ما هي مكانة العلم والعلماء في الاسلام
ما هي مكانة العلم والعلماء في الاسلام، يختلف العلم من حيث مواضيع ووسائلها وغاياته فما كان صاحبه مخلصا لله سبحانه وتعالى ووسائله مشروعة وغاياته نبيلة فذلك العلم الذي ينفع الناس ويثاب عليه صاحبه في الآخرة وما كان دون ذلك فلا يتعد نفعه الدنيا وربما يكون وبالا على صاحبه، ذلك أن العلم شجرة مثمرة يانعة ثمارها ذللت قطوفها حلو مذاقها لا يصلها إلا مشمر ذو همة عالية وعزيمة ماضية ونفس تواقة هيهات هيهات أن ينالها كسلان خائر العزيمة منحط الهمة.
ذلك أن العلم سراج يخرج الناس من الظلمات إلى النور ومن الضلالة إلى الهداية ومن الحيرة إلى الرشد وهو أنواع منوعة، وأشرف العلم ما تعلق بمعرفة الله عزوجل وأسمائه وصفاته، فذلك يثمر في القلب من معاني الحب والإنابة والتضرع والتوكل والخوف والرجاء ما يسر النفوس ويطمئن القلوب ويقوم السلوك ما يجعل المسلم راضيا مطمئنا فرحا بما يسره شاكرا لنعم الله صابرا على ما يصيبه من البلايا والرزيا محتسبا أجره على الله.
ومن مزية العلم أن الله عزوجل أثنى على العلماء فقال «إنما يخشى الله من عباده العلماء» فقصر خشيته على العلماء حيث أن الانسان كلما ازداد علما بعظمة الله عزوجل ومدى إحاطته بخلقه وقدرته عليهم وعظيم سلطانه، في مقابل عجز وضعف البشر وقلة حيلتهم فهذه الأمور تزيد من خشية المولى عز وجل وتعظيمه. وقرن الله عز وجل شهادته وشهادة ملائكته بشهادة العلماء فقال «شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط» .
- سهل العلم التواصل الانساني وتبادل المعلومة من خلال الوسائل الحديثة كالهاتف والانترنيت فغدا العالم كالقرية الصغيرة، وكذلك التكنولوجيا سهلت تدوين العلم وتدويله عن طريق المطابع والمواقع الالكترونية
وجاء في الحديث النبوي أن العلماء ورثة الأنبياء ورثة صفوة البشر في العلم، فيالها من مفخرة ومكرمة، ومن فضائل العلم أن الكائنات تستغفر لمعلم الناس الخير حتى النملة في جحرها والحوت في البحر كما جاء في الحديث، والعلم يفضل على المال حيث أن المال ينقص بالإنفاق والعلم يزيد بالإنفاق والمال يحتاج صاحبه إلى حراسته على عكس العلم يحرس صاحبه من الجهل والخرافات والمهالك.
والعلم شرط لنهضة الحضارات والأمم من خلال استغلال الثروات الطبيعية وتثمينها والعلم مكن من معرفة مكونات وأجزاء الذرة وما دونها وكذلك الخلية ومكوناتها ونظامها وبفضل العلم تم اخترع التلسكوب الذي مكن من فهم أكثر للكون والتعرف على المجرات ونجومها وتحديد أبعادها ومميزاتها وفي مجال الطاقة تم اكتشاف النفط والغاز اللذان يعدان من أهم مصادر الطاقة. والعلم في مجال الطب ساعد الإنسانية في التغلب على أمراض كانت تفتك بالشعوب والامم.
سهل العلم التواصل الانساني وتبادل المعلومة من خلال الوسائل الحديثة كالهاتف والانترنيت فغدا العالم كالقرية الصغيرة، وكذلك التكنولوجيا سهلت تدوين العلم وتدويله عن طريق المطابع والمواقع الالكترونية، فهذه الأمور إن دلت على شيء فإنما تدل على أهمية ومكانة العلم والعلماء في نهضة الشعوب والامم وتسهيل حياة الإنسان.
ما هي مكانة العلم والعلماء في الاسلام
العلم والعلماء لهم مكانة كبيرة ومهمة في الإسلام، ويعتبرون أحد أهم أسس الحضارة الإسلامية. فالإسلام يحث على التفكر والتدبر والبحث في آيات الله وآثار الأنبياء والصالحين، ويعتبر العلم سبيلًا لتحقيق ذلك.
وقد أمر الله في القرآن الكريم بالاقتداء بالعلماء الذين يحملون العلم ويدرسونه، حيث يقول الله تعالى: "فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ"، وقال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ".
وتعتبر العلوم والمعارف في الإسلام من الأمور المقدسة، وتدرس في المدارس والجامعات الإسلامية، وتُنشر وتُرجم إلى اللغات المختلفة لتعم الفائدة. كما أن العلماء في الإسلام لديهم مكانة عالية في المجتمع، حيث يعتبرون من القادة الروحيين والمرشدين الفكريين والاجتماعيين، ويتم تكريمهم وتقديرهم بشكل كبير.
وقد ساهم العلماء المسلمون في العصور الذهبية للحضارة الإسلامية في العديد من المجالات العلمية، مثل الرياضيات والفلك والطب والفلسفة والتاريخ والأدب، وأثروا على العالم بأعمالهم ومنجزاتهم، وما زالوا محل تقدير واحترام كبيرين حتى يومنا هذا.
العلم هو النور الذي يُخرج الناس من الظلمات، وهو الوسيلة لبناء المجتمع والارتقاء به، كما أنّ فوائد العلم وأهميته لا تنحصر فقط في أمور الفرد الحياتية وفي صناعة التقدّم للأمم، إنّما للعلم فوائد عديدة في الإسلام، فقد حث الرسول عليه الصلاة والسلام على العلم لما له من نفع في الدارين الدنيا والآخرة، فهو يرفع من شأن المؤمن عند الله وعند الناس، وقد نبّه الرسول عليه الصلاة والسلام من ضياع العلم وأكّد على أهميته؛ حيثُ إنّ ضياعه يعني ضياع الأمم، ويعد العلم نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى التي أنعم بها على عباده، ففيه الخير والهداية والرفعة والبركة، ولأهمّيّة العلم افتتح الله سبحانه وتعالى كتابه العزيز به، فكان أول ما نزل على الرسول الكريم قوله تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ).
وبالنظر إلى المجتمعات التي ينتشر فيها العلم، فإنّه يُلاحَظ أنّها مجتمعات مرموقة ومتطوّرة، وتعامل الأفراد فيها بين بعضهم البعض، كما تسود فيها الراحة والطمأنينة، في حين نرى المجتمع الذي ينتشر فيه الجهل مُجتَمِعاً يكثر فيه الاضطراب والكراهية بين أفراده، ولأهمية العلم منح الله تعالى لمكتسبيه (العلماء) مكانة مرموقة، ورفع من قدرهم في الدارَين، ومنحهم مكانةً عظيمة في كتابه الكريم، ومن الآيات التي كرّم الله بها العلماء عن غيرهم قوله تعالى: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ)، فالعلماء هم ورثة الانبياء، ولا بد من احترامهم وتوقيرهم كما كان يفعل الرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه، كما يجب طلب العلم والتعلُّم على أيديهم، والتأدُّب معهم وبينهم.