الطريق إلى السلام طويل
إيزفستيا
الطريق إلى السلام طويل
تحت العنوان أعلاه، كتب الباحث في الشؤون العربية بمعهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، أرتيوم أدريانوف، في "إزفيستيا"، حول صعوبة انتظار تسوية سريعة للصراع اليمني.
وجاء في المقال: في 9 أبريل، وصل وفد سعودي إلى العاصمة اليمنية لإجراء مفاوضات. وفي وقت سابق، في مطلع أبريل، أعلنت جماعة الحوثي، التي تسيطر على المدينة والجزء الشمالي من البلاد، عن استعدادها لبدء مفاوضات مع السعودية بشروط مقبولة لديها.
ليست المصالحة السعودية الإيرانية وحدها هي التي تساعد على إطلاق عملية السلام في اليمن. ففي وقت مبكر من بداية العام الماضي، وصلت العمليات القتالية إلى طريق مسدود؛ منذ ذلك الحين، لم تحدث تغييرات كبيرة في الوضع على الجبهة، والبلد، المنهكة بسبب سنوات من الحرب الأهلية، في حاجة إلى السلام أكثر من أي وقت مضى. وبحسب منظمة الأمم المتحدة، يعاني حوالي 20 مليون شخص في البلاد من الجوع وسوء التغذية. كما تعاني اليمن من أزمة وقود حادة، حيث تعطل إنتاج النفط بسبب الحرب ومنعت السعودية الإمدادات من الخارج.
أتاحت هدنة 2022 للطرفين مهلة مؤقتة وساهمت في الرفع الجزئي للحصار، لكن الوضع لا يزال صعبًا. وهذا لا ينطبق فقط على المجالين الاقتصادي والإنساني، بل وعلى الصعيد السياسي أيضًا. خلال الحرب في اليمن، نشط العديد من الحركات المختلفة، ولكل منها مصالحها الخاصة. الجهات الفاعلة الرئيسية في الساحة اليمنية، بالإضافة إلى الحكومة والحوثيين، تشمل أيضًا المجلس الانتقالي الجنوبي.
يمثل المجلس الانتقالي الجنوبي مصالح سكان جنوب اليمن، غير الراضين عن الظروف التي تم بموجبها توحيد اليمن الجنوبي والشمالي في العام 1990. بدأ دعم المجلس الانتقالي الجنوبي من قبل الإمارات العربية المتحدة، التي حاولت تحويل المجلس إلى لاعب عسكري سياسي كامل من شأنه أن يسعى لتحقيق مصالحها.
تفتح المصالحة بين السعودية والحوثيين الطريق لاستقرار الوضع في اليمن. ومع ذلك، نظرًا للانقسام السياسي في البلاد، سيحتاج الوسطاء العرب والأمم المتحدة إلى بذل جهود كبيرة لإشراك جميع الحركات السياسية اليمنية في عملية السلام.