أسعار العملات

دولار / شيكل 3.29
دينار / شيكل 4.64
جنيه مصري / شيكل 0.21
ريال سعودي / شيكل 0.88
يورو / شيكل 3.92
حالة الطقس

القدس / فلسطين

الاثنين 20.24 C

إفطَار "المحبة" بالمطرية.. المسحراتى وطَبلة "كِنزى".. رمضان أيامه حلوة

إفطَار المحبة بالمطرية.. المسحراتى وطَبلة كِنزى.. رمضان أيامه حلوة

إفطَار "المحبة" بالمطرية.. المسحراتى وطَبلة "كِنزى".. رمضان أيامه حلوة

طباعة تكبير الخط تصغير الخط

إيمان حنا

إفطَار "المحبة" بالمطرية.. المسحراتى وطَبلة "كِنزى".. رمضان أيامه حلوة

أكتبُ بفرحِ لمشاهد مفرحة فى أيام مُبهجة.. تَأتى فَرحتى مُتناغمة مع فرحة جموع المصريين بشهر رمضان المبارك؛ فهذا الشهر كما اعتادنا أن نصفه "أيامه حلوة"، ففيه تجتمع القلوبُ قبل الأيادي على مائدة واحدة، وتتنافس المحلات التجارية لعرض الفوانيس المميزة بأحجامها المختلفة؛ لتصنع مع زينة الشوارع مشهدًا من مشاهد الفلكلور المصرى الأصيل.

إنَّها المحروسة يا سادة التى حينما تسيرُ فى شوارعها تَجد موائد الرحمن مُمتدة؛ داعيًة الجميع للجلوس إليها وتناول الإفطار، لن يسألوك عن هويتك أو ديانتك أو من أين أتيتَ؛ فدعوتهم بمحبة خالصة، تخرج من القلب بعفوية؛ ليجلس الجميع على طاولة واحدة؛ تمتد أياديهم للطعام نَفسه وباللحظة ذاتها لترسم لوحة مفرحة تعبر عن خصوصية رمضان.

تِلك الفرحة جَسدها في أبهى صورها مَشهد الإفطار الجماعى بحى المطرية الشعبى الأصيل، الخميس الماضى، حيث تجمع الأطفال والشباب والشيوخ من أهالى الحى وضيوفهم من خارج المنطقة، حول أكبر مائدة للإفطار الرمضاني في عزبة حمادة، اتسعت المائدة للجميع دون تفرقة، اجتمعت الإنسانية بشكلها المجرد على الحب والفرحة والعطاء.

رُبما كانَ المشهد الأكَثر بهجةً من الإفطار، هو تفاعل المصريين وفرحتهم بصور الإفطار؛ فالغنى والفقير..المثقف والأمى، الكل تَمنى أن يكون جزءًا من الجموع الملتفة حول مائدة إفطار المطرية؛ رُغم أنها لم تكن المائدة الأكثر فخامًة، لكَّنها الأكثر عظمة على الإطلاق، ما يؤكد مجددًا أن مصريتنا بخير، وباقيةُ بقاء الوطن والإنسانية، ولن تتبدد مصريتنا الخالصة بمحاولات هنا أو شائعات مغرضة هناك.

وبَينما أَنت تُشاهد فى الشارع أَطول مائدة إفطار رمضانى فى المطرية، وتَرفع عينيك تَجد صورة أخرى من صور الجمال المصري، لأسرة مسيحية وقفت بالشرفة تلتقط بالهاتف المحمول صورًا لمائدة الإفطار واحتفالات رمضان، والفرحة تَرسم على وجوههم ما تعجز الكلمات عن وصفه.

هذا المُشهد ليس ببعيد عن مشاهد أخرى تُكونُ في مجملها الصورةَ الجميلةَ لشعبنا الأصيل، ففى ثانى أيام الشهر الكريم، استوقفت سيارتى مجموعةُ من الشباب والشابات ليقدموا لى كوب عصير وبعض ثمار التمر اللذيذ؛ والابتسامةُ تَعلو وجوههم ولم يتغير المشهد لكون بداخل سيارتى صليبُ خشبى؛ بل مازحونى قائلين"اتفضلى حبة زيادة عشان العيلة يدوقوا معنا ".

فى العمل أجد زملائى يحرصون على تشجيعى، بعباراتِ لطيفة، على ممارسة عاداتى اليومية بشكل طبيعى لرفع الحرج عنى؛ مثل تناول قهوتى صباحًا؛ ليأتى جوابى المعتاد "لا..خلينا كلنا ناخذ بركة".

مَشهدُ آخر يُفاجئنى فيه ابنى (أنتونى) ـ فى الصف الثالث الابتدائي ـ عائدًا من المدرسة ومعه (ساندوتشاته) لم يأكل منها شيئا ؛ وقبل أن أساله السؤال المتوقع، لماذا لم تأكل؟ يبادرنى بالإجابة؛ "مش فيه ناس صايمة فى المدرسة عشان رمضان؛ خلينى أصوم معهم"، ودخلنا سويًا فى نقاش طويل لإقناعه بأن الصوم لساعات طويلة لا يناسب سنه الصغيرة .

تَمر أيامُ قليلة ثم تأتى كنزى ـ توأم أنتونى ـ تطلب منى أن أشترى لها طَبلة لتردد مع المسحراتي من شرفة المنزل، العبارة الشهيرة "اصحى يا نايم "، وبالفعل أهديها إياها لألمح فى عينيها فرحةً لا تُوصف.

الكَنائس أيضًا لديها نشاط (خدمة) تَقوم من خلاله بتوزيع عدد من الوجبات الغذائية والبطاطين والملابس على إخوتنا المحتاجين، دون تفرقة أو تخصيص لفئة بعينها دون الأخرى؛ فالهدف إنسانى وليس دينيًا؛ أخبرنى كاهن كنيستنا ـ السيدة العذراء أرض الجولف ـ بتأجيل توزيع الوجبات صباح "أحد القيامة" وفق المعتاد؛ لتزامن العيد مع صوم رمضان ومراعاًة لمشاعر الصائمين لا يَصح توزيع الوجبات الغذائية نهارًا أثناء صوم رمضان.

داخل أسوار الكنائس أيضًا ستجد كراتين تحمل شعار المبادرة المصرية الكريمة "كتف فى كتف"، استعدادًا لتوزيعها على أهالينا.

كُل هذه المشاهد لن تجدها إلا فى (أم الدنيا) مِصر، الأم الحنون على جميع أولادها؛ ولأن المصريين بينهم روابط المحبة والجدعنة سيبقوا يدًا واحدًة دائمًا وأبدًا.

لقد أَرسل إفطار المحبة بالمطرية للعالم أجمع أقوى رسالة إنسانية من قلب المحروسة، عن التعايش بمحبة بين جميع المصريين دون تمييز مهما بَدت الظروف قاسيًة.

وبين أعين تَترقبُ وأقلامِ تتربصُ بما ليس له وجود فى جمهوريتنا الجديدة، بالتأكيد هُناك مَن يُحاول تشويه الصورة بشتى الوسائل؛ لكنها تبقى محاولات عبثية لأن الصورة ستظل "حلوة" بمكوناتها الأصيلة..وستظل مصر (حلوة الحلوات) بجدعنة شعبها وحكمة مهندسى سياساتها 

أقولُ للمتشككين أو من لا يَزال بداخلهم عدم اليقين بشأن سلامة أركان دولتنا؛ عليكم استبدال نظارتكم بأخرى لتروا الواقع بشكل أكثر وضوحًا، ربما تعيدوا ترتيب أفكاركم؛ ستجدون عهدًا جديدًا لدولة مختلفة فى جوهرها قبل أن تجمل ملامحها من الخارج، إن الشواهد جميعها تؤكد أننا نعيش فى دولة الإنسانية فيها رقم واحد.

ويَبقى رَمضان شهر الفرحة بأيامه الحلوة..يبقى رمضان فى مصر "حاجة تانية " ..كُل عام وكل المصريين متجمعين على حب الخير للغير، ولا عزاء لقنوات "الشر".

 

اقرأ أيضا