مهرجان الربيع في الموصل 2023
مهرجان الربيع في الموصل 2023، انطلقت صباح اليوم الأحد، فعاليات مهرجان الربيع في الموصل بدورته الـ35، وشهدت منصة الاحتفالات في مدينة الموصل مركز محافظات نينوى، حضوراً واسعاً بعد استعدادات مكثفة سبقت يوم انطلاق المهرجان.
مهرجان الربيع في الموصل 2023
ببطء، تعود الحياة إلى مدينة الموصل، ثاني أكبر مدن العراق بعد العاصمة بغداد، إذ تحتضن "أم الربيعين" مهرجان الربيع بعد انقطاع دام عشرين عاماً.
وشهدت الموصل خلال العقدين الماضيين حالة من عدم الاستقرار الأمني والسياسي، وذلك عقب الغزو الأميركي، ثم سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي عليها عام 2014، وأعقب ذلك عمليات عسكرية لطرد التنظيم خلفت دماراً وخراباً لا تزال آثاره شاخصة.
وتتوالى المحاولات لإعادة نينوى ومركزها الموصل إلى وضعها السابق، إذ كانت مركزاً اقتصادياً وسياحياً، وجاء مهرجان الربيع الثقافي ليمثل إحدى تلك المحاولات. وتسعى السلطات العراقية عبره لفتح باب العراق الشمالي أمام العالم، كما حصل في كأس الخليج العربي 25 في البصرة التي فتحت باب الجنوب العراقي أمام العرب عموماً ودول الخليج خصوصاً، كما صرح وزير الثقافة العراقي أحمد فكاك البدراني.
بدأ تنظيم مهرجان الربيع رسمياً عام 1969 في عهد المحافظ آنذاك علاء الدين البكري. يضم فعاليات ونشاطات تعبّر عن ثقافات سكان الموصل من العرب والكرد والتركمان والمسيحيين، ويُعتبر أهم الأنشطة الثقافية السنوية في المدينة، وتشارك في الإعداد له جميع دوائر محافظة نينوى الحكومية وبإشراف بلدية الموصل ومشاركة الفعاليات الطلابية والشبابية والمجتمعية. كان المهرجان يستمر في السنوات الماضية لـ8 أيام، لكنه في تسعينيات القرن الماضي بات يختصر في يوم واحد، لكنه سيبدأ هذا العام غداً ويستمر يومين.
تبدأ التحضيرات لمهرجان الربيع في مارس/ آذار، حين تقيم اللجنة العليا المشرفة عليه ندوة نقاشية تجمع فيها الأدباء والرسامين والفنانين والنحاتين. ويضم المهرجان جملة من الفعاليات الثقافية، كمعارض الزهور والكتب والأسواق الشعبية والأعمال الفنية المسرحية والموسيقية والفنون الرياضية والحفلات الغنائية والرقصات الفلكلورية، فضلاً عن استعراض مواكب تمثل عادات الموصل القديمة وتراثها.
ووفقاً للمصادر التاريخية، فإن احـتفالات الربـيع في الموصل ترجع إلى عهد الآشوريين الذين كانوا يقيمون احتفالاً بفصل الربيع وبداية السنة الآشورية (أكيتو) في نينوى، في إبريل، ولمدة 12 يوماً.
بلدية الموصل، وهي الجهة المشرفة على التحضير للمهرجان، أعلنت إنجاز التحضيرات النهائية، وأكدت جاهزيتها لإطلاقه غداً الأحد، ليكون حدثاً ثقافياً هو الأبرز في المحافظة. وقال معاون مدير البلدية فراس محمد، لـ"العربي الجديد"، إن "كوادر بلدية الموصل استنفرت بشكل كامل منذ إعلان إطلاق المهرجان مجدداً"، وبيّن أن فرق البلدية أنجزت أعمال المنصة الرئاسية والمنصات الفرعية وأعمال النظيف والتأثيث والطلاء في موقع المهرجان، وأشار إلى أن دائرته مع الدوائر الحكومية الأخرى تسعى لإظهار نينوى بشكل لائق عبر هذه الفعالية.
وقررت السلطات المحلية في نينوى تعطيل الدوام الرسمي غداً الأحد بمناسبة إطلاق المهرجان، فيما سيكون يوم الأول من مايو/ أيار عطلة في عموم العراق بمناسبة عيد العمال العالمي، ويحمل المهرجان شعار "مهرجان الربيع بالموصل... ربيع دائم وإعمار وسلام"، ولاقى تفاعلاً إيجابياً من قبل الأهالي الذين عبّروا عن دعمهم للفعالية بوسائل مختلفة.
وخصصت محافظة نينوى ثلاثة مواقع لإقامة فعاليات مهرجان الربيع، الأول في منصة الاحتفالات، والثاني في جامعة الموصل إلى جانب الموصل الأيسر، والثالث في متنزه باب الطوب في قلب الموصل القديمة.
وتأمل السلطات في نينوى استغلال هذا الحدث وتوظيفه في نقل صورة الموصل إلى العالم. ودعا محافظ نينوى نجم الجبوري، في مؤتمر صحافي أقيم بالتزامن مع التحضيرات للمهرجان، "جميع الفعاليات الشعبية والرسمية في نينوى لاستغلال مهرجان الربيع لنقل صورة إيجابية عن الموصل للعالم، كما حصل خلال زيارة بابا الفاتيكان والرئيس الفرنسي إلى الموصل سابقاً".
المتحدث باسم مهرجان الربيع في نينوى عبد الجبار الجبوري، كشف عن مشاركة الرئاسات الأربع (الجمهورية، الوزراء، النواب، القضاء) في اليوم الأول لفعاليات المهرجان، وأكد أن المهرجان يمثل رسائل عدة تطلق من نينوى للعراق والعالم.
وقال الجبوري، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "التحضيرات لمهرجان الربيع اكتملت، والموصل تفصلها ساعات عن الحدث المهم الذي يعكس عودة الحياة بعد الموت الذي حاول داعش نشره في المدينة"، وأوضح أن الرسائل الرئيسية من المهرجان هي أن نينوى وأهلها كانوا وما زالوا دعاة سلام وحرية ورفض للإرهاب والتطرف بكل أشكاله.
وأضاف الجبوري أن "المهرجان فرصة مهمة لنينوى لاطلاع المسؤولين في بغداد على الدمار الذي حل بالمدينة وجهود إعادة الإعمار، وذلك من أجل كسب دعم بغداد في ملف الإعمار بشكل أكبر من السابق، وكذلك هو فرصة لنقل واقع نينوى للعالم من خلال مشاركة بعض سفراء الدول العربية والأجنبية فيه".
ولفت المتحدث باسم المهرجان إلى أن الفعاليات ستتضمن مشاركة 20 موكباً راجلاً و21 موكباً متنقلاً، تعكس تاريخ نينوى وحضارتها وثقافتها العريقة، وأشار إلى مشاركة دوائر الدولة والجامعات والجماهير والنقابات والمنظمات المدنية في التحضير لأعمال المهرجان الشعبي الثقافي في الموصل، وبين أن فرقاً من وزارة الثقافة العراقية ستشارك في فعاليات المؤتمر على مسرح جامعة الموصل.
ومن صور الدعم الشعبي للمهرجان، أكد مواطنون في الموصل أن بيوتهم ومضايفهم مفتوحة لاستقبال الزائرين من المحافظات العراقية ومن السائحين الأجانب، فضلاً عن تقديم وجبات غذائية للعاملين في التحضير للمهرجان، إضافة إلى الدعم المعنوي والإعلامي عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وأكد الناشط المدني الموصلي، سعد الوزان، أن شباب الموصل أبرز الداعمين للمهرجان، وأضاف لـ"العربي الجديد": "شباب نينوى داعمون بكل الطاقات للمهرجان عبر مواقع التواصل، والتبرعات المالية، واستغلال علاقاتهم ببعض المؤسسات والتجار لتقديم الدعم والخدمة للمشاركين في المهرجان (...) المهرجان سيعكس حقيقة نينوى بأنها مدينة سلام واستقرار وفرح وكرم واستقبال للضيوف، وذلك عبر الدعوات التي وجهها الأهالي للزائرين بفتح بيوتهم وجعلها مضافات، ولا سيما أن المدينة تفتقر إلى وجود فنادق بسبب ما تعرضت له من دمار خلال السنوات الماضية".
مهرجان الربيع في الموصل ويكيبيديا
مهرجان الربيع هو مهرجان سـنوي دوري تقـيمه بلدية الموصل في العاشـر من نيـسان من كل عام احتـفالاً بـقدوم الربيع ويـستمر لثمانية أيام. وتـرافق المهرجان إقـامة المـواكب التي تـطوف شـوارع الموصل وإقـامة المعارض الفـنية والمسرحيات والعـروض الفــلكلورية والحـفلات الغـنائية والأمـاسي الشـعرية التي غـنى فيها كبار الفنانين العراقيـين والعرب ويقدمها العديد من النجوم.
التاريخ
ترجـع احـتفالات الربـيع إلى عـهد الآشـوريين الذين كانوا يقـيمون احتـفالاً بفـصل الربيع وبداية السنة الآشـورية أكيتو في نينوى حيث تقام الاحـتفالات في نـيسان وتـستمر لمـدة 12 يوماً.
بدء المـهرجان
كانت بـداية المهـرجان في عام 1969م، في عـهد المتصـرف (المـحافظ) علاء الدين البـكري الذي وافق على فـكرة المهرجان التي نـشرت في مـقالة في إحـدى الجرائد التي طرحـت فـكرة إعـادة إحياء مـهرجان كان يقام في زمن الاشـورين لاسـتقبال الربيـع وقامت بلدية الموصل بمـساعدة أهـالي المدينة والمدارس والـنقابات باطـلاق النـسخة الأولى للمـهرجان وكانت البداية لمـهرجان الربيع، وأنـيط بالفـرقة الرابعة حماية المـهرجان.
شعار المهرجان
صـمم الشـعار شيخ الخطاطين الموصليين يوسف ذنون ويمثل الشـعار زهـرة البابونج الشـهيرة التي تنتشر في الموصل والتي كان لها قدسية للآشـورين حيث استـخدمت في النقوش لتـزين الابنية والجوامع وفي وسـط الزهرة تبـرز منارة الحدباء الشـهيرة لـتمثل العمـارة الموصلية ومـكتوب تحتها «مهـرجان الربـيع بالموصل».
فعاليات المهرجان
تبدأ الـتحـضيرات لمهـرجان الربيع في شـهر آذار حيث تـقيم اللجـنة العليا المـشرفة على المهرجان ندوة نقاشية تجمع فيها الأدباء والرسامين والفنانين والنحاتين تبحث فيها الخطوات الأولى واللبنة الأساسية لإقامة المهرجان، وتـنظم بلدية الموصل المهرجان بمساعدة أهالي المدينة والأجهزة الأمنية والمدارس والدوائر والمؤسسات المهـنية وتـبدأ فـعاليات في العاشـر من نيـسان ويـضم المهرجـان فعـاليات عديدة مـنها:
- المـسرحيات والأوبريـتات التي أقـامها ممـثلون موصـليون مع طـلاب المـدارس حـيث طـرحت الـتقاليد المـوصلية بأسـلوب غـنائي جـميل ومـنها السليقة وليالي رمضان والعيد وليالي الموصل السـليقة والبناء والسوق وليلة الحـنة.
- الحـفــلات الغـنائية والتي كان يحيها نـخبة من نجوم العراق والعـرب منهم عبد الحليم حافظ وصباح فخري وهدى سلطان وسميرة توفيق وشريفة فاضل وغيرهم من النجوم وكانت تقام الحـفلات في الموصل والحضر.
- العروض الفلكلورية التي تـقدم العـروض والرقـصات الـتراثية لمخـتلف الطوائف والمناطق التي تـقدم من جميع أنحاء العراق.
- معـارض الكـتب والزهـور والأسـواق.
- المـواكب السـيارة وهي عـربات مزينة تطـوف شـوارع الموصل يصور تاريخ وتراث الموصل والعراق وشخصيات تاريخية مثل آشوربانيبال ونبوخذ نصر وسميراميس وخالد ابن الوليد وصلاح الدين الأيوبي ومواكب يصور بوابة عشتار والسبي البابلي والقدس ومواكب يصور التقاليد التراثية مثل ليلة الحنا والزواج، وكانت المواكب تسير في شـوارع الموصل القديمة وشارع نينوى ومن ثم نقلت إلى شـارع المنصة لكي تسع الحضور .