حكم شرب الماء أثناء أذان الفجر في صيام القضاء

حكم شرب الماء أثناء أذان الفجر في صيام القضاء، يعد اليسر في الدين أحد مقاصد وغاية الإسلام، فعرف التيسير والسماحة في أداء التكاليف، ومن أمثلة اليسر بالدين إسقاط الصيام على من لم يستطع لعذر صحي أو سفر وقضائه عند استطاعته القضاء، ومن خلال مقالنا سنتحدث عن صيام القضاء وحكم شرب الماء أثناء أذان الفجر في صيام القضاء، وما هي مبطلات الصيام وبعض الأحكام المتعلقة بها.

حكم شرب الماء أثناء أذان الفجر في صيام القضاء

صيام القضاء

القضاء يقصد به فعل الواجب بعد انتهاء وقته وصيام القضاء هو الصيام في غير وقته المفروض أي الصوم في أيام غير رمضان. فصيام القضاء هو تعويض أيام الصيام الذي أفطرها المسلم في رمضان بعذر شرعي لقوله تعالى: {فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}، وحكمه واجب ويأثم من يموت، ولم يقض ما فاته من الصيام، ولا يشترط التتابع بصيام القضاء.

حكم شرب الماء أثناء أذان الفجر في صيام القضاء

يقع على صيام القضاء ما يقع على صيام رمضان، فإن حكم من شرب الماء أثناء أذان الفجر في صيام القضاء فهو غير جائز، ويتوجب عليه قضاء ذلك اليوم في حال سمع الأذان واستمر بالشرب لو كان يشرب الماء أو قام ليشرب، وذلك وفقا للمذهب الحنفي والحنبلي، فتعد مبطلات الصيام واحدة بالحالتين، فالصوم يبدأ بطلوع الفجر لقوله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ}. فبدأ أذان الفجر يعني دخول الوقت وبدء الإمساك عن الطعام والشراب. وفي حال كان أذان الفجر يعتمد التقويم لا على رؤية الفجر والخط الأبيض، وشرب أثناء الأذان وهو متأكد أنه لم يحن طلوع الفجر فلا يتوجب عليه القضاء ويصح صومه، ولكن الأجدر والأفضل أنه بمجرد سماع الأذان أن يكف يديه عن الطعام والشراب للابتعاد عن الشبهة.

مبطلات صيام القضاء

مبطلات الصيام هي ما يفسد الصيام ويبطله ويوجب على الصائم قضاء الصيام، ومبطلات صيام رمضان هي نفسها ما تبطل صيام القضاء، وهي:

• ما دخل إلى الجوف عمداً من طعام وشراب ورائحة البخور، والدواء المستنشق عبر الأنف، أما في حالة من أكل وشرب وهو ناسياً فلا يبطل صيامه لقول الرسول-صلى الله عليه وسلم-: “مَن نَسِيَ وَهو صَائِمٌ، فأكَلَ، أَوْ شَرِبَ، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، فإنَّما أَطْعَمَهُ اللَّهُ وَسَقَاهُ”.

• تعمد التقيؤ.

• المعاشرة الزوجية في نهار الصيام.

• النفاس والحيض.

حكم شرب الماء أثناء أذان الفجر في صيام النافلة

يعد صيام النافلة صوم من باب التطوع، ففي إذا قطع الصيام بمبطلات الصوم أو بعذر شرعي أو لإرهاق وجوع فلا يتوجب عليه قضاءه، وفي حال شرب صائم النافلة الماء في أذان الفجر يفسد صيامه ولكن لا يتوجب عليه القضاء ذلك لأن وجوب القضاء يتعلق بحكم ووجوب الصيام، فعن عائشة رضي الله عنها: “دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال: هل عندكم شيء؟ قلنا: لا. قال: فإني إذًا صائم ثم أتانا يومًا آخر فقلنا: أُهدي لنا حيس، فقال: أرينيه فلقد أصبحت صائمًا، فأكل”.

حكم شرب الصائم الماء أثناء أذان الفجر

في حال شرب الماء أثناء أذان الفجر الأول لا يبطل صيامه فالأذان الأول لا يعد فيه إمساك عن المأكل والمشرب، أما الأذان الثاني فهو طلوع الفجر ويعتد به في الإمساك، فلا يصح صيامه ويتوجب عليه القضاء، وذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “إن بلالا يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم”، ولذلك يفضل أن يشرب قبل بدء الأذان من باب الاحتياط وتجنب الوقوع في الشك وذلك أولى.

حكم شرب الصائم الماء أثناء أذان الفجر غير متعمد

في حال شرب المسلم الماء وهو يظن أن وقت الفجر لم يحن فهناك خلاف بين العلماء، فمنهم من يرى أنه يصح صيامه ولا يتوجب عليه القضاء، ومنهم من يرى عليه إتمام الصيام ويتوجب عليه القضاء، فكما ورد عن الإمام ابن باز -رحمه الله-، بأن الصائم إذا أكل أو شرب أثناء سماع أذان الفجر غير متعمد، فيجوز ولا حرج عليه في ذلك، ولكن يفضل الإمساك عن الشرب والأكل قبل موعد الأذان للحيطة والحذر.