أسعار العملات

دولار / شيكل 3.29
دينار / شيكل 4.64
جنيه مصري / شيكل 0.21
ريال سعودي / شيكل 0.88
يورو / شيكل 3.92
حالة الطقس

القدس / فلسطين

الجمعة 20.24 C

الدور الدبلوماسي للجزائر على الساحة الدولية

الدور الدبلوماسي للجزائر على الساحة الدولية

الدور الدبلوماسي للجزائر على الساحة الدولية

طباعة تكبير الخط تصغير الخط

الدور الدبلوماسي للجزائر على الساحة الدولية، تعمل الدبلوماسية الجزائرية على إعادة تفعيل دورها الفعال، كقوة اقتراح في النزاعات الدولية الإقليمية، حيال القضايا العادلة في العالم، وفق مبادئ ثابتة ومنبثقة من تحت غطاء الأمم المتحدة، القائمة أساسا على حق الشعوب في تقرير مصيرها، العمل على تصفية الاستعمار، بانتهاج مقاربة الحلول السلمية في حل الازمات مع دعم المبادرات والجهود الرامية لإحلال الامن والسلام، في ظل الأوضاع الأمنية المتوترة في الإقليم وكل التغيرات السياسية والاقتصادية العالمية.

الدور الدبلوماسي للجزائر على الساحة الدولية

 القمة العربية رهان “لم الشمل”

  رمت الجهود الجزائرية الحثيثة والدؤوبة من أجل وحدة الصف العربي وتعزيز العمل العربي المشترك، حيث سعت الجزائر إلى العودة لدورها الريادي والمحوري، باعتبارها ركيزة أساسية للحفاظ على الأمن القومي العربي والقيام بدور فاعل ومؤثر في كل القضايا العربية والإقليمية، وخصوصا انها نجحت في كسر الركود الذي أجتاح البيت العربي منذ 2019.

إن نجاح القمة العربية في دورتها 31، والمنعقدة في الفاتح من نوفمبر بالجزائر، شكلت هي الأخرى لبنة جديدة، للدبلوماسية الجزائرية التي تسعى دائما نحو تفعيل العمل العربي المشترك، والتي وصفت على انها من أكثر القمم العربية نجاحا وتنسيقا وترتيبا، خصوصا بعد إنبثاق وثيقة ” إعلان الجزائر” التي نجحت في توحيد صف الفصائل والقوى الفلسطينية المتناحرة منذ 15 عاما، هذا الإعلان الذي أكد حنكة الدبلوماسية الجزائرية وسياستها الرشيدة في معالجة القضايا الحساسة.

إلى جانب السعي الجزائري، لبناء إقتصاد عربي منيع لتجسيد العمل العربي المشترك على كافة المستويات بقيادة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الساحة في فترة سابقة، خصوصا و أن الوقت مناسب للدول العربية للعودة بقوة في ظل امتلاكها ورقة مهمة وهي الطاقة.

الجزائر تعمل دائما على أن تكون الطرف الثالث في النزاعات الدولية

أكد البروفيسور في العلوم السياسية عبد اللطيف بوروبي، في تصريح خص به الشبكة الجزائرية للأخبار، أن الدبلوماسية الجزائرية تقوم على آليات، تكمن في عدم العدم التدخل في شؤون الدول او التحالف ضدها، هي مبادئ أساسية يقوم عليها التعاون الدولي تتسم بالعلاقات الودية السلمية. 

وأضاف محدثنا، ان الحالة الطبيعية للدبلوماسية الجزائرية في تطور مستمر، خاصة وهي تعمل بشكل دائم على تفعيل دورها في محيطها الإقليمي وحتى الدولي، حيث تبادر دوما على طرح مقاربة وفق ثلاث محددات رئيسية، أوها على ان تكون الجزائر دوما الطرف الثالث في حل النزاعات وفق مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، كما كان الحال في مالي وليبيا وحاليا السودان ودول أخرى، ملتزمة الوقوف في نفس المسافة مع الأطراف المتنازعة.

كما نوه الاستاذ عبد اللطيف بوروبي ، على تفعيل وساطة الدبلوماسية بحلول سلمية للعودة إلى الاستقرار السياسي والتنمية،  ورفضها لكل الحلول و التدخلات العسكرية، نظرا لعدم نجاعة الطريقة  السالفة الذكر في العديد من الدول العربية، كالعراق وسوريا، ليبيا و كذا لبنان، ثالث آلية للدبلوماسية الجزائرية هي  الشرعية الدولية، وفق مبادئ الهيئات الدولية التي تنتمي إليها  “الأمم المتحدة و الإتحاد   الإفريقي و الجامعة العربية” مؤكدا محدثنا على أن التفكير الجزائري تجاوز البعد الإقليمي إلى الدولي، حيث يمكن أن تكون الجزائر طرفا مهما في حل الازمة الاكرانية الروسية.

نجاحات الدبلوماسية الجزائرية السابقة جعل منها وسيط لمبادرات إستثنائية

في تصريح من المحلل السياسي رضوان بوهيدل، خص به الشبكة الجزائرية للاخبار، أكد فيه على ريادة الدبلوماسية الجزائرية، في حل النزاعات الدولية  خصوصا في القارة الإفريقية، حيث تحظى المبادرات و الوساطة الجزائرية  لحل النزاعات سواءا الثنائية أو الدولية، بموافقة و إجماع دولي، مشيرا إلى سمة الحياد الإيجابي الدي تتعامل به الدبلوماسية الجزائرية إزاء القضايا و الازمات مثلما حصل في الصراع بين إيريتيريا و إثيوبيا، العرق و إيران، أزمة الرهائن الأمريكان في إيران، الوساطة الجزائرية في كل من مالي و ليبيا، و مؤخرا المبادرة الجزائرية باسم الدول العربية لحل الازمة الأكرانية الروسية، نتيجة الصمعة و النجاحات المتتالية للدبلوماسية الجزائرية جعل منها وسيط لمبادرات لم تطرح من قبل، و خير دليل المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، و لقاء الخامس من جويلية بين محمود عباس وإسماعيل هنية.

الجزائر والعودة السورية للحضن العربي

خلال الحرب الأهلية في سوريا، حافظت الجزائر على العلاقات الدبلوماسية مع الشقيقة السورية وعارضت أي خطة لتسليح المعارضة،حيث اعتبر البعض أن الجزائر هي مفتاح السلام في سوريا ولأن الجزائر واجهت أيضاً حرباً أهلية مدمرة ضد الفصائل الإسلامية في التسعينيات، والتي يعرفها الجزائريون بـ “العشرية السوداء “، ينظر الجزائريون إلى سوريا بتضامن ويعتزمون استعادة السلام وكذلك ترسيخ شعور بالمصالحة الوطنية، لذا اختاروا لدعم الحكومة السورية بهدوء.

هذا وإستقبلت الجزائر ما يقرب من 2000 لاجئ سوري فارون من بلادهم. معظم السوريين في الجزائر يعملون الآن في شركات صغيرة ومتوسطة.

المساندة الجزائرية لسوريا كانت واضحة منذ بداية الازمة

في تصريح من الكاتب و المحلل السياسي للشبكة الجزائرية للاخبار، أكد ان الدبلوماسية الجزائرية تتميز منذ بداياتها لفعالية كبيرة و مروتة قوية، على المستوى العالمي العربين حيث شاركت الجزائر في اغلب النزاعات العربية بدبلوماسيتها، و عملت جاهدة على تقريب وجهات النظر بين الدول العربية، ناهيك عن جهودها من أجل تجديد النظام الإقليمي العربي المشترك،  و كانت بصمتها واضحة مع الشقيقة سوريا منذ عام 2011، عندما اكدت على ضرورة تبني مقاربة سياسية واضحة، مع الازمة السورية و مواصلة التعاوني العربي معها دون التوجه إلى تسليط حسابات كالتي لجات إليها العديد من الدول العربية،  من خلال تعليق عضوية الجمهورية السورية في جامعة الدول العربية.

 وأضاف محدثنا، الأستاذ إدريس عطية، ان الموقف الجزائري كان واضحا وقويا منذ البداية مع الازمة السورية، لطلبه الدائم بعدم حرمان سوريا المشاركة في الإطار العربي ككل، وهو ما تجلي من خلال الزيارات السابقة لمسؤولين جزائريين إلى سوريا، مع التحرك الجزائري الدائم في المنظومة الدولية لإنصاف البلد الشقيق وحماية الشعب السوري.

ونوه إدريس عطية، إلى مجهودات الجزائرية في القمة العربية الأخيرة ومرافعتها لصالح القضية السورية، وتاكيدها الدائم على ضرورة عودة سوريا إلى مكانتها الطبيعية، وهو ما دفع بالعديد من الدول العربية خاصة الخليجية منها، إلى إعادة تطبيع العلاقات مجددا مع سوريا، وذلك بفتح سفاراتها في دمشق، من خلال الزيارات المتبادلة العربية السورية الأخيرة.الدبلوماسية الإقتصادية الجزائرية بعد إستراتيجي لتفعيل العلاقات الجزائرية الدولية

تشهد الدبلوماسية الاقتصادية للجزائر حركية جديدة مسايرة لمتغيرات النظام الدولي، ساعية بذلك لاستعادة ثقلها الدبلوماسي الإقليمي و الدولي، ضمن الالتزامات 54 التي تضمنها البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الذي أكد بدوره على أن العمل على عودة الجزائر إلى الساحة الدولية و خاصة الإفريقية  ويندرج ضمن أولوياته لنيل حصتها التي تستحقها من الحضور على المستوى الإفريقي و الدولي سياسيا واقتصاديا.

الدبلوماسية الجزائرية تحولت من شراكات إلى مرحلة التكامل الإستراتيجي

في تصريح من الخبير والمحلل الأستاذ محمد الشريف ضروي، للشبكة الجزائرية للاخبار، أكد أن الدبلوماسية الاقتصادية الجزائرية خلال السنتين الاخيرتين، تسير في منحى تصاعدي بشكل ملحوظ، و هو ما انعكس بالإيجاب و مباشرة على العلاقات السياسية الثنائية و الدولية للجزائر، خاصة الإفريقية و المتوسطية و العربية على وجه الخصوص.

 واضاف محدثنا محمد الشريف ضروي، أن الدبلوماسية الاقتصادية الجزائرية اليوم، تعيش فترة تصنيفات مختلفة، أولها “الديبلوماسية الاقتصادية الثنائية”، مع العديد من الدول و الأطراف على غرار علاقتها مع تونس من خلال إمضاء 28 اتفاقية، و كذا علاقتها مع دولة موريتانيا و التي تجلت في بعث معبر حدودي رئيسي للنقل و اللوجستيك بين الدولتين، و الذي يعتبر شريان إقتصادي جزائري موريتاني، إضافة إلى العديد من الدول الأخرى على راسها مالي.وصرح لنا، محمد الشريف ضروري، إلى الديبلوماسية الاقتصادية الجزائرية في تصنيفها الدولي، حيث تطرق على الشراكات الجزائرية الصينية، من خلال العديد من العقود وأهمها إمضاء الاتفاقية الخماسية، مشيرا في ذات السياق، إلى التصنبف الأعلى للعقود التي تمت مع الشريك الإيطالي، والتي وصفت بالإستراتيجية، أو ” وصولها لمرحلة “التكامل الإستراتيجي الجزائري الإيطالي” من خلال مشاريع تنموية كبرى، إنعكست بدورها على خلق تقارب في الرؤى، فيما يخص القضايا الدولية الإقليمية.

في تصنيف آخر، تحدث المحلل الإستراتيجي محمد الشريف ضروي، عن المستوى الثاني من العلاقات الجزائرية ما يسمى ب  “ديبلوماسية المنظمات ،التي تجلت عندما تحركت الجزائر في العديد من المنظمات الدولية و الإقليمية، لتفعيل دورها الاقتصادي خاصة  عند إعلانها على العديد من المشاريع ضمن منظمة الإتحاد الإفريقي، فيما يتعلق بأجندة تنمية قارة  إفريقيا حتى 2063، إضافة للعديد من المشاريع الكبرى الاقتصادية الخاصة بالبنية التحتية لتحقيق الامن الغذائي، و إزالة الحواجز الجمركية ، تفعيل صندوق النقد العربي، مشاريع نوه محدثنا تدخل في إطار التعاون المنظماتي  بين الجزائر و الدول العربية.في ذات الشأن، تطرق محدثنا عن التصنيف الثالث للدبلوماسية الجزائرية الإنسانية، من خلال إعلان رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون،  عن تخصيص 1 مليار دولار لتنمية المشاريع الإفريقية، تحت إشراف الوكالة الجزائرية للتضامن الدولي، قائلا محمد الشريف ضروي أنها تجاوزت الدبلوماسية الاقتصادية إلى الدبلوماسية الاقتصادية الإنسانية، مؤكدا انه مشروع يخاطب الشعوب الإفريقية، اعتبارا ان التنمية الحقيقية للمشاريع الخاصة في الدول الفقيرة الإفريقية، هو ” لغة الجزائر ” بشكل مباشر إفريقيا، بصفتها تبحث مؤخرا على التمدد و التوسع  داخل عمقها الإفريقي كإستراتيجية  و مقاربة للدولة الجزائرية في الحاضر و قادم الأيام و على المدى المتوسط و الطويل.

اقرأ أيضا