واستهلت لويز مقالها بهذه الفقرة الوصفية: "الشوارع تسُدّها نيران القصف. مسلحون يطلبون رشاوى من المدنيين. جثث القتلى ظلت في بنايات تعرضت للقصف. غارات جوية، وقصف مدفعي مكثف، وشعور مرعب بأن الوقت ينفد".

ونوهت الكاتبة إلى أن كل مَن يحاول الآن الخروج من جحيم الصراع المشتعل في السودان يجد في كل اتجاه وفي كل منعطف خطر الموت.

ورأت لويز أن السودان اليوم يقف على حافة حرب أهلية قد تتسبب في موجات نزوح كبيرة وموجات جوع وتطهير عرقي، فضلا عن الدفع بالمنطقة المضطربة بالأساس إلى مستنقع الفوضى.

ولفتت الكاتبة إلى أن الدول السبع المجاورة للسودان -إريتريا، تشاد، إثيوبيا، جمهورية أفريقيا الوسطى، مصر، ليبيا وجنوب السودان- كلها عانت اضطرابات أو صراعات في الأعوام القليلة الماضية. والآن، ها هو السودان، الذي يبلغ تعداد سكانه نحو 50 مليون نسمة ويعد قوة إقليمية أساسية، يدخل في دوامة من الاضطراب.

ورأت لويز أن "السقوط في الهاوية"، الذي حذر منه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، قد بدأ بالفعل؛ مع سقوط مئات القتلى ونزوح عشرات الآلاف من ديارهم.

وقالت لويز إن "في قلب الصراع الدائر في السودان، يقف رجلان يبغيان المال والسلطة، ولا يتورّعان عن عمل أي شيء من أجل تحقيق أهدافهما. هذان الرجلان هما: محمد حمدان دقلو الشهير بحميدتي والذي كان ذات يوم بحسب مزاعم البعض "لصّ إبل" قبل أن يتزعم قوات الدعم السريع شبه العسكرية؛ وعبد الفتاح البرهان، قائد الجيش النظامي في السودان.

ولفتت صاحبة المقال إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة تدعم قوات الدعم السريع، بينما مصر وتركيا وقطر تدعم الجيش النظامي السوداني، أما الغرب فكان يدعم انتقال السودان إلى الديمقراطية.

على أن روسيا تدعم كلا طرَفي الصراع السوداني، بنظر الكاتبة.

"ومع ذلك، فهي ليست حربا بالوكالة. كل شيء يدل على أن القوى العالمية ترغب في توقف القتال: ليس بسبب المخاوف على الشعب السوداني فحسب، ولكن لأن هناك الكثير من الأموال في خطر" بحسب الكاتبة.

وأشارت لويز إلى أن روسيا وضعت خططا منذ وقت طويل لتدشين قاعدة بحرية في بورتسودان، كما أن الإمارات أبرمت صفقة بمليارات الدولارات لتدشين ميناء على البحر الأحمر.

ونقلت الكاتبة عن صامويل راماني، أستاذ السياسة والعلاقات الدولية بجامعة أوكسفورد، القول: "هذا بالأساس صراع محليّ بين شخصيتين -البرهان وحميدتي- اللذين يمقتان أحدهما الآخر منذ البداية ولكنهما كانا يغطيان هذه الكراهية على مدى السنوات الأربع الماضية".

ورأت لويز أن هذا الصراع يقوّض أي آمال كانت متبقية بشأن الانتقال السِلمي لحُكم مدنيّ في السودان.