آسيا الوسطى وثنائية القطب الجديدة
تحت العنوان أعلاه، كتب مدير مركز الدراسات الصينية في كازاخستان، عادل كاوكينوف، في "إكسبرت رو"، حول انعكاس المواجهة بين الصين والولايات المتحدة على آسيا الوسطى.
وجاء في المقال: إحدى الأجندات الرئيسية للتنمية العالمية هو تهدئة العلاقات بين الاقتصادين الرائدين في العالم: الولايات المتحدة والصين. وفي بعض الأحيان، لا يكون الوضع بينهما أقل حدة من التوتر الجيوسياسي في المواجهة بين روسيا والغرب.
وعلى الرغم من أن الاتهام الأمريكي الرئيس لبكين هو اختلال التوازن في حجم التجارة لمصلحة الصين، الناجم عن سياسة بكين الاقتصادية، فمن الواضح أن الأسباب الحقيقية تكمن في مجال التنافس للهيمنة على العالم. تتقدم الصين بالفعل على الولايات المتحدة في عدد من الصناعات وهي في طريقها لأن تصبح الاقتصاد الأول.
وأما بالنسبة لآسيا الوسطى، فإن الفجوة بين الولايات المتحدة والصين مهمة لعدد من الأسباب:
أولاً، لطالما كانت العلاقات بين الولايات المتحدة والصين محركًا لنمو الاقتصاد العالمي برمّته. وبالنسبة للبلدان النامية، بما في ذلك كازاخستان، فإن التباطؤ في الاقتصاد العالمي يهدد بتجميد البلد في وضع "النامي" إلى الأبد، لأن الدولة ذات عدد السكان القليل وفي غياب الطلب على ناقلات الطاقة التقليدية تفتقر ببساطة إلى الاحتياطيات الداخلية اللازمة لتحقيق قفزات قوية إلى الأمام؛
ثانيًا، يؤدي تعقيد العلاقة بين واشنطن وبكين إلى تدهور العلاقات بين أوروبا والصين؛
ثالثًا، المواجهة الأمريكية الصينية لا تقتصر على الاقتصاد، بل تدور أيضًا في البروبوغاندا، والتي لها تأثير سلبي للغاية على المجتمع.
بالإضافة إلى ذلك، هناك خطر كبير في أن القوى العظمى قد تضع كازاخستان والمنطقة بأكملها أمام صعوبة الاختيار الجيوسياسي، بحيث يكون ممكنا التعامل مع طرف واحد فقط، وهذا، بالطبع، سيكون له تأثير سلبي في تنمية آسيا الوسطى.