من اول نبي قال اما بعد
من اول نبي قال اما بعد، يعتبر قول أما بعد من أكثر الأقوال المستخدمة في الوقت الحالي، خاصة في الخطابات الرسمية، أو الخطب الدينية، وغيرها من المواضع الأخرى، فتكون بمثابة المقدمة لما قبلها، فمن خلال مقالنا سنتمكن من التعرف على اول نبي قال أما بعد، كما سنتعرف على معنى أما بعد، والمواضع التي استخدمها رسول الله بها، وحكم الإتيان بها.
من اول نبي قال اما بعد
معنى أما بعد
أما بعد هي صيغة من الصيغ التي تستخدم في الخطابة وعادة يتم استخدامها بعد التحية في بداية الرسائل، والتي تأتي بمعنى الآن، كما وتستخدم حينما يود المرء الانتقال من موضوع لموضوع آخر، كما وكان العرب يستعملونها حينما يتبادلون الرأي في خطاباتهم، كما واستعلت في البث بالأحكام، وتستخدم أيضا للفت انتباه الجمهور للموضوع الرئيسي، لذلك أطلق عليها بفصل الخطاب.[1]
اول نبي قال أما بعد
اختلف العلماء في أول من قال أما بعد فقيل بأن أول من قالها هم سبعة أشخاص وهم: نبي الله داود -عليه السلام-، وآدم، ويعقوب -عليهما السلام-، وقيل بأنه، قس بن ساعدة، وقيل يعرب بن قحطان، وقيل سحبان بن وائل، كما قيل بأنه كعب بن لؤي، ولكن:
- القول الأرجح بأن نبي الله داود هو أول من نطق أما بعد، وتعليلاً لذلك قوله تعالى: {وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ}.[2]، فقصد أما بعد هنا العبارة التي يقصد بها فصل الخطاب.
أول من قال أما بعد
حصر العلماء والمؤرخين بأن أول من قال أما بعد هم سبعة أشخاص، وتم تعليل ذلك وفقاً لما يأتي:
-
آدم عليه السلام: لقوله تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}.، وتوضح الآية أن الله سبحانه وتعالى علم آدم الأسماء كلها ومن ضمنها أم بعد.
-
داود عليه السلام: وما يعلل ذلك، قوله تعالى: {وشددنا ملكه واتيناه الحكمة وفصل الخطاب}. وأما بعد هي فصل الخطاب.
-
يعقوب عليه السلام: فحينما جاء ملك الموت لملك الموت، وقال يعقوب له: أما بعد فإنا أهل بيت موكل بنا البلاء.
-
قس بن سعادة: وقيل فيه أنه أول من قال أما بعد في خطبة العرب.
-
كعب بن لؤي: فقيل بأنه كان يجتمع بعدد من الأشخاص، ويقول لهم أم بعد، اسمعوا وأفهموا واعملوا وتعلموا.
-
يعرب بن قصحان: قيل بأنه أول من قال أما بعد.
-
سحبان بن وائل: فقد ذكر بأنه أول من قال أما بعد.
فصل الخطاب في أما بعد
ورد في قوله تعالى: {وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب}، فيدلنا ذلك أن أول من قال أما بعد هو نبي الله داود، وهو فصل الخطاب، فمعنى فصل الخطاب هنا، قد يكون بعد الدعاء، أو بعد حمد الله، أو من الممكن أن تكون بعد الإشارة من شخص إلى شخص، فبذلك ينفصل الخطاب المتقدم عن الخطاب الذي يجيء بعده، والمقصود هنا أنها تكون بعد الكلام الذي تقدم، عندما يراد التحدث عن أمر، أو الإخبار بحدث أو واقعة.
المواضع التي استخدم بها الرسول قول أما بعد
استخدم سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- قول أما بعد في خطبه وكتبه كلما استدعى أمر لاستخدامها، ومن أبرز هذه المواضع:
-
ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قول أما بعد في كتابه الذي أرسله لهرقل ملك الروم، حينما دعاه للدخول في الإسلام.
-
ذكرها في خبر بريرة المعروف، حينما تساءل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اشتراط الرجال لشروط لم تذكر في القرآن الكريم، وأنه من غير المستحب، قول أما بعد في بداية الكلام، أو نهايته، أو بعد الانتهاء من الكتاب.
حكم استخدام أما بعد
يعد قول أما بعد من الأقوال المتداولة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن قول أما بعد من السنة، اقتداء بسيدنا محمد -عليه أفضل الصلاة والتسليم- فاستخدامها في الفصل بين أمرين مختلفين عن بعضهما، أو الانتقال من موضوع لآخر.