اخر سورة نزلت في مكة
اخر سورة نزلت في مكة، يبحث كثيرون عن آخر سورة نزلت في مكة المكرمة، إلا أنّ آراء العلماء اختلفت في تحديد آخر سورة نزلت في مكة المكرمة، وقال الدكتور عمر الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إنّ القرآن الكريم نزل مفرقًا في 23 سنة، منها 13 سنة بمكة، وعشر سنوات بالمدينة، وجاء التصريح بنزوله مفرَّقًا في قوله- تعالى- : «وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا»، (سورة الإسراء:الآية 106).
وأوضح أنّ المعنى: «أي جعلنا نزوله مفرقًا كي تقرأه على الناس على مهل وتثبت، ونزَّلناه تنزيلًا بحسب الوقائع والأحداث».
وعن آخر سورة نزلت في مكة المكرمة من القرآن الكريم، أوضخ أنّها سورة المُطفّفين أو سورة ويل للمُطففين أو سورة التطفيف آخر السور المكيّة نُزولا، كما جاء ذلك عن صاحب الكشاف الزمخشري، والإمام السيوطيّ، حيث قال الزمخشريّ إنّها مكيّة، وهي آخر سورةٍ نزلت بمكة، وذكر السيوطيّ في كتابه الإتقان أنّها آخر السور المكيّة نُزولا، حيثُ نزلت على النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- قبل الهِجرة، ورجّح محمد سيد طنطاوي أنها مكية؛ بسبب حديثها عن الأبرار والفُجّار.
السور المدنية
وأضاف أنّه قيل إنّها من السّور المدنيّة، وأنّها أول السّور المدنيّة نُزولا، وجاء عن جابر بن زيد أنّها نزلت بين مكة والمدينة؛ فلذلك هي من السّور المكيّة؛ لأنّ العبرة في السور المدنيّة بما نزل بعد الهِجرة على أقوال عُلماء علم القُرآن، ويُرجّح العديد من العُلماء أنّ من الأقوال الحسنة نُزولها بين مكة والمدينة.
اخر سورة نزلت في مكة
وأشار إلى أنّ آخر سورة نزلت في مكة المكرمة، يقال إنّها العنكبوت، السّورة 29 في ترتيب المُصحف، وهي من السّور المكيّة، وقيل إنّ أغلبها مكيّ، وقيل: إنّها مدنيّة، وقيل: إنّ بعضها مكيّ، وبعضها مدنيّ، وهي من أواخر السّور التي نزلت في مكّة، وبعضها نزل في المدينة، فلذلك اعتبرها بعض العُلماء مكيّة، وبعضهم اعتبرها مدنيّة، ومن قال إنّها مكيّة على اعتبار أنّ سورة الرّوم نزلت قبلها، ونزلت بعدها سورة المُطفّفين، وكلاهما مكيّتان، فعلى ذلك تكون سورة العنكبوت مكيّة، وإذا قيل: سورة المطففين آخر ما نزل بمكّة، فالمقصود: آخر سورةٍ كاملة نزلت في مكّة، وكانت هذه السّورة قد نزل بعضها قبلها وبعضها بعدها
طريق الهجرة
وأوضح أنّه قيل إنّها نزلت على النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- في طريق الهجرة بين مكّة والمدينة، وقيل: إنّها آخر السور نُزولاً بمكّة، وما ذُكر فيها من صفات المُنافقين فهو من باب الإخبار بالغيب، وقيل إنّها مكيّة باستثناء أول إحدى عشرة آيةٍ منها، والآية الستين منها.
سورة المطففين
سورة المطفِّفِين، من السور التي اختلف في مكان نزولها إلى عدة أقوال، فذهب بعضهم إلى أنها مكية، وذهب آخرون إلى أنها مدنية، كما ذهب آخرون إلى أنها مدنية ما عدا الآيات الثمانية الأخيرة منها، وذهب آخرون إلى أنها نزلت بين مكة والمدينة، وهي من المفصل، آياتها 36، وترتيبها في المصحف 83، في الجزء الثلاثين، بدأت بالوعيد للمطففين " وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ، نزلت بعد سورة العنكبوت. وجاءت تسميتها بالمطففين لأن محور السورة هو تعنيف هذا الصنف من الناس الذين يطففون في الميزان والمكيال.قد تكلمت عن مواضيع عديدة، أهمها: إعلان الحرب على المطففين، ووعيد الفجار بالعقاب الأليم، ووعد الأبرار بالثواب العظيم، وإكرام المؤمنين وإيلام المجرمين يوم الدين.
سبب النزول
عن ابن عباس قال: «لما قدم النبي ﷺ المدينة كانوا من أخبث الناس كيلا، فأنزل الله " وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ" فأحسنوا الكيل بعد ذلك».قال القرضي: «كان بالمدينة تجار يطففون، وكانت بياعاتهم كشبه القمار: المنابذة والملامسة والمخاطرة، فأنزل الله تعالى هذه الآية، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السوق وقرأها». وقال السدي: «قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، وبها رجل يقال له: "أبو جهينة"، ومعه صاعان يكيل بأحدهما ويكتال بالآخر، فأنزل الله تعالى هذه الآية».
أسماء السورة
سميت هذه السورة في كتب السنة وفي بعض التفاسير «سورة ويل للمطففين»، وسميت في كثير من كتب التفسير والمصاحف «سورة المطففين» اختصارًا عدد آياتها: (36) آية. عدد كلماتها: (109) كلمة. عدد حروفها: (430) حرفًا. ترتيبها في القرآن الكريم: السورة الثالثة والثمانون. وترتيبها في النزول السورة السادسة والثمانون بعد سورة النمل.
مراحل تنزيلها
اختلف في كونها مكية، أو مدنية، أو بعضها مكي وبعضها مدني.
- فعن ابن مسعود والضحاك ومقاتل في رواية عنه: أنها مكية.
- وعن ابن عباس في الأصح عنه وعكرمة والحسن والسدي ومقاتل في رواية أخرى عنه: أنها مدنية، قال: وهي أول سورة نزلت بالمدينة.
- وعن ابن عباس في رواية عنه وقتادة: هي مدنية إلا ثمان آيات من آخرها من قوله: {إِنَّ الذِينَ أَجْرَمُوا} [المطففين:29] إلى آخرها.
- وقال الكلبي وجابر بن زيد: نزلت بين مكة والمدينة فهي لذلك مكية، لأن العبرة في المدني بما نزل بعد الهجرة على المختار من أقوال أهل العلم.
مناسبة السورة لما قبلها
لما قال سبحانه في سورة الانفطار: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ} [الانفطار:10-11]، وكان مقتضى ذلك الإشعار بوقوع الجزاء على جزئيات الأعمال وأنه لا يفوت عمل كما قال تعالى: {وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا} [الأنبياء:47] أتبع الآية المتقدمة بجزاء عمل يتوهم فيه قرب المرتكب وهو من أكبر الجرائم، وذلك التطفيف في المكيال والانحراف عن إقامة القسط في ذلك، فقال تعالى: {ويل للمطففين} [المطففين:1]، ثم أردف تهديدهم وتشديد وعيدهم، فقال: {أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ} [المطففين:4-5]. ثم التحمت الآيات مناسبة لما افتتحت به السورة إلى خاتمتها.
مناسبة أول السورة بآخرها
افتتحت السورة بإعلان الحرب على المطففين الذين لم يوقنوا بيوم الدين، وسخروا من المؤمنين، وختمت بقوله: {هَلْ ثُوِّبَ الكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [المطففين:36].
مواضيع السورة
بدئت بإعلان الحرب على المطففين في الكيل والوزن، الذين لا يخافون الآخرة، ولا يحسبون حسابا للوقفة الرهيبة، بين يدي أحكم الحاكمين. ثم تحدثت عن الأشقياء الفجار، وصورت جزاءهم يوم القيامة، حيث يساقون إلى الجحيم مع الزجر والتهديد. عرضت صفحة المتقين الأبرار، وما لهم من النعيم الخالد الدائم في دار العز والكرامة. وختمت بمواقف أهل الشقاء والضلال الكفرة الفجار من عباد الرحمن الأخيار حيث كانوا يهزءون منهم في الدنيا، ويسخرون عليهم لإيمانهم وصلاحهم.