خطبة عيد الفطر ملتقى الخطباء
خطبة عيد الفطر ملتقى الخطباء، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ. اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ. اللهُ أَكْبَرُ مَا صَدَحَتِ الأَصْوَاتُ بِالتَّكْبِيرِ فِي المَسَاجِدِ، اللهُ أَكْبَرُ مَا سَبَّحَ للهِ رَاكِعٌ وَسَاجِدٌ، اللهُ أَكْبَرُ مَا اسْـتَبْـشَرَ الصَّائِمُونَ بِعَظِيمِ الأَجْرِ، اللهُ أَكْبَرُ مَا قَامَ المُتَهَجِّدُونَ للهِ يَرْجُونَ لَيْلَةَ القَدْرِ، اللهُ أَكْبَرُ مَا تَاقَتْ قُلُوبُ الصَّائِمِينَ لِهَذَا العِيدِ، اللهُ أَكْبَرُ مَا تَنَفَّسَ الصُّبْحُ بِهَذَا اليَوْمِ السَّعِيدِ.
خطبة عيد الفطر ملتقى الخطباء
الحَمْدُ للهِ العَزِيزِ الحَمِيدِ، خَتَمَ لَنَا شَهْرَ رَمَضَانَ بِهَذَا العِيدِ السَّعِيدِ، والصَلاةُ وَالسَلامُ علَى نَبِيِّنا نَشَرَ الهُدَى وَالنُّورَ، وَسَنَّ العِيدَ لإِشَاعَةِ البَهْجَةِ وَالسُّرُورِ.
اللهُ أكْبَرُ، اللهُ أكْبَرُ، لا إِلَهَ إلاَّ اللهُ.. اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، وَللهِ الحَمْدُ.
هَذَا اليَوْمُ يَوْمٌ عَظِيمٌ وعِيدٌ جَلِيلٌ، إِنَّهُ يَوْمُ البَهْجَةِ والسُّرورِ، يَوْمُ الفَرْحَةِ والحُبُورِ، يَوْمُ وَفَاءِ الثَّوابِ والأُجُورِ، والرَّحْمَةِ مِنَ البَرِّ الغَفُورِ، إِنَّهُ يَوْمُ البِشْرِ والجَائِزَةِ، يَوْمُ وعُودِ اللهِ النَّاجِزَةِ، يَوْمُ فَرَحِ النُّفُوسِ الفَائِزَةِ، فَقَدْ جَاءَ فِي الأَثَرِ: (إِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدِ الفِطْرِ وقَفَتِ المَلائِكَةُ عَلَى أَبْوَابِ الطُّرُقِ فَيُنَادُونَ: اغدُوا -يَا مَعشَرَ المُسلِمِينَ- إِلى رَبٍّ كَرِيمٍ، فَاقْبِضُوا جَوَائِزَكُم)، فَمَا أَسْعَدَهُ مِنْ يَوْمٍ، ومَا أَكْرَمَكُم مِنْ قَوْمٍ، وقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَيكُم بِإِتْمَامِ فَرِيضَةِ الصَّوْمِ، فَطُوبَى لَكُم ثَوَابُ اللهِ، وهَنِيئاً لَكُمْ هَذَا الشَّرَفُ والجَاهُ.
اللهُ أكْبَرُ، اللهُ أكْبَرُ، لا إِلَهَ إلاَّ اللهُ.. اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، وَللهِ الحَمْدُ.
مَا أَجَملَ العِيدَ وَمَا أَعْظَمَ آثَارَهُ، وَمَا أَكْثَرَ مَقَاصِدَهُ وَحِكَمَهُ وَأَسْرَارَهُ.
مَا أَرْوَعَكُمْ وَقَدْ جِئْتُمْ لِلصَّلاةِ بَقُلُوبٍ تَقِيَّةٍ، طَاهِرَةٍ نَقِيَّةٍ، تَمْلَؤُهَا مَشَاعِرُ الحُبِّ وَالصَّـفَاءِ، وَالوُدِّ وَالإِخَاءِ، رَافِعِيْنَ شِعَارَ التَّسَامُحِ، عَازِمِينَ عَلَى التَّصَافُحِ وَالتَّصَالُحِ، سَاعِيْنَ لإِشَاعَةِ رُوحِ التَّعَاوُنِ وَالتَّـسَامِي، وَتَبَادُلِ الدَّعَوَاتِ وَالتَّهَانِي.
إِنَّ العِيدَ صُورَةٌ بَهِيَّةٌ مُشْرِقَةٌ، فَاجْعَلُوهُ فُرْصَةً لِلتَّزَاوُرِ فِيمَا بَيْنَكُمْ، وَمَحَطَّةً لِغَرْسِ مَبَادِئِ الحُبِّ فِي قُلُوبِكُمْ، فَكَمْ مِنْ مَحَبَّةٍ انْقَطَعَتْ، وَمَوَدَّةٍ انْدَثَرَتْ، وَصَلَهَا وَأَحْيَاهَا التَّزَاوُرُ فِي العِيدِ، فَعَادَتِ المِيَاهُ بَيْنَ المُتَخَاصِمِينَ إِلى مَجَارِيهَا مِنْ جَدِيدٍ، فَعَمَّـتْهُمْ مَحَبَّةُ المَولَى العَزِيزِ الحَمِيدِ، حَيْثُ قَالَ جَلَّ شَأْنُهُ فِي حَدِيثِهِ القُدُسِيِّ: (وَجَبَتْ مَحَبَّـتِي لِلمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ).
لَا حُزْنَ يَعْلُو فَرْحَةً شُرِعَتْ * فِي يَوْمِ عِيدٍ وَيَوْمُ الْعِيدِ أَفْرَاحُ
فَأَعْلِنُوا الْأَفْرَاحَ وَأَظْهِرُوهَا، وَانْشُرُوا السَّعَادَةَ وَعَمِّمُوهَا، وَبَدِّدُوا غَيْمَةَ الْأَحْزَانِ، وَرَوِّحُوا عن الْأَبْدَانِ، وَأَدْخِلُوا السُّرُورَ عَلَى الْأَهْلِ وَالْأَقَارِبِ وَالْجِيرَانِ.
اللهُ أكْبَرُ، اللهُ أكْبَرُ، لا إِلَهَ إلاَّ اللهُ.. اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، وَللهِ الحَمْدُ.
إِنَّ رِبَاطَ الأُخُوَّةِ الَّذِي يَجْمَعُنَا فِي هَذَا الوَطَنِ العَزِيزِ، لَهُوَ نِعْمَةٌ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَفَضْـلٌ، فَمَا اختَلَّ نِظَامُ الوَحْدَةِ إِلاَّ وَانتَكَسَتِ الأَوْطَانُ، وَمَا فُقِدَ التَّآلُفُ إِلاَّ وَتَزَعْـزَعَ الأَمَانُ، فَاحْرِصُوا – حَفِظَكُمُ اللهُ - عَلَى وَحْدَةِ صَفِّـكُمْ، وَاتِّحَادِ كَلِمَتِكُمْ، وَحِفْظِ أَمْـنِكُمْ، وَلْيَكُنْ مِنْ دُعَائِكُمْ لِرَبِّكُمْ ﴿رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾.
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْعِيدِ السَّعِيدِ، وَأَعَادَهُ اللهُ عَلَينَا وَعَلَيكُمْ بِالْعُمْرِ الْمَزِيدِ لِلْأَمَدِ الْبَعيدِ.
الخطبة الثانية:
اللهُ أَكْبَرُ مِمَّا نَخَافُ وَنَحْذَرُ، اللهُ أَكْبَرُ عَدَدَ ذُنُوبِنَا حَتَّى تُغْفَرَ.
الحمدُ للهِ الذي جَعَلَ الأعْيَادَ فِي الإسْلامِ مَصْدَرًا لِلْهنَاءِ والسُّرُورِ، والصلاةُ والسلامُ على العبدِ الشكورِ.
أَهلَ العِيدِ: بُيُوتُكُمْ يَا مَعَاشِرَ الْفُضَلَاءِ، أُسَرُكُمْ أَمَانَةٌ كَبِيرَةٌ تُسْأَلُونَ عَنْهَا، فَاحْفَظُوا أَوْلادَكُمْ، وتَعَهَّدُوهُمْ بِالنَّصِيحَةِ وَالتَّذْكِيرِ، وَرَبُّوهُمْ عَلَى خِصَالِ الإِسْلامِ وَمَكَارِمِ الأَخْلاقِ، وَأشْغِلُوهُمْ بِمَا هُوَ نَافِعٌ وَمُفِيدٌ، تُسَرُّوا بِهِمْ فِي حَيَاتِكُمْ، وَيَكُونُوا فِي الآخِرَةِ رُفَقَاءَكُمْ.
اللهُ أكْبَرُ، اللهُ أكْبَرُ، لا إِلَهَ إلاَّ اللهُ.. اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، وَللهِ الحَمْدُ.
أَيَّتُهَا المُؤْمِنَاتُ: يَا مَعْقِدَ الآمَالِ، وَيَا مَصَانِعَ الرِّجَالِ، إِذَا كَانَتِ الهَجْمَةُ شَرِسَةً عَلَى عُمُومِ الأُمَّةِ؛ فَإِنَّهَا عَلَيْكُنَّ أَشَدُّ وأَعْظَمُ.
لَقَدْ عَلِمَ الأَعْدَاءُ أَنَّكُنَّ نِصْفُ المُجْتَمَعِ، وأَنْتُنَّ مَنْ يَصْنَعُ النِّصْفَ الآخَرَ؛ فَأَجْلَبُوا عَلَيكُنَّ بِخَيْلِهِم وَرَجْلِهِم.
الأُمُّ مَدْرَسَةٌ إِذَا أَعْدَدْتَهَا * أَعْدَدْتَ شَعْبَاً طَيِّبَ الأَعْرَاقِ
فَاللهَ اللهَ أَيَّتُهَا المَرأةُ، فَقَدْ عُلِّقَتْ بِكِ الآمَالُ، وَاليَومَ مَيدَانُ الأَفْعَالِ؛ جَعَلَكِ اللهُ هَادِيَةً مَهْدِيَّةً، صَالِحَةً مُصْلِحَةً؛ إِنَّهُ جَوَادٌ كَرِيمٌ.
اللهُ أكْبَرُ، اللهُ أكْبَرُ، لا إِلَهَ إلاَّ اللهُ.. اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، وَللهِ الحَمْدُ.
لَقَدْ اجْتَمَعَ فِي يَوْمِكُمْ هَذَا عِيدَانِ، عِيدُ الْفِطْرِ وَعِيدُ الْجُمْعَةِ، فَمَنْ صَلَّى الْعِيدَ فَقَدْ سَقَطَتْ عَنْهُ صَلَاةُ الْجُمْعَةِ لَكِنْ يَجِبُ أَنْ يُصَلِّيَهَا ظُهْرًا فِي بَيْتِهِ.
تَقَبَّلَ اللهُ طَاعَتَكُمْ، وَجَعَلَ عِيدَكُمْ سَعِيدًا، وَعَمَلَكُمْ رَشِيدًا، وَأَعَادَ عَلَيْكُمْ رَمَضَانَ أَعْوَامًا عَدِيدَةً، وَأَزْمِنَةً مَدِيدَةً، بِصِحَّةٍ وَعَافِيَةٍ وَإِيمَانٍ.
اللهُ أَكْبَرَ وَالْعِزَّةُ لِلهِ ولرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ، وَاللهُ أَكْبَرُ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِيِّيْنَ وَسَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ .