أسعار العملات

دولار / شيكل 3.29
دينار / شيكل 4.64
جنيه مصري / شيكل 0.21
ريال سعودي / شيكل 0.88
يورو / شيكل 3.92
حالة الطقس

القدس / فلسطين

الاثنين 20.24 C

لماذا تبدو الانتخابات الرئاسية الأمريكية مثل فيلم "عودة المومياء-2"؟

لماذا تبدو الانتخابات الرئاسية الأمريكية مثل فيلم عودة المومياء-2؟

لماذا تبدو الانتخابات الرئاسية الأمريكية مثل فيلم "عودة المومياء-2"؟

طباعة تكبير الخط تصغير الخط

أخبار الصحافة

لماذا تبدو الانتخابات الرئاسية الأمريكية مثل فيلم "عودة المومياء-2"؟

كيف يمكن أن يكون كلا المرشحين الرئيسيين، بايدن وترامب من كبار السن إلى هذا الحد؟

بل كيف يمكن لبايدن، مع وجود علامات واضحة على خرف الشيخوخة لديه، ألا يكون المرشح الرئيسي فحسب، بل أن يتمكن من الترشح من حيث المبدأ؟ وهناك احتمالات جيدة ألا يصل لنهاية فترة ولايته الثانية..

في العادة، لا ينبغي أن يحظى كلاهما بفرصة حتى ضد مرشح متوسط، ولكنه شاب نسبيا.

هناك أسباب شائعة ومختلفة دفعت كل طرف إلى اختيار كبار السن.

إن الانتخابات في الديمقراطيات الغربية زائفة، مجرد صمام وهمي يطلق السخط الشعبي ويمنعه من التصعيد إلى أعمال شغب، فيما يجب على الناخب العادي أن يلوم نفسه وقراره في الانتخابات الأخيرة بأن كل شيء قد جرى على نحو خاطئ. وفي كل انتخابات جديدة، يجب أن يفكر الناخب: لكنني الآن سأصوت بشكل صحيح، وربما تصبح حياتي أفضل. وهكذا، فإن التجديد المنتظم للأمل، من خلال استبدال دمى الرئاسة التي لا تقدم أو تؤخر في الأمر شيئا، يعطي استقرارا للنظام. في الوقت نفسه، تبقى السلطة الحقيقية في يد من وراء الكواليس، ولا تتغير.

تزداد أهمية وظيفة التجديد هذه خلال فترات الأزمات الاقتصادية وتدهور مستويات المعيشة، عندما تكون مستويات عدم الرضا العام مرتفعة.

لكن الناخبين الآن لا يحتاجون إلى التجديد والأمل، وإنما على العكس، يحتاج كل مرشح إلى الاستمرار في اتباع المسار المحدد سلفا، مهما كلف الثمن، ورغم العواقب.

تلك علامة على الأزمة وعلى عدم كفاءة النظام. توقفت مبادئ الحفاظ على الاستقرار المنصوص عليها فيه عن العمل، ما يعني تحولا كاملا لأسس الحياة في الولايات المتحدة الأمريكية وإعادة صياغة النظام السياسي بأكمله، ربما على مستوى رفض نظام الحزبين، والانتقال إلى الدكتاتورية، أو ما إلى ذلك، في المستقبل.

 ترامب شخص فريد ونادر، وبالتالي فقضية العمر بالنسبة لناخبيه ليست معيارا مهما. وقد أدى مزيج من الاتجاهات إلى تحويل المحافظين البيض إلى أقلية، كغرباء في دولتهم. وحتى قبل 15 عاما، كان حاكم فلوريدا ديسانتيس ليصبح المرشح المفضل على الإطلاق، لكنه الآن يجسد الاعتدال وغياب الاضطرابات، يجسد "مستنقع واشنطن"، والحفاظ على التوجهات السلبية الحالية من وجهة نظر المحافظين البيض. على العكس من ذلك، يريد الجمهوريون العاديون ثورة وتحولا جذريا في النموذج!

مع بايدن، الأمور أكثر وضوحا وتعقيدا.

في حالته، هناك عامل الفريق الذي شكله باراك أوباما، والذي لا يريد أن يفقد فرصة فريدة للحكم، وتحويل المسؤولية إلى رمز العجوز بايدن الذي فقد عقله.

ومع ذلك، فإن السبب الرئيسي هو أن بايدن نفسه مثل مادة حافظة، والعائق الأخير قبل إعادة الهيكلة الشاملة والكاملة للولايات المتحدة، والتي ستكون مؤلمة بشكل لا يصدق، وربما قاتلة للبلاد.

الآن، سياسيا، يتجلى الانقسام في المجتمع الأمريكي بشكل رئيسي على طول الحدود ما بين الليبراليين والمحافظين، وإلى حد أقل بكثير على طول الحد ما بين الرأسماليين والاشتراكيين.

كانت الانتخابات الأخيرة للحزب الديمقراطي عبارة عن تحالف من الليبراليين البيض والأقليات العرقية، وكان لدى الأخير أيضا تحيز كبير تجاه الأفكار الاشتراكية. طُرد ممثلو الاشتراكيين والأقليات العرقية من السلطة بعد انتخابات 2020، لكنهم يمثلون غالبية مؤيدي الحزب الديمقراطي. وإذا تم استبدال بايدن بمرشح أصغر سنا، فمن المؤكد تقريبا أن يكون مرشحا اشتراكيا من أصول لاتينية أمريكية، وحتى لو لم يكن الأمر كذلك، فلا يزال يتعين استهداف تلك الطبقات أولا.

وهذا لا يحرم فقط النخبة القديمة من السلطة، بل يحول الصراع بين الأحزاب من المستوى الأيديولوجي إلى المستوى العرقي، البيض ضد الأقليات. إضافة إلى ذلك، وبدرجة أقل، الرأسماليون ضد الاشتراكيين. وفي ظل ظروف أشد أزمة اقتصادية، يعني ذلك حربا أهلية وانهيارا للولايات المتحدة الأمريكية.

ومع ذلك، فأنا مقتنع بأن هذا أمر حتمي على أي حال، ولكن من خلال الحفاظ على العجوز بايدن، حيث تحاول المؤسسة الأمريكية الحفاظ على النموذج القديم لمدة 4 سنوات أخرى، ما يؤجل بدء الحرب الأهلية.

إلا أن الخبر السيء هو أن الفرصة الوحيدة لتجميد التحول الداخلي لفترة وجيزة، وبالتالي انهيار الولايات المتحدة، هي حرب خارجية. زعزعة استقرار العالم بأسره، والحرب مع روسيا والصين، والتي ستؤدي إلى فرض حالة الطوارئ وتأجيل انتقال السلطة إلى جيل من الشباب الأمريكيين غير البيض في الغالب لبعض الوقت، وهذا ما نراه الآن.

اقرأ أيضا