أسعار العملات

دولار / شيكل 3.29
دينار / شيكل 4.64
جنيه مصري / شيكل 0.21
ريال سعودي / شيكل 0.88
يورو / شيكل 3.92
حالة الطقس

القدس / فلسطين

الاثنين 20.24 C

ما معنى ان شانئك هو الابتر

ما معنى ان شانئك هو الابتر

ما معنى ان شانئك هو الابتر

طباعة تكبير الخط تصغير الخط

ما معنى ان شانئك هو الابتر، تعدّ سورة الكوثر من أصغر سور القرآن الكريم؛ إذ يبلغ عدد آياتها ثلاث آيات وعدد كلماتها عشر كلمات، وهي سورةٌ مكيّةٌ وقيل إنّها مدنيّة، وأمّا من حيث ترتيبها في القرآن الكريم فهي السورة الـ 108؛ إذ تقع بعد سورة الماعون وقبل سورة الكافرون، وقد نزلت بعد سورة العاديات وقبل سورة التكاثر فهي بذلك السورة الخامسة عشر من حيث التنزيل، وتقع سورة الكوثر في الجزء الأخير من القرآن الكريم أي في الجزء الثلاثين وهو جزء عمّ، وهي من السور التي لا تحتوي على سجدة.

ما معنى ان شانئك هو الابتر

وهي من السّور التي لا تحتوي على لفظ كما لا تحتوي على لفظ الجلالة أيضًا، وقد بدأتِ سورة الكوثر بأسلوب التوكيد المتمثِل بحرف التوكيد: إنَّ، والكوثر المذكور بالسورة هو أحد أنهار الجنّة، وقد سُميت السورة باسمه، ومن بين آيات السورة قول الله تعالى: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ}، وفيما يأتي وقفةٌ تفصيليةٌ مع شرحها وتفسيرها حسب أقوال أهل العلم والتأويل وبيان إعرابها والثمرات المستفادة منها.

معنى آية: إن شانئك هو الأبتر

لقد أمر الله -تعالى- عباده بالتدبّر في معاني آيات القرآن الكريم للتّعرُّف على أساس عقيدتهم وبيان أصول عباداتهم، كما أمرهم بذلك؛ لمعرفة قصص الأنبياء والرّسل وما تعرّضوا له من أذيّةٍ من الكفار والمشركين، والاعتبار بقصص مَن سبقهم من الأمم بما يفيدهم في دنياهم ويجعلهم على الطريق المستقيم الذي يرتضيه الله لعباده، ومن بين سور القرآن الكريم وآياته كانت سورة الكوثر، وستقف المقال مع تفسير إحدى آياتها وهي قول الله تعالى في سورة الكوثر: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ}،

وممّا جاء في تفسير آية: إن شانئك هو الأبتر على ألسنة أهل العلم والتأويل: أنّ الله تعالى يوجّه حديثه للنبيّ محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- ويقول له: إنّ شانئك؛ أي: عدوّك أو كارهك أيًّا كان يا محمّد -عليه الصلاة والسلام- هو الأبتر؛ وقيل بمعني الأبتر أي: الأذلُّ بين الناس والأقل قيمة بينهم والمنقطع دابره لا عقب له، وقال ابن عبَّاس المقصود بالأبتر هو العاص بن وائل وإلى ذلك ذهب سعيد بن جبير، أي أنَّ العاص بن وائل قد انبتر من عشيرته وقومه.

وقد ذهب ابن زيد إلى أنَّ رجلًا قال محمدٌ أبتر والمقصود بالأبتر عندهم أي الرّجل الذي لا ولد له، وقيل إنَّها قد نزلت في عقبة بن أبي معيط، وذهب آخرون إلى أنَّ المقصود هم جماعةٌ من قريش وليس شخصًا بمفرده، ويُذكر أنَّه لما أوحى الله إلى رسوله -عليه الصلاة والسلام- قالت قريش ذاك محمدٌ قد بتر منا، فنزلت الآية لتخبر النبي -عليه الصلاة والسلام- وتُواسيه بأنَّ شانئك هو الأبتر.

وجاء في تفسير البغويّ أيضًا أنّ الأبتر هو الشخص المنقطع من كل خير،[مرجع] ومّما جاء في تفسير آية: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ}، من سورة الكوثر ما قاله أحد المفسّرين إنّها بشارةٌ من الله -تعالى- لنبيّه محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- وسكينةٌ لقلبه بعد ما قال فيه المشركون بأنّه أبتر فجاءت الآية بأنّ مَن يكرهك يا محمّد هو الأبتر، كما جاء في نفس السّورة ما يُقابل البتر وهو الكوثر الذي فيه الخير الكثير، وقيل أنّ الأبتر هو المنقطع من الولد والنسل والمنقطع من الذِّكر الحسن والمنقطع عن كل خير، وقيل أيضًا بأنّ ليس المقصود من الأبتر منقطع النسل لأنّ مَن نزلت بهم الآية لهم أولاد، ولكنَّ المقصود هو المنقطع عن كل خيرٍ في الآخرة وذلك أشدّ وأعظم، والله في ذلك جميعه هو أعلى وأعلم.

ما هو سبب نزول آية: إن شانئك هو الأبتر؟

بعد شرح آية: إن شانئك هو الأبتر من سورة الكوثر وبيان المقصود منها لا بدّ من الوقوف عند سبب نزولها، وبمَن نزلت ولماذا نزلت، وقد جاء في سبب نزولها أنّ بعض المشركين والكفّار سخروا من وفاة قاسم بن النبيّ محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- وكانوا على أملٍ بأن لن يكون للنبي أولادٌ فيما بعد، ونعتوه بالأبتر؛ أي منقطع النسل، وذلك فرحًا منهم بأّنه لن يكون له ذكرٌ بعد وفاته؛ فأنزل الله تعالى آية: إن شانئك هو الأبتر لإبعاد الهم والحزن عن النبيّ عليه الصلاة والسلام، ولكن الاختلاف كان يدور حول الشخص الذي قام بالاستهزاء من النبيّ -عليه الصلاة والسلام- ووصفه بالأبتر، فقد قيل إنّه العاص بن وائل، وقد قيل إنّه عقبة بن أبي معيط، وقد قيل إنّه كعب بن الأشرف وبعض قريش.

وقد قال ابن عبّاس -رضي الله عنهما- في ذلك أنه لمّا قدِم كعب بن الأشرف مكّة قالت له قريش: أنت خير أهل المدينة وسيّدهم، فقال: نعم، فقالوا: ألا ترى إلى هذا الصنبر المنبتر من قومه يزعمُ أنّه خيرٌ منّا، ونحن أهل الحجيج وأهل السدانةِ؟ قال: أنتم خيرٌ منه، وقيل قد نزلت بأبي لهب؛ حيث يعد وفاة أحد أبناء رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وصف أبو لهب النبيّ بالأبتر، ومنهم مَن قال أبو جهل، ولكن عمومًا فإن الآية قد تقصد جميع مَن ذُكِر وجميع مَن وصف الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- بالأبتر، وفي ذلك بيان سبب نزول الآية الكريمة، والله تعالى في ذلك جميعه هو أعلى وأعلم.

معاني المفردات في آية: إن شانئك هو الأبتر

بماذا يفيد معرفة معاني الآية؟ بعد شرح آية: إن شانئك هو الأبتر عمومًا، لا بدّ من شرح مفرداتها بشكلٍ تفصيليٍّ وذلك بحسب ما وردت في المعجم اللغويّ؛ لفهم المعاني المتنوّعة للكلمة الواحدة وذلك حسب السياق الذي وقعت فيه الكلمة، وفيما يأتي بيان معاني المفردات في آية: إن شانئك هو الأبتر:

  • شانئك: الشانئ هو العدو الذي يكره الإنسان ويُبغضه ويعمل على تجنبه والتشانؤ هو الكره والتباغض.

  • الأبتر: على وزن أفعل من المصدر مبتور أي مقطوع.[٨]

إعراب آية: إن شانئك هو الأبتر كيف يتم إعراب هذه الآية؟ الإعراب هو الساعد الأيمن للتفسير إذ لا يصح من جونه؛ لأنَّه بشكلٍ مختصرٍ هو علم أحوال الكلمة وتهديد هويتها، فلا بدَّ للمفسر من إحاطته بذلك العلم على وجه الخصوص جملةً وتفصيلًا حتى لا يكون هناك لغطٌ بالتفسير، وستقف هذه الفقرة مع إعراب قول الله تعالى: إنَّ شانئك هو الأبتر:

  • شانئك: اسم إنَّ منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، والكاف ضمير متصل في محل جر بالإضافة.

  • الأبتر: خبر إنَّ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وجملة إنَّ شانئك هو الأبتر استئنافية لا محلَّ لها من الإعراب.

الثمرات المستفادة من آية: إن شانئك هو الأبتر

هل هناك دروس وعبر من هذه الآية؟ إنَّ القرآن الكريم هو أعظم ما يتأمل به العبد في الحياة الدُّنيا؛ حتى يسير على الطَّريق الصحيح ويعلم القصد من وراء آيات كتاب الله، وقد اجتهد المفسرون في محاولة الوصول إلى الثمرات المستفاد من آيات ذكره الحكم، وستقف هذه الفقرة مع الثمرات المستفادة من آية: إن شانئك هو الأبتر، وفيما يأتي سيكون ذلك:

  • تسلية الله -تعالى- لرسوله محمد -صلى الله عليه وسلم- واضحةٌ في هذه الآية الكريمة، فجاء كلام الله تعالى من فوق سبع سماوات؛ ليرفع عنه الهموم والأحزان التي ستورثها هذه الكلمة في صدره، ودفاعٌ من الله -عز وجل- عن حبييه محمد عليه الصلاة والسلام.

  • بيان مدى محبّة ومكانة الرسول -صلى الله عليه وسلّم- عند الله تعالى، فمن أراد أن يحبّه اللهُ تعالى فلا بدّ أن يحترم ويقدّر رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وأن يتّبع سنّته ويكثر من ذكره، وأن يبتعد عن ذكره بما لا يحب الله تعالى، وألّا يشتمه أو يذكره بالسوء، فذلك كلّه ليس من صفات المؤمن بل على العكس؛ فهي من صفات المشرِك والموغِل في الكفر بالله تعالى وأنبيائه.

  • المبغض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- له عقابٌ شديدٌ في الدنيا والآخرة؛ فسيقطع الله تعالى عنه الخير في الدنيا سواء كان ذلك بقطع نسلهم فلا يبقى لهم ذكرٌ بعد مماتهم، أو يمنع شتّى أنواع الخير عنهم في الدنيا، وسيقطع الخير عنهم في الآخرة وذلك من أشدّ أنواع العقاب، كما فإنّ الله تعالى سيبتر قلب كلّ كارهٍ للرسول صلى الله عليه وسلّم؛ فلا يعرف الخير من الشرّ، ولا يُرشَد إلى طريق الإيمان ومحبّة الرسل، ولا يستعمله الله في طاعته.

  • البغض الذي يحمله الكفّار والمشركون الباغضون لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- في قلوبهم لم يضرّه، بل سيعود بالضرر عليهم، وستمتلئ قلوبهم بالحقد والضغينة،

وسيصدر عنهم أفعال إن كانت تعبّر عن شيءٍ فلن تعبّر إلا عن غيظهم وشدّة إلحادهم وغرقهم بالمعاصي والآثام.

اقرأ أيضا