسم بأي ضرر وتعب، وإذا ما حصل خلاف ذلك هو مكروه، بينما ذهب الحنابلة إلى عدم صحة الصيام عند التبرع بالدم قياساً على الحجامة، وقد سئل ابن عثيمين حول هذا الأمر فقال:
“وأمّا أخذ الدم الكثير من الصّائم من أجل حقنه في رجل محتاج إليه مثلًا، فإنّه إذا أخذ من الدم الكثير الذي يفعل بالبدن مثل فعل الحجامة فإنّه يفطر بذلك، وعلى هذا فإذا كان الصوم واجبًا فإنّه لا يجوز لأحد أن يتبرع بهذا الدم الكثير لأحد، إلّا أن يكون هذا المتبَرَّع له في حالة خطرة لا يمكن أن يصبر إلى ما بعد الغروب وقرر الأطباء أنّ دم هذا الصّائم ينفعه ويزيل ضرورته، فإنّه في هذه الحال لا بأس أن يتبرع بدمه، ويفطر ويأكل ويشرب حتى تعود إليه قوته، ويقضي هذا اليوم الذي أفطره”، والله تعالى أعلم.
هل سحب الدم لتحليل السكر يفطر الصائم
إن سحب الدم لتحليل السكر لا يفطر الصائم، ينتج مرض السكري عن خلل في إفراز الجسم لهرمون الأنسولين، مما بدوره يؤدي إلى التأثير على نسبة السكر في الدم، وعملية سحب الدم لتحليل السكر في الجسم هي بسيطة جداً، حيث أن المريض يقوم به بنفسه في البيت وبدون أية مساعدة، وتتم بسحب عينة من إصبع الإبهام باستخدام الجهاز المخصص لقياس مستوى السكر، فنستنتج أن الكميات البسيطة التي تسحب من الدم لتحليل السكر لا تفطر الصائم وقد قال ابن باز رحمه الله عندما سئل عن سحب عينات من دم الصائم :[3]
“مثل هذا التحليل لا يفسد الصوم بل يعفى عنه؛ لأنَّه مما تدعو الحاجة إليه، وليس من جنس المفطرات المعلومة من الشرع المطهر”.
هل سحب الدم في الحجامة يفطر؟
اختلف الفقهاء حول هذا الأمر الحنابلة قالوا يفطر، والمالكية والشافعية والحنفية لا يفطر، حيث علل أنصار المذهب الشافعي والحنفي والحنبلي أن الحجامة لا تفطر الصائم، أن النبي كان يحتجم وهو صائم، أن الحجامة تماما كشق الوريد، وسحب الدم لتحليله، وهذا الدم لا يمكن أن يكون كدم الحيض والنفاس المفسد للصيام، بينما ذهب أنصار المذهب الحنبلي أن الحجامة تفطر الصائم، وكلما نقل عن الرسول من حديث أنه كان يحتجم برمضان هو منسوخ، والصحيح حديثه، عليه من الله أفضل الصلاة وأتم التسليم قال:{أفطر الحاجم والمحتجم} فالحجامة تبطل صيام الحاجم والمحتجم.
هل المحاليل الوريدية تفطر الصائم
من القدم أجمع الفقهاء والعلماء أن استخدام حقن الفيتامين والحقنة الوريدية لا تبطل الصيام ما دام تم أخذها لغاية معينة، وهي تخفيف الألم وتخفيض الحرارة، وليست مكمل غذائي فهي لا تفطر، أما تلك الحقن التي تحتوي على المتممات الغذائية تؤخذ بعد الإفطار، وليس من الضروري أخذها في النهار عند الصيام فهي من المفطرات بسبب ما تدخله من غذاء للجسم، ليكون الصيام صحيحا يجب على الصائم ألا يأكل ولا يشرب ولا يدخل الجوف أي طعام أو شراب أو مغذي طبي من شأنه بطلان وفساد الصيام، قال الشيخ ابن عثيمين:
“المفطرات وهي الأكل والشرب من أي نوع كان المأكول أو المشروب وبمعنى الأكل أو الشرب الحقن أي الإبر التي يكون فيها تغذية للجسم أو تكسبه ما يكسبه الطعام من قوة فهذه تفطر”