أسعار العملات

دولار / شيكل 3.29
دينار / شيكل 4.64
جنيه مصري / شيكل 0.21
ريال سعودي / شيكل 0.88
يورو / شيكل 3.92
حالة الطقس

القدس / فلسطين

السبت 20.24 C

السعودية و ايران 2023

السعودية و ايران 2023

السعودية و ايران 2023

طباعة تكبير الخط تصغير الخط

السعودية و ايران 2023، ألقى الرئيس الأميركي، جو بايدن، على جمع من الصحفيين، اليوم الجمعة، تقرير الوظائف لشهر فبراير الماضي، وانتهى سريعا قبل تلقي أسئلة.

سحب بايدن باب القاعة للخارج وكان على وشك المغادرة، لكنه تلقى سؤالا، يبدو أنه أثار حفيظته، ليخطو خطوات للخلف ويتحدث للمرة الأولى عن الاتفاق بين السعودية وإيران لاستئناف العلاقات الدبلوماسية.

السعودية و ايران 2023

تجاهل بايدن الإجابة بشكل مباشر عن السؤال، قائلا إن "العلاقات بين إسرائيل وجيرانها في المنطقة هي الأفضل للمنطقة".
أعلنت السعودية وإيران اليوم الجمعة، من بكين الاتفاق على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما، بعد قطيعة 7 سنوات، ليكون بمثابة "زلزال سياسي"، قد يكون له تأثير بالغ في خريطة التحالفات بالمنطقة.
ويبدو أن تطبيع العلاقات بين إيران والسعودية ليست مجرد تسوية عادية، وهو حدث ضخم بين دولتين إقليميتين كبيرتين، وذلك وفقا لخبير الشؤون الإيرانية، محمد محسن أبو النور.

عودة للخلف

يعود سبب قطع العلاقات بين البلدين إلى عام 2016؛ عندما اقتحم متظاهرون إيرانيون السفارة السعودية في العاصمة الإيرانية طهران؛ احتجاجاً على تنفيذ الرياض حكم الإعدام على رجل الدين الشيعي، نمر النمر.
وحرق المتظاهرون آنذاك مبني القنصلية السعودية واقتحموا مقر السفارة في طهران، اللذان تواجدت بهما البعثات الدبلوماسية السعودية، لترد الرياض بقطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران. وبإعلان الدولتين اليوم عودة العلاقات الدبلوماسية بينهما، تنتهي القطعية التي تجاوزت الـ7 أعوام.
وتضمن البيان الصادر اليوم بالتنسيق بين السعودية وإيران والصين، تأكيد الرياض وطهران على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
وأعلنت السعودية وإيران أنه بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه سيتم إعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران.
وقال بيان مشترك بين السعودية وإيران والصين إن الاتفاق، الذي جرى التوصل إليه في بكين، يتضمن عقد وزيري الخارجية السعودي والإيراني اجتماعاً لتفعيل تلك الخطوات وترتيب تبادل السفراء ومناقشة سبل تعزيز العلاقات بينهما.

حدث ضخم

أعربت دول عربية، الترحيب باتفاق استئناف العلاقات الدبلوماسية اليوم بين السعودية وإيران، مؤكدة على أهمية أن يفضي الاتفاق إلى استقرار المنطقة.
وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان اليوم الجمعة، إن استئناف العلاقات مع إيران يأتي انطلاقاً من رؤية المملكة القائمة على تفضيل الحوار، مضيفاً أن المصير الواحد لدول المنطقة يجعل من الضرورة بناء نموذج للاستقرار.
وكتب الأمير فيصل بن فرحان على حسابه في تويتر: "يأتي استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة وإيران، انطلاقا من رؤية المملكة القائمة على تفضيل الحلول السياسية والحوار، وحرصها على تكريس ذلك في المنطقة. يجمع دول المنطقة مصير واحد، وقواسم مشتركة، تجعل من الضرورة أن نتشارك سويا لبناء أنموذجٍ للازدهار والاستقرار لتنعم به شعوبنا".
أعلنت وزارة الخارجية المصرية، اليوم الجمعة، أنها تتابع باهتمام الاتفاق الذي تم الإعلان عنه باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية إيران الإسلامية.
وأعربت مصر عن تطلعها لأن يسهم الاتفاق فى تخفيف حدة التوتر فى المنطقة، وأن يعزز من دعائم الاستقرار والحفاظ علي مقدرات الأمن القومى العربى، وتطلعات شعوب المنطقة فى الرخاء والتنمية والاستقرار.
قال خبير الشؤون الإيرانية، محمد محسن أبو النور، في تصريحات لمصراوي، إن التطبيع السعودي ــ الإيراني يمكن اعتباره "حدث ضخم وأضخم بكثير من مجرد كونه تسوية سياسية عادية بين دولتين إقليميتين كبيرتين".
وأضاف أن دلالة ضخامة الحدث تكمن في أنه يأتي بعيدا عن الولايات المتحدة الأمريكية للمرة الأولى في التاريخ، وهي التي كانت توصف سابقا بأنها راعية السلم والأمن الدوليين، خاصة في منطقة الشرق الأوسط.

الفراغ الأمريكي

أثيرت تساؤلات مؤخرا، حول قدرة الولايات المتحدة على لعب دور الوسيط في الشرق الأوسط، وأنها على وشك أن تترك فراغا بعد خلافات مع اللاعبين المؤثرين بالمنطقة.
ورغم تأكيد الصين، أنها لن تتدخل في المنطقة لملء "الفراغ" في الشرق الأوسط، إلا أن بكين تتخذ خطوات حثيثة مؤخرا للاندماج مع اللاعبين المؤثرين بالمنطقة.
أشار أبو النور، إلى أن مباحثات التطبيع بين السعودية وإيران، تمت في بكين منذ الإثنين الماضي، في وقت كان وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن يتجول في المنطقة.
وأوضح أنه في تلك الأثناء أقام وزير الخارجية الصيني وانج يي، مؤتمرا صحفيا، أكد فيه صراحة أن "الصين ستتدخل في أزمات الشرق الأوسط وإنها لن تحاول ملء الفراغ في المنطقة".
وأكد أبو النور، أن الصين بالفعل نفذت تهديدها المبطن بـ"ملء الفراغ" في المنطقة، وهو الفراغ الناجم عن تراجع الدور الأمريكي، ورؤية الدول العربية للولايات المتحدة كطرف غير نزيه في حلحلة كل مشاكل الإقليم وعلى رأسها مشكلة المشاكل وهي الصراع العربي ــ الإسرائيلي.
من جهتها، أكدت المحللة الاستراتيجية والأمنية الأمريكية، إيرينا تسوكرمان، أن التطبيع بين إيران والسعودية لن يكون له تأثير على المدى القريب على العلاقات بين الرياض وواشنطن.
وأشارت في تصريحات لمصراوي، إلى أنه على المدى الطويل، يعتبر هذا التطور سلبيًا للغاية بالنسبة للعلاقات الأمريكية - السعودية، نظرا لأنه يعزز يد الصين في الدبلوماسية الإقليمية ويزيد من حرمان واشنطن من الدبلوماسية الإقليمية.
وأضاف أن التطبيع بين السعودية وإيران يعتبر "انتصارا كبيرا للصين"، ولن يفيد الولايات المتحدة التي لن تحصل على أي "ائتمان" ولن يتم إلقاء اللوم عليها إلا فيما يحدث لاحقًا.

مرحلة جديدة

ذكر البيت الأبيض، أن السعوديين أبلغوا الولايات المتحدة بمحادثاتهم مع الإيرانيين، ولكن واشنطن لم تشارك في الاتفاقية.
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمركيي، جون كيربي، في بيان سابق إن الولايات المتحدة "شجعت منذ فترة طويلة الحوار المباشر والدبلوماسية للمساعدة في تقليل التوترات وتقليل مخاطر الصراع".
أكد خبير الشؤون الإيرانية، أن دخول الصين إلى ملف العلاقات السعودية ــ الإيرانية يعني تدشين مرحلة جديدة من الدبلوماسية الصينية تجاه الشرق الأوسط، ومزج الاقتصادي بالسياسي والعمل في المسارين معا جنبا إلى جنب، تنفيذا لتعهدات الصين بحماية مصالحها ومصالح شركائها في هذا الإقليم.
وأضاف أن "النقلة الكبيرة على رقعة الشطرنج الدولية هي أن مثل هذا الاتفاق لم يكن ليتم برعاية دولة عربية مثل العراق أو سلطنة عُمان، اللتين استضافتا محادثات سرية ثم علنية بين الرياض وطهران منذ إبريل 2021، وهو ما يعني انتقال الملف من بعده الإقليمي إلى بعده العالمي بالمنظور الشامل للنظرية البنيوية في النظام الدولي".
وأكدت تسوكرمان، أن الصين ليست صديقة المملكة العربية السعودية، ولكن مصلحتها تكمن في إزاحة الولايات المتحدة عن المنطقة، وهو ما تقوم به بنجاح.
وأوضحت أن الولايات المتحدة ستفقد نفوذها للضغط على دول الشرق الأوسط بشأن التكنولوجيا الصينية، والمعاملات المالية، أو حتى على الوجود الروسي، لأن الصين تتولى دور الوسيط والدولة التي تحقق النتائج وتملي السياسة الخارجية الإقليمية.
وأضافت تسوكرمان، أنه من المرجح أن تُدرج دول الخليج ضمن طموحات الصين على حساب المصالح الأمريكية ما لم يستيقظ بايدن من إستراتيجية غير الواقعية واستأنف دورًا الولايات المتحدة النشط في الدفاع الإقليمي. وبحسب
ولكن السعودية لا تزال تسعى للحصول على دعم الولايات المتحدة في برنامجها النووي المدني والتطمينات الأمنية لأنها لا تثق في الصين لحماية مصالحها، وذلك وفقا لتسوكرمان.

اقرأ أيضا