كنية حذيفة بن اليمان
كنية حذيفة بن اليمان، الصحابي أبو عبد الله، حذيفة بن حُسَيْل اليمان من بني عبس، ووالدته هي الرباب بنت كعب بن عديّ بن كعب،[١] أسلم حذيفة وأخاه وأبوهما جميعاً معاً، فنشأ -رضي الله عنه- في بيت يعتنق الإسلام، توفي والده حسيل بن جابر -رحمه الله تعالى- في معركة أحد، على أيدي المسلمين خطأً، تميّز الصحابي حذيفة -رضي الله عنه- بالفراسة،
كنية حذيفة بن اليمان
فقد رزقه الله -عزّ وجلّ- البصيرة اليقظة، فكان -رضي الله عنه- يقرأ الوجوه والسرائر، وقد تولّى إمارة المدائن في خلافة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وبقي على ذلك لما بعد خلافة عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، وقد كانت وفاة حذيفة بن اليمان في السنة السادسة والثلاثين للهجرة في منطقة المدائن، ويُذكر أنَّه عند موته -رضي الله عنه- كان يبكي، فعندما سُئل عن السبب قال: "ما أبكي أسفًا على الدنيا، بل الموت أحب إليَّ، ولكنِّي لا أدري على ما أقدم على رضًا أم على سخطٍ".
لقب حذيفة بن اليمان
عُرِف الصحابي حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- بلقب صاحب سرّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، فقد روى أبو الدرداء -رضي الله عنه- أنّه عندما ذهب علقمة إلى الشام، وكان قد جلس إليه، فسأله أبو الدرداء: (مِمَّنْ أنْتَ؟ قَالَ: مِن أهْلِ الكُوفَةِ؟ قَالَ: أليسَ فِيكُمْ صَاحِبُ السِّرِّ الذي كانَ لا يَعْلَمُهُ غَيْرُهُ -يَعْنِي حُذَيْفَةَ-).
لماذا لقب حذيفة بصاحب سرّ رسول الله؟
لُقِّب الصحابيّ حذيفة بن اليمان بصاحب سرّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-؛ لأنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- كان قد أسرّ له بأسماء المنافقين ونسبهم، وكان لا يعلمهم أحد إلّا حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه-،[٥][٦] وقد سُئل حذيفة -رضي الله عنه- عن كيفيّة علمه بأمر المنافقين، وعدم معرفة أحد غيره بهم، فأجاب قائلًا: "إِنِّي كُنْتُ أَسِيرُ خَلْفَ رَسُول اللَّهِ -صلّى الله عليه وسلّم- فنام على راحلته، فسمعت ناساً منهم يقولون: لو طرحناه عن راحلته، فانْدقّت عنُقُه فاسترحنا منه، فسرت بينهم وبينه، وجعلت أقرأ وأرفع صوتي فانتبه النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-"، فعندما علِم بأمر حذيفة -رضي الله عنه- وأمر ما سمعه من الناس، أخبره -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ هؤلاء هم من المنافقين، وألّا يخبر أحداً بهم،
ويؤكد على ذلك أيضاً ما رواه زيد بن وهب -رضي الله عنه- في تفسير قول الله تعالى: {فَقاتِلوا أَئِمَّةَ الكُفرِ}،[٨] فقال: (كُنَّا عِنْدَ حُذَيْفَةَ، فَقالَ: ما بَقِيَ مِن أصْحَابِ هذِه الآيَةِ إلَّا ثَلَاثَةٌ، ولَا مِنَ المُنَافِقِينَ إلَّا أرْبَعَةٌ، فَقالَ أعْرَابِيٌّ: إنَّكُمْ -أصْحَابَ مُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- تُخْبِرُونَا فلا نَدْرِي، فَما بَالُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَبْقُرُونَ بُيُوتَنَا ويَسْرِقُونَ أعْلَاقَنَا؟ قالَ: أُولَئِكَ الفُسَّاقُ، أجَلْ لَمْ يَبْقَ منهمْ إلَّا أرْبَعَةٌ، أحَدُهُمْ شيخٌ كَبِيرٌ، لو شَرِبَ المَاءَ البَارِدَ لَما وجَدَ بَرْدَهُ)،[٩] فكان -رضي الله عنه- صاحب سرّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- الأمين.