متى الانتخابات في تركيا
متى الانتخابات في تركيا، قبيل نحو ثلاثة أسابيع من موعد الانتخابات في تركيا، تبدو حظوظ مرشح تحالف الموالاة الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، ومرشح تحالف المعارضة كمال كليتشدار أوغلو، متقاربة إلى درجة كبيرة بناء على الحسابات الواقعية، وحجم الأحزاب المنضوية تحت سقف التحالفات الداعمة لهما، إلى جانب استطلاعات الرأي المكثفة التي تشير على تفاوتها، إلى نتيجة واحدة مؤكدة، وهي أن حظوظ المرشحين متقاربة جداً.
ويخوض أردوغان الانتخابات المقبلة في الرابع عشر من مايو/أيار المقبل، مرشحاً عن تحالف الجمهور الحاكم، المدعوم بدرجة أساسية من حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية، إلى جانب عدد من الأحزاب الصغيرة لا سيما الإسلامية منها، التي أعلنت في اللحظات الأخيرة دعمها لترشح أردوغان، وعلى رأسها حزب الرفاه الجديد بزعامة فاتح أربكان، ابن زعيم حزب الرفاه، نجم الدين أربكان.
في المقابل، يخوض كمال كليتشدار أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري -أكبر أحزاب المعارضة- الانتخابات عن تحالف الطاولة السداسية وما كان يطلق عليه سابقاً “تحالف الأمة” والمدعوم من أحزاب مختلفة منها حزب الجيد والأحزاب الجديدة لأحمد داود أوغلو (حزب المستقبل) وعلي باباجان (حزب الديمقراطية والتقدم) وحزب السعادة الإسلامي، في ظل تكهنات بأنه سيحصل على دعم كبير غير رسمي من حزب الشعوب الديمقراطي، الممثل الأكبر للأكراد في البلاد، والذي امتنع عن تقديم مرشح للانتخابات الرئاسية.
وتبدو حظوظ أردوغان وكليتشدار أوغلو متقاربة جداً بحسب الكثير من المعطيات، أهمها ما يتعلق بأوزان الأحزاب التي تدعمهما، حيث تشير كافة نتائج الانتخابات السابقة إلى أن مجموع مؤيدي الأحزاب الداعمة للمرشحين تبدو متقاربة جداً، وفي ظل عدم وجود أي مؤشرات على تفوق ملحوظ لمرشح على الآخر، ويبقى من الصعب جداً التكهن بنتائج الانتخابات أو ترجيح فوز مرشح على الآخر، لا سيما وأن ثلاثة أسابيع متبقية على موعد الانتخابات، سوف تحمل في طياتها الكثير من المتغيرات التي يمكن أن ترجح حظوظ أحد المرشحين.
وما يدعم التوقعات السابقة، أن كافة استطلاعات الرأي التي تجرى بشكل مكثف في الأسابيع الأخيرة، ورغم الاختلاف الكبير بين نتائجها والتشكيك في مصداقيتها وحياديتها ومهنيتها، تشير جميعها إلى التقارب الكبير بين حظوظ المرشحيْن، حيث لا يعطي أي استطلاع نتائج بالفوز لأحدهما تتجاوز نسبة 53 بالمئة، حيث تتمحور كافة النتائج حول نسبة 53 – 47 الأمر الذي يدعم أن النتائج لا تزال متقاربة جداً رغم الانتقادات الكبيرة للاستطلاعات بأنها مسيسة وموجهة.
وفي ظل هذا التقارب الكبير، تتجه الأنظار بدرجة أساسية إلى المرشح الثالث في الانتخابات الرئاسية، وهو محرم إنجي، الذي خاض الانتخابات الرئاسية السابقة أمام أردوغان وحصل على نسبة 33 بالمئة من أصوات الناخبين، حين كان ممثلاً عن حزب الشعب الجمهوري وذلك قبل أن ينشق عن الحزب، ويشكّل حزباً سياسياً جديداً أطلق عليه اسم “حزب الوطن”.
ورغم أن استطلاعات الرأي والحسابات السياسية لا تعطي إنجي أي وزن كمرشح قادر على المنافسة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، باعتبار أن المنافسة تنحصر بين أردوغان وكليتشدار أوغلو، إلا أن الأخير يسعى للعب دور حاسم في الانتخابات من خلال جرّها لجولة ثانية يتحول فيها إلى شخصية قادرة على تعزيز فرص فوز أحد المرشحيْن، وبالتالي تحقيق مكاسب سياسية هامة.
وتعطي أغلب استطلاعات الرأي، محرم إنجي ما بين 2 إلى 7 بالمئة من أصوات الناخبين. ورغم ضعف هذه النسبة، إلا أنها قادرة على إجبار أردوغان وكليتشدار أوغلو على خوض جولة ثانية من الانتخابات الرئاسية، في ظل عدم قدرة أحدهما على حسمها من الجولة الأولى بسبب تقارب النتائج. الأمر الذي دفع المعارضة التي اتهمت محرم إنجي بـ”خدمة أردوغان” من خلال ترشحه، إلى محاولة استمالته والضغط عليه لسحب ترشحه لصالح كليتشدار أوغلو الذي اجتمع معه دون أن يتمكن من إقناعه بالانسحاب.
ووصل الأمر بالمعارضة التركية لاتهام محرم إنجي بأنه يعمل لصالح أردوغان، ويقوم بحملته الانتخابية بـ”تمويل سري” من حزب العدالة والتنمية، وهي اتهامات ينفيها إنجي بشكل مطلق.
ويستقطب إنجي بدرجة أساسية مجموعة من الشباب صغار السن الذين يبحثون عن بديل ثالث لأردوغان وكليتشدار أوغلو، حيث يقدم لهم خطابا قوميا علمانيا، وهو ما يجعل من الصعب التكهن بالجهة التي سيصوّت لها أنصاره في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية.
هذه المعادلة تعد بأن حظوظ أردوغان وكليتشدار أوغلو ستبقى متقاربة أيضاً في الجولة الثانية، حتى ولو أعلن محرم إنجي دعمه لمرشح على حساب الآخر، الأمر الذي يدفع أردوغان وكليتشدار أوغلو للزج بكافة أوراقهما في محاولة لحسم الانتخابات من الجولة الأولى، أو بالحد الأدنى الحصول على نسبة أعلى تعطي انطباعاً نفسياً حول هوية المرشح الأقوى، وهو ما ينعكس بالطبع على توجهات شريحة من المترددين الذين يميلون لانتخاب المرشح الأوفر حظاً في الجولة الثانية.
إلا أن المعادلة التي تقول إن حظوظ أردوغان وكليتشدار أوغلو متقاربة جداً يصعب التكهن بأنها ستبقى قائمة بهذا الشكل حتى موعد الانتخابات، في ظل سعي كل طرف للعب أوراق حاسمة، وفتح ملفات حساسة وتقديم وعود مختلفة، إلى جانب الكلفة الباهظة التي قد يدفعها أي مرشح يمكن أن يقع في أخطاء كبيرة أثناء الحملات الانتخابية التي ستتكثف في الأيام المقبلة، وصولاً إلى موعد الانتخابات التي تستحضر دائماً المقولة الخالدة: “24 ساعة طويلة جداً في السياسة التركية”.
متى الانتخابات في تركيا
وقع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مرسوما يقضي بتقديم موعد إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية لتكون في 14 من مايو المقبل، وذلك قبل شهر من الموعد المقرر على الرغم من الزلزال المدمر الذي وقع الشهر الماضي.