لماذا تريد الولايات المتحدة زعزعة استقرار باكستان
كتب فلاديمير كوجيمياكين، في "أرغومينتي إي فاكتي"، حول دور واشنطن في اعتقال عمران خان والاضطرابات التي تشهدها باكستان.
وجاء في المقال: في باكستان، اعتقل رئيس الوزراء السابق عمران خان، في مبنى المحكمة العليا في العاصمة إسلام أباد. فدعا حزبه أنصاره إلى النزول إلى الشوارع. وبدأ المتظاهرون في تحطيم القواعد العسكرية والحواجز وقطع الطرق السريعة وإضرام النار في منازل وسيارات المسؤولين والشرطة. وردّت الشرطة بالغاز المسيل للدموع وقامت باعتقالات جماعية. وبالنتيجة، بدأت الفوضى في البلاد.
فمن أشعل النار في هذه الدولة النووية هذه المرة؟ حول ذلك، التقت "أرغومينتي إي فاكتي" مدير مركز دراسات الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، سيميون باغداساروف، فقال في الإجابة عن السؤال التالي:
اعتُقل عمران خان، بحسب أقواله، بتوجيهات من الولايات المتحدة. بطبيعة الحال، خرج أنصاره إلى الشوارع.
فهل هناك حقاً أسباب موجبة لاعتقال عمران خان؟
هناك أسباب مزيفة. إذا لزم الأمر، يفبركون التهم بسرعة. فعلتها الولايات المتحدة، من باب الاحتياط، حتى لا يعوقها عمران خان في السيطرة على باكستان. شعبيته عالية جدا. لذلك، تحاول واشنطن إزالة عمران خان، باعتباره سياسيًا شديد الاستقلالية، وودودا تجاه الصين. كرئيس للوزراء، بدأ خان في التركيز بشدة على جمهورية الصين الشعبية، ثم قدم إلى روسيا. الولايات المتحدة لم يعجبها ذلك. تحدّث خان نفسه عن تعرضه للتهديد العلني من قبل كبار المسؤولين في واشنطن بأنهم سوف يسقطوه. وهذا ما فعلوه.
هل احتجاز عمران خان مرتبط بخطط نقل الغاز الروسي إلى الهند عبر باكستان؟
نقل الغاز الروسي إلى الهند منصوص عليه في مشروع "السيل الباكستاني" (خط أنابيب غاز مخطط أن يُبنى على أراضي باكستان)، وهو الخط الذي حاول عمران خان التفاوض حوله مع شركة غازبروم. أثناء تنفيذ هذا المشروع، يتوجب علينا أن نربط خط أنابيب غاز تركمانستان وأفغانستان وباكستان والهند (TAPI)، وهو خط آخر لم يتم بناؤه بعد. لذلك، فإن للولايات المتحدة مصلحة حيوية في زعزعة استقرار الوضع في باكستان، وفي أفغانستان، في الوقت نفسه.