الأطراف الـ5 فى شرم الشيخ وجهود التهدئة فى فلسطين
أحمد التايب
الأطراف الـ5 فى شرم الشيخ وجهود التهدئة فى فلسطين
في ظل حكومة إسرائيلية تحمل برنامج التطرف والعنصرية فاقم الأوضاع حيث الاقتحامات المتتالية للأقصى والاعتقالات اليومية والتوسع الاستيطانى، وفى ظل تهميش واضح من قبل المجتمع الدولى للقضية الفلسطينية للانشغال بالحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها على العالم أجمع من توترات سياسية واضطرابات اقتصادية وتخوفات مستقبلية، من جهة ولاتباع سياسة ازدواجية المعايير في التعامل مع هذا الصراع من جهة أخرى، ليحمل بوادر أمل نحو تهدئة مرتقبة بعد اجتماع شرم الشيخ اليوم بحضور مسئوليين أمنيين وسياسيين مصريين وأردنيين وإسرائيليين وفلسطينيين وأمريكيين استكمالاً للتفاهم الذى تم التوصل إليه في العقبة بالأردن 26 فبراير من الشهر الماضى.
ووفقا للبيان الختامى لاجتماع شرم الشيخ للأطراف الخمسة المشاركة، فإن هناك بوادر أمل عدة كما ذكرنا في بداية مقالنا، تأتى أهمها في اعتقادى، تمهيد السبيل أمام التوصل لتسوية سلمية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بهدف تعزيز الأمن والاستقرار وتحقيق التهدئة على الأرض، وكذلك الالتزام المشترك بالتحرك بشكل فورى لإنهاء الإجراءات الأحادية لفترة من 3 إلى 6 أشهر، ويتضمن ذلك التزاماً إسرائيلياً بوقف مناقشة أى وحدات استيطانية جديدة لمدة 4 أشهر، ووقف إصدار تراخيص لأى نقاط استيطانية لمدة 6 أشهر، وكذلك الالتزام بكافة الاتفاقيات السابقة بينهما، والتأكيد على اتفاقهما على التعاطى مع كافة القضايا العالقة عن طريق الحوار المباشر، وكذلك تأكيد الأطراف على الالتزام بعدم المساس بالوضعية التاريخية القائمة للأماكن المقدسة في القدس – فعلاً وقولاً-.
نعم هناك مجهودات مضنية من قبل الجميع وخاصة مصر للتوصل إلى تسوية سلمية والحفاظ على التهدئة والاستقرار في المنطقة، وهو ما ما أكدته الأطراف الخمسة المشاركة في اجتماع شرم الشيخ، لكن يبقى أن تتخلى إسرائيل عن سياستها القائمة على الوعود الزائفة والتنصل من أي اتفاقيات وعهود، وأنه المجتمع الدولى يجب أن يعى تماما أن تغافله عما يحدث الآن في فلسطين يؤدى قطعا إلى استحالة مبدأ "حل الدولتين" لأن التداخل السكاني بين الشعبين الفلسطيني واليهودي نتيجة التوسع في الاستيطان لا يمكن ترسيمه جغرافياً، وأن الهوية الوطنية لا يمكن طمسها بالتجنيس.
وأخيرا.. تثبت مصر أن فلسطين دائما فى القلب وفى الوجدان المصرى مهما كانت الظروف والتحديات، وهذا ليس بجديد على المصريين فى دعم الصمود الفلسطينى ليظلوا وحدة واحدة.. فاللهم نصرا عزيزا لأشقائنا فى فلسطين..