من هو النبي الملقب بروح الله
من هو النبي الملقب بروح الله، أرسل الله سبحانه وتعالى الأنبياء والرسل لينذروا أقوامهم ويهدوهم للطريق الصحيح، بتوحيد الله تعالى وعدم الإشراك به، وقد كان لكلّ نبي من الأنبياء معجزة تؤيد رسالته أمام قومه، وقد أُطلق على بعض الأنبياء ألقابًا، ومن ضمنهم النبي الملقب بروح الله، وعبر هذا المقال سوف نتحدث عن النبي الملقب بروح الله.
من هو النبي الملقب بروح الله
أُضيف ذكر الله إلى جانب لقب النبي الملقب بروح الله للدلالة على علو مكانة هذا النبي، والشرف الذي يناله، وقد نفخ روح القدس جبريل عليه السلام في مريم فحملت بإذن الله تعالى، وقد أوحى الله تعالى إلى السيدة مريم بالبشارة بهذا النبي، ومن أجل ذلك ميزّ الله تعالى هذا النبي عن سائر الأنبياء، وسائر عباده، وقد سُميّ النفخ روحًا لأنّه ريح يخرج من الروح، وأضافه الله تعالى لِنفسه لأنّه بأمره جلّ وعلا، وبهذا فإنّ النّبي المُلقب بروح الله هو:
- عيسى عليه السلام.
نبي الله عيسى عليه السلام
بشرت الملائكة مريم باصطفاء الله لها دونًا عن نساء العالمين، ويتضّح ذلك في قوله تعالى: “وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ”، ثمّ بشرتها الملائكة بأنّ الله تعالى سيهبها ولدًا يُخلق بكلمة منه بقوله كن فيكون، وهو المسيح عيسى ابن مريم، وبُشرّت بأنّه سيكون وجيهًا في الدنيا والآخرة، ورسولًا إلى بني إسرائيل، يُعلمهم الكتاب والحكمة، والتوراة والإنجيل، وأعطاه الله العديد من المعجزات والصفات التي لم يتصّف بها أحدُُ غيره.
رسالة عيسى عليه السلام
يُعدّ سيدنا عيسى عليه السلام من أكثر الأنبياء الذي أيدّهم الله تعالى بالمعجزات لِينذروا أقوامهم، فقد أرسله الله تعالى لِيُكمل الرسالات النبوية التي سبقه بها الأنبياء والرسل من قبله، والتي تدعو جميعها لتوحيد الله تعالى وعدم الإشراك به أبدًا، وقد كان عليه الصلاة والسلام من أولي العزم من الرسل، وقد كانت رسالته لبني إسرائيل بألّا يُشركوا بالله شيئا، ويُطيعوا الله، ويعبدوه حق عبادته، ويتوبوا عن المعاصي والذنوب، والآثام، ويتبعوا ما أنزله الله تعالى عليهم في كتابه الإنجيل.
رفع عيسى عليه السلام
افترى بنو إسرائيل على السيدة مريم الكذب، وزعموا بأنّهم قتلوا سيدنا عيسى، والحقيقة أنّهم لم يقتلوه وإنمّا هُيئ لهم هذا الأمر، وقد رفعه الله تعالى إليه، وجعل رجلًا يُشبهه مكانه ليعتقدوا بأنّهم قتلوه، وقد ورد ذكر ذلك في قوله تعالى: “وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا ﴿١٥٦﴾ وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّـهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ”[4]، وقد كان بنو إسرائيل ينوون حقًا قتل نبي الله عيسى، وقد وصفوه بالدجل والشعوذة، وحاولوا تسليمه للرومان ليقتلوه إلا أنّ الله خيبّ آمالهم ورفعه إليه دون أن يمسه سوء.