ما عَلامَةُ مَكانِ اللقاءِ بينَ موسَى –عليه السلام- والعبدِ الصّالِحِ؟
ما عَلامَةُ مَكانِ اللقاءِ بينَ موسَى –عليه السلام- والعبدِ الصّالِحِ؟،وردت الجملة (مجمع البحرين) في القرآن الكريم في رحلة سيّدنا موسى عليه السلام للبحث عن شخص يُدعى الخضر عليه السلام (اختلف العلماء في كونه نبيّاً أوعبداً صالح أو ولياً من أولياء الله)، وسبب بحثه عنه أمرٌ من الله نزل على سيّدنا موسى عندما كان يخطب ببني إسرائيل، فسأله أحد الحضور فيما إذا كان هناك من هو أعلم منه (يعني سيّدنا موسى)، فأجاب موسى عليه السلام:لا، حسب ظنّه بأنّ لا أحد أعلم منه.
ما عَلامَةُ مَكانِ اللقاءِ بينَ موسَى –عليه السلام- والعبدِ الصّالِحِ؟
اختلف العلماء في المكان الذي التقى فيه موسى -عليه السلام- بالخضر على ثلاثة أقوال، وهي كما يأتي:
- مجمع البحرين، وهو المكان الذي يلتقي فيه بحر فارس شرقاً وبحر الروم غرباً وهو قول قتادة وغيره، وذهب محمد القرظي إلى أنّ مجمع البحرين في بلاد المغرب عند طنجة.
- مجمع البحرين يقع في إفريقية وهو قول أبيّ بن كعب، أو في طنجة وهو قول محمد بن كعب، أو هما نهرا الكرّ والرسّ الّذَين يصبّان في البحر وهو قول السّديّ.
- مجمع البحرين هما بحر الروم وهو البحر الأبيض، وبحر القلزم وهو البحر الأحمر وتُدعى المنطقة التي يلتقيان فيها بالبحيرات المرّة وبحيرة التمساح، أو أنّ مجمع البحرين في البحر الأحمر في المكان الذي يلتقي فيه خليج العقبة مع خليج السويس لأنّ بني إسرائيل عندما غادروا مصر استقرّوا في هذه المنطقة التي شهدت تاريخهم وهذا قول سيد قطب صاحب كتاب ظلال القرآن.
العبر المستفادة من قصّة موسى مع الخضر
هناك العديد من الدروس المستفادة من قصّة موسى -عليه السلام- والخضر، ومنها ما يأتي:
- الحرص على طلب العلم والاستزادة منه والرحلة إليه، وتحمّل المشاقّ والصعاب في سبيل تحصيله، والسعي للقاء العلماء، ومجالستهم باحترام وأدب.
- الحرص على عدم نسبة الأمور المكروهة كالنسيان إلى الله -تعالى- تنزيهاً له وتأدّباً معه، حتّى وإن كان مُقدّراً منه، وضبط النفس على تَقبُّل عذر الناسي تجمُّلاً بالأخلاق العالية لا سيّما أنّ النسيان قد ورد في حقّ الأنبياء -عليهم السلام-.
- الحرص على تقديم مشيئة الله -تعالى- على كلّ ما ينوي العبد القيام به بقول: "إن شاء الله".
- مشروعية الإفصاح عن التعب والشعور بالألم والمرض ونحوهما على ألّا يُرافق ذلك ما فيه تسخُّط وعدم رضا بالقضاء والقدر.
- مشروعيّة طلب الضيافة والطعام حال الحاجة ولا مذمّة في ذلك، والحرص على عدم ترك فعل الخير والإحسان في حقّ مَن اتّصف بالبخل و اللئم في التعامل.
- مشروعية إلحاق الضرر والتعييب بمال الغير إن كان خياراً لِتفويت ما هو أشدّ منه ضرراً.
- مشروعية التّزوّد بالطعام والشراب حال السفر حيث أنّ ذلك لا يتصادم مع عقيدة التوكّل.
- تواضع التلميذ لِمعلّمه حال كونه أكثر أو أقل مرتبة منه، وإفصاح المعلّم لِتلميذه حال امتناعه عن تعليمه ما يُخشى عليه في عدم تحمّله.
- سعي العبد إلى كلّ ما فيه مرضاة الله -تعالى- من طلب علم ونحوه، كما ويُؤمّن لنفسه الإعانة والقوّة؛ فلا يَحلّ عليه التعب والإعياء سريعاً.
- توجّه المسكين إلى عمل معيّن أو امتلاكه شيئاً يكسب منه رزقه الذي لا يكفي لسدّ احتياجاته لا يُخرجه من دائرة المسكنة.
- الجرأة في قول الحقّ وإنكار المنكر كما فعل موسى -عليه السلام- بإنكار أفعال الخضر ظنّاً منه أنّها منكرة.
- قصّة موسى -عليه السلام- لم تُذكَر في القرآن الكريم فحسب، إنّما في الأحاديث النبويّة الصحيحة التي احتوت على معلومات إضافية أيضاً.
- ارتكاب المرء جرماً معيّناً في حقّ مَن أحسن إليه يجعل جرمه أكثر سوءاً.
- جواز حفظ المال وتوفيره في حقّ المسلم بشرط عدم التساهل في إخراج زكاته.